مناجاة على أعتاب الأقصى
شعر : د . أحمد جاد
حَتَّامَ تَصْرُخُ فيْ فَضَاكَ وَتَغْضَبُ ؟
وَالْطَّيْرُ قَدْ نَفَضَ الْـجَنَاحَ مُؤَذِّناً
وَالْدَّمْعُ يَنْزِفُ مِنْ مَآذِنِكَ الّتِيْ
وَإِلَىْ مَتَىْ تَشْكُوْ الْقُيوْدَ وَتُرْهَبُ ؟
وَالْأَيْكُ نَاحَتْ وَالْبَلَابِلُ تَثْغُبُ
تَأْبَىْ جَوَانِحُهَا الْـهَوَانَ وَتَجْنُبُ
***
يَا ثَالِثَ الْـحَرَمَيْنِ لَوْ أَبْصَرْتَنَا
يَا جَامِعَ الْأَخْيَارِ فِيْ أَكْنَافِهِ
مُخْضَرَّةٌ أَكْنَافُهُ لِـحُمَاتِهِ
أَنْتَ الْعَزِيْزُ وَإِنْ رَأَوْكَ مُكَبَّلاً
فَالْمُكْثُ فِيْكَ فَضِيْلَةٌ مَعْرُوْفَةٌ
لَعَلِمْتَ أَنَّا بِالْـمَنَاسِكِ نَلْعَبُ
كُلٌّ إلَيْكَ بِعُمْرِهِ يَتَقَرَّبُ
مُحْمَرَّةٌ لِعِدَاتِهِ تَتَلَهَّبُ
وَسِوَاكَ فِيْ أَرْضِ الْعُرُوْبَةِ مُرْهَبُ
إِنَّ الْـمَعَالِيَ فِيْ رِحَابِكَ تُطْلَبُ
***
أَتَبِيْتَ أُوْلَى الْقِبْلَتَيْنِ مُكَبَّلاً
مَنْ لَمْ يَعِشْ لِلْقُدْسِ عَاشَ لِغَيْرِهِ
مَنْ عَاشَ يُدْنِيْ رَأْسَهُ لِعِصَاْبَةٍ
مَنْ عَاشَ زَهْرَةَ عُمْرِهِ في بَاطِلٍ
مَنْ كَانَ ظَهْراً لِلْيَهُوْدِ بَأَهْلِهِ
وَنَبِيْتُ فِيْ نَعْمَائِنَا نَتَقَلَّبُ ؟!
وَيُسَارِعُ الْشَّهْوَاتِ فِيْمَا يَطْلُبُ
هَيْهَاتَ فِيْ سَاحِ الْوَغَىْ يَتَخَضَّبُ
لِلْحَقِّ كَيْفَ يَثُوْرُ أَوْ يَتَغَضَّبُ ؟
هَيْهَاتَ لَيْسَ بُمُرْجِعٍ مَا يُغْصَبُ!!
***
وَإِذَا سَأَلْتَ عَنِ الْعُرُوْبَةِ فَاسْتَعِذْ
فَدَعِ الْعُرُوْبَةَ تَسْتَطِيْلُ بِنَفْطِهَا
وَاسْمَعْ جُيُوْشَ الْعَازِفِيْنَ بِأَرْضِنَا
وَانْظُرْ صَوَارِيخَ الْنِّسَاءِ مُعَدَّةً
إنَّا دُعَاةُ قَصَائِدَ الْـحَرْبِ الّتِيْ
لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقاً فيْ قَلْبِنَا
أَوْ كَانَ قَدْرُكَ فِى الْقُلُوْبِ رَأَيْتَنَا
لَكِنَّنَا يَا قُدْسُ ظِلُّ مَآتَةٍ
هِيَ أُمَّةٌ تَلْهُوْ وَشَعْبٌ يَلْعَبُ
وَنَسَتْ مَفَاخِرَهَا تَمِيْمُ وَيَعْرُبُ
تَتَهَدَّدُ الْجَيْشَ الْمُغِيْرَ وَتُرْهِبُ
تَدَعُ الْعَدُوَّ بِحَيْرَةٍ يَتَقَلَّبُ
وَنَهُبُّ إنْ كُسِرَ الْلِّوَاءُ فَنَشْجُبُ
لَرَأَيْتَنَا يَوْمَ الْوَغَىْ نَتَقَلَّبُ
نَحْمِيْ حِمَاكَ وَلِلْعِدَا نَتَرَقَّبُ
وَالْسَّيْفُ يَخْفِضُ مَنْ يَشَاءُ وَيَنْصِبُ
***
وَاذْكُرْ حَمَاسَ بِخَيْلِهَا وَرِجَالِـهَا
قَوْمٌ عَلَى صَوْنِ الْـمَبَادِئِ نُشِّؤُا
نَصَبتْ صَوَارِيْخَ الْفَخَارِ بِعِزَّةٍ
إِنْ هَدَّدَ الْأَرْضَ الْكَرِيْمَةَ مُجْرِمٌ
صَوْتُ الْـحَقِيْقَةِ إنْ تَخَاذَلَ غَيْرُهَا
وَاذْكُرْ كَتَائِبَ عِزِّهَا مُتَفَاخِراً
فَاسْمَعْ حَمَاكَ الله تِلْكَ قَصِيْدَتِيْ
فَهُمُ الْصَّوَاعِقُ فِى الْوَرَىْ إِنْ حُوْرِبُوْا
وَتَهَيَّؤُا لِعِدَاتِهِمْ وَتَأَهَّبُوْا
وَبِالْخَنَادِقِ لَا تَزَالُ تُرَتِّبُ
كَانَتْ إِلَيْكَ بِنَشْرِهَا تَتَقَرَّبُ
وَصُمُوْدُهُا فِى الْنَّازِلَاتِ مُجَرَّبُ
أَهْلُ الْـحُرُوْبِ مِنَ الْشِّهَادَةِ أُشْرِبُوْا
جُهْدُ الْـمُقِلِّ بِقَوْلِهِ يَتَقَرَّبُ
***********************
***********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق