الجمعة، 21 سبتمبر 2018

عيناك ...بقلم د. أسامه مصاروه



لعشاق الغزل أقدم هذه القصائد من ديواني مشاعر الجزء الخامس تحت عنوان "عيناكِ"
سطعتْ
سطعَتْ عيناكِ فثارَ دمي
وأثارَ النورُ شذا قلمي
محقتْ من قبلُ رحى الْعدمِ
أزهارًا أنْبتَها أَلَمي
بعثَتْ عيناكِ صدى فكْري
وَروتْ أزهارِيَ بالعطْرِ
غسلَتْ شرحَتْ زرعَتْ صدري
بكنوزِ النثرِ وَبالشعرِ
ملكَتْ عيناكِ زمامَ غَدِ
مُلْكًا يا حُبي للأبَدِ
وهبَتْ قلبي نورًا يَهدي
لِتَعُمَّ تباشيرُ الوُدِّ
منْ ظلمةِ عصْرٍ مضْطَرِبِ
عصرٍ للذُلِّ بلا غَضبِ
أرْسلتِ فؤاديَ للسُحبِ
وَبعيدًا عن فِتَنِ العربِ
كانتْ أحزاني تستعرُ
منْ ذلِّ بلادٍ تُحْتَقَرُ
روحي ماتتْ بِمَ أفْتَخِرُ
لولا عيناكِ سأنتحرُ
لكنَّ اللهَ بِحكْمَتِهِ
وَبِقُدرتِهِ وَبِنعْمتِهِ
منْ ليلِ القلبِ وَظُلْمَتِهِ
بِحبيبٍ جاءَ لِرحْمَتِهِ
إلهامي
عيْناكِ إلهامي لعيْنيْك الثناءْ
لا أدّعي الإبداعَ تبًا كبرياءْ
لِمَ الغرورُ ما أنا إلّا إناءْ
يستوْعِبُ الأشعارَ من وحْيِ السماءْ
عيْناكِ يا سيّدتي قدْ عبَّرا
عن عِشْقِ قلبي وَيراعي سَطّرا
عيْناكِ، لا لستُ أنا من فكّرا
أوْ عنْ حنيني واشتياقي خبّرا
عيْناكِ كُنْهُ العيشِ في هذا الوُجودْ
سرُّ الحياةِ فيهما حتى الخُلودْ
مهما تتابعتْ سنينٌ أو عُقودْ
عيْناكِ نورٌ والسماواتُ شُهودْ
عيناكِ في حلّي وترحالي الضِياءْ
بدرانِ يُشعلانِ أرجاءَ الفضاءْ
وينزعان اليأس عني والشقاءْ
ويمحُوانِ الحُزنَ كيْ يزهو البهاءْ
هيّا إلى النجماتِ هيّا للقمرْ
طيري بعيدًا عن دَياجيرِ البشرْ
هيّا اغمُري الأفلاكَ حبًا كالمطرْ
كمْ تشتهي الأكوانُ حبًا قد ندر
لا فخرَ لي سيّدتي بما أقولْ
في بحرِ عينيْكِ أنا فقط أجولْ
وَمنْ كُنوزِ البحرِ أوْ مِمّا أنولْ
أُهدي القوافي أنجُمًا تأبى الأفولْ
طُلّي وَهلّي دائمًا رغمَ الدموعْ
لا تحْزني هيّا انْهضي بِئسَ الخُضوعْ
دمعُ المَحارِ لُؤْلُؤٌ ضَوْءُ الشموعْ
إنْ جفَّ فرْعٌ حولَهُ تنمو فروعْ
عجبًا
عجبًا هنا في غرْبتي بينَ الجبالْ
رُغمَ الروايةِ والطبيعةِ والجمالْ
فكري ثوانٍ لا يكفُّ عن السؤالْ
يا ليتَ شعري ما الوسيلةُ للوصالْ
صبرًا أيا قلبي بِصبركَ لا تهونْ
فبدونِ عشقٍ أنت أصلًا لا تكونْ
فلمَ التألُمُ والتأزُمُ والجنونْ
لِمَ لا نعي أنَّ الهوى ربُّ الفنونْ
عذرًا خيالي قفْ رجاءً علَّني
أنسى الحبيبَ لِلحظةٍ أو دُلَّني
كيفَ الهروبُ وصبرُ صبري ملَّني
أينَ اللجوءُ وشوقُ قلبي شلًّني
هل من عزاءٍ يا طبيعةُ للفؤادْ
هل من سكون لِمُتيَّمٍ في البعادْ
لِمَ يا جبالُ ويا هضابُ ويا وِهادْ
ما زلتُ ألْتَحِفُ الصَبابةَ والسُهادْ
ما زلتُ في قيدِ الجوى وَلظى الحنينْ
فمتى يعودُ السعدُ للقلبِ الحزينْ
أَبِغيْرِ وصلٍ يُبْعثُ القلبُ الدفينْ
مِن كهفِ مَنْ رقدوا شُهورًا بلْ سنينْ
أسطورة
من بينِ موْجاتِ العيونِ الشاسعهْ
نادتْ فؤادي ذاتُ حُسنٍ رائعةْ
غنّتْ أغانٍ ناعماتٍ وادعهْ
حتى غدتْ روحي كطفلٍ طائعهْ
ماذا أرادتْ من فؤادي يا تُرى
أسطورةً من نسجِ أحلامِ الورى
كانت وجاءتْ رغبةً في ابن الثرى
أمْ أنَّها كالطيفِ إذ ليلًا سرى
يا من تُناديني إلى بحرِ الغرامْ
رفقًا بِصبٍّ كادَ يفنيهِ الهيامْ
بل صارَ يخشى مجازاتِ الكلامْ
حتى ومنْ قولِ التهاني والسلامْ
عذرًا حبيبي لا أعي ما قلتُهُ
هل كانَ وهمًا يا تُرى قد خلتُهُ
لكنَّهُ أغلى غرامٍ نلتُهُ
في عالمٍ دونَ انفعالٍ جُلتُهُ
هيّا خُذيني يا عُيونٌ وانْثري
غيماتِ حبٍّ فوقَ قلبي المُقفرِ
هيّا ابْعثيني مثلَ غصنٍ مُزهرِ
قاسى وَعانى من جَفافِ المظهرِ
هيّا خُذيني بعدَ أنْ طالَ السفرْ
حتى يعيدَ الروحَ للجسمِ المطرْ
قد طالَ سُهدي في الليالي للسحرْ
واسْتفحلتْ أفكار يأسي والضجرْ
هيّا خُذيني يا عُيونٌ طائعٌ
مهما جرى لنْ اشْتكي بلْ قانعُ
هيّا خُذيني ليسَ عندي مانعُ
إنْ غبتِ دهرًا أوْ غداةً راجعُ
عيناك محيطٌ
عيناكِ محيطٌ دونَ مَدى
والقلبُ شراعٌ دونَ هُدى
والبحثُ طويلٌ مُنذُ بدا
أخشى إنْ ضِعتُ أضيعُ سدى
معْ هذا القلبُ يُشجّعُني
ويَلِحُّ عليَّ وَيدفعُني
علَّ الأقدارَ ستسمعُني
وبحبَي يومًا تجْمعُني
فأنا جسدٌ هلْ من ردِّ
لقرارِ القلبِ على الجَسَدِ
إنّي واللهِ على العهدِ
إنْ فُزْتُ بوعدٍ أو لحْدِ
في البحثِ وجودٌ لي وَكيانْ
وعْدٌ مكتوبٌ منذُ زمانْ
لن يمنعَني حتى بركانْ
أوْ زلزالٍ أو مهما كانْ
بحثٌ مفروضٌ دونَ جدالْ
حتى لو كانَ الحبُّ خيالْ
معْ أنَّ لقلبي ألفُ سؤالْ
رفضُ المفْروضِ سدىً وَمُحالْ
منْ فجرٍ أو صُبْحٍ تالي
لمساءٍ منْ نجمٍ خالي
قلبي مشغولٌ عنْ حالي
في البحثِ عَنْ حبٍّ غالي
هلْ أصلًا حبّي موجودُ
في كوْنٍ فكْرُهُ محدودُ
لجحيمِ هوانٍ موعودُ
وضياعِ أمانٍ مشدودُ
قلْ لي باللهِ أيا قلبي
منْ بعدِ سنينَ على دربي
أتراكَ ستحظى بالحبِّ
أمْ أنّكَ ساعٍ للغُلْبِ
د. أسامه مصاروه



***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة