أراها مثلما (قيسٌ) رآها
وأرمي بالعداوة من رماها
فمن مثل الصبوحة في صباحي
ومن مثل الزبرنق في دجاها
أشمُّ الروح والريحان منها
فعطر الورد يستجدي شذاها
أراها كالخميلة في ربيعٍ
وأرقصُ كالفراشة في رؤاها
أرى عينين من وردٍ جميلٍ
وثغراً عابقاً يزكيه فاها
وأنظر كالرضيع إذا ظمئتُ
إلى صدرٍ به قبّتْ رُباها
وأشتاقُ التقرَّب من يديها
فقد مرّتْ على صدري يداها
وظلتْ تعطر الكفّان منّي
فضاعَ الشوقُ يذكي في ذُكاها
سلاني الأمس في عمرٍ تقلّى
على الهجران .. أشقاني نواها
أفتشُّ في المرافئ عن قدومٍ
كأنّي لا أرى حتى أراها
عمىً في القلب لم ينظر لأيٍّ
وهل في القلب شيءٌ من سواها
وأغوى ؛ ألفُ عشقٍ يعتريني
ومازلتُ المتيّمَ في هواها
أخاف الخمر لكني سكرتُ
بكأس عُبَّ من أمضى طلاها
لها ثغرُ البلابل لو تغنّتْ
على الإصداح ما أحلى غناها
أرى نحلِ الخمائل في شفاهٍ
أراقَ الشهدَ ؛ لو ذقتُ الشفاها !
لعشتُ الدهرَ في الدنيا معافىً
لأنَّ الطِّبَ يشفي من دواها
هي الشريان والإحساس يجري
على الحُبِّ المنقّى في دماها
ركبت الحُلْمَ أنهاراً توارتْ
ولم أبلغْ على ليلٍ قراها
أرى ما كان في أمسي سراباً
تبددَ بالتأمُّلِ في مداها
يضيعُ العمرُ في بحرٍ جهولٍ
ويغرقُ من يفتشُ عن لقاها
سألتُ اللؤلؤَ المغرورَ عنها
حكتْ عينان ما خبّتْ وراها
عرفتُ الآن ما يعني بكائي
طواني الموتُ لو يوماً طواها !
ــــــــــــــــــــــــــــ
رعد الدخيلي
***********************
***********************

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق