محمد بودويرة
أوضح تقرير صادر عن “المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي” المغربي مؤخرا أن توسـع مجـال اسـتعمال الفضـاء الافتراضـي ساهم فـي تغيـر موقـف وسـلوك المواطنيـن، سـيما الشـباب، تجـاه الفـوارق وأشـكال الحيـف.
وسجل التقرير أن اسـتغلال العالـم الرقمـي باعتبـاره فضـاء للتعبيـر الحـر والنقـاش حـول مواضيـع تهـم المجتمـع سـيما قضية الفـوارق، أصبح يتزايد فـي سـياق يعـرف مشـاركة سياسـية متواضعـة، وتراجعـا علـى مسـتوى الثقـة فـي مؤسسـات التأطيـر والوسـاطة.
وقال التقرير الصادر تحت عنوان “الموضوع الخاص للتقرير السنوي 2017.. الفوارق الاجتماعية والمجالية”، “إن الانفتـاح المتزايـد علـى الإنترنـت والشـبكات الاجتماعيـة والصحافـة الإلكترونيـة ومختلـف القنـوات التـي توفرهـا تكنولوجيـا المعلومـات والاتصـال، قـد يسـر بشـكل كبيـر عمليـة تحسـيس المواطنيـن وتعبئـة الـرأي العـام”، مضيفا أن “الولـوج إلـى هـذه التكنولوجيـات يمكـن المواطنيـن مـن إجـراء مقارنـات بيـن مسـتويات عيـشهم ومستوى عيش فئـات أخـرى مـن المجتمـع”.
من جهة أخرى سجل التقرير أن ما سـاهم أيضا فـي الرفـض المتزايـد للفـوارق الاجتماعيـة والمجاليـة، هو عـدم فعاليـة آليـات الارتقـاء الاجتماعـي بالنسـبة لشـرائح واسـعة مـن السـكان، مثل ضعـف مبـدأ الجـدارة والاسـتحقاق، وضعـف أشـكال الارتقـاء الاجتماعـي المعتـادة، مثـل الولـوج المنصـف إلـى الشـغل وتكافـؤ الفـرص ووجـود تعليـم جيـد لفائـدة الجميـع.
كما لاحظ التقرير أن الحكامـة تسـاهم بدورهـا فـي اسـتمرار الفـوارق. ويتجلى هذا على الخصوص في المواقـف المتـرددة، وضعـف التقائيـة السياسـات العموميـة، وانتظاريـة صانعــي القــرار السياســي، بالإضافــة إلــى عــدم التطبيــق الفعِلــي للنصــوص المعتمــدة جــراء طــول المــدة الفاصلـة بيـن إصـدار القوانيـن وبيـن مراسـيم تطبيقهـا… وهـي عوامـل تتسـبب فـي اسـتياء السـكان تجـاه مسـتوى فعاليـة المؤسسـات، وتخلـق نوعـا مـن انعـدام الثقـة فـي إرادة توطيـد دولـة القانـون.
***********************
***********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق