الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

أخيطُ فستانَ اللقاءِ | للكاتبة | مرام عطية | عزف الأقلام



بصمتٍ يشبهُ لونَ البنفسجِ المعرِّشِ على مدينتي الغارقةِ بالحزنِ ، أخرجُ من وادٍ مرٍّ تحوكهُ الحفرُ أكبر من مقاس أنوثتي ، أنفضُ الملحَ عن روحي الجريحةِ ، نافذةُ الأملِ تبتسمُ لي ، تهدبُ وريقاتٍ نديةً كالأحلامِ ، أتنهَّدُ ، أقرأُ قصائدَ المطرِ في سحابةٍ ترتِّلُ لإلهِ الحبِّ ، يتلو عليَّ الشَّوقُ آيَاتِه الزرقاءَ ، تحاصرني عيناكَ في خيمةِ رجاءٍ ثقبها زخامِ الأيامِ و وذرتْ دفأها رياحُ العاذلين ، يسرجُ النَّوى الأماني العذابَ إلى بلادٍ ثلجيةٍ ، لا أحدَ يعلمُ أني عصفورٌ أضاعَ عشَّهُ الدافئ ، تتلاعبُ بهِ الأنواءُ على غصنِ وردٍ غضٍّ .
يشحذُ الَّليلُ رمحهُ ، يطرقُ أبوابَ ناظريَّ ، يدخلُ مسامعي بلا استئذانٍ ، يتسللُ إلى آرائكِ غرفتي ، يبحثُ عن سريرٍ يريحُ به بناتَ الشَّوقِ
يدايَ تسألني بلهفة القرنفلِ عن ياسمين صدركَ
، وأرخبيلات النخيلِ تمطرُ رطبَها من مغاني الأماسي الذَّّهبيةِ ، تنثرُ عراجينها على ذاكرتي ، الأزهارُ الثملى على قزح خصري ترقبُ نحلاتكَ العاشقة ، تأخر النَّبيذُ ، واعتصرني الحزنُ ، سأعلِّقُ ماجفَّ من نضاري على مشجب الخيباتِ الطويلِ ، و أحتفلُ بعودتكِ المرتقبةِ مع مواعيدِ العاشقين إلى جزيرتي المنسيةِ من أمدٍ ، أخيطُ فستانَ اللقاءِ أبيضاً بما يليق ، أرصِّعهُ بالجمانِ والفيروز ، وأدعُ موجاتِ الحنين تستعجلكَ ؛ لتسكبَ بنَ التلاقي الشَّهيَ .
أينَ أنتَ ؟! تسألني حسانُ الشَّوقِ ، أسمعُ خشخشةَ الريحِ ، ياللأسى !!
الخريفِ يشهقُ أغاني النجومِ وتراتيلَ السَّحابِ ، ينتهي كل شَيْءٍ ، ولا تعودُ .
_______
مرام عطية

***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة