السبت، 9 نوفمبر 2019

هكذا تحيا الذكرى ، ويخلد الأثر !!



متابعة : نشوى شطا

شاءت إرادة الله تعالى أن يكرم المؤمنين ببعثة أشرف الأنبياء والمرسلين ، ليكون لهم فى الدنيا هدى ونورا ، وفى الآخرة رحمة وشفاعة ، وليجعل منهم باتباعه خير أمة أخرجت للناس  ..

فلقد كانت بعثته صلى الله عليه وسلم ، أكبر حدث فى تاريخ البشرية ، وإيذانا بفجر جديد أشرقت شمسه على البشرية ، فكشفت عنها غيوم الجهل وظلمات الأوهام ، وأطلقت القلوب والعقول من قيود الخرافات ، ومن التقاليد البالية والعادات المستهجنة  ..

ومن سنن الله الكونية ، أن الفكر المجرد لايتضح عند أكثر الناس ، مالم يكن مقترنا بما يوضح معالمه ويشرح مبادئه ، وهذا الفكر المجرد يظل مثاليا مالم يرتبط بالواقع ، ومن أجل إثبات هذه الواقعية لمبادئ الإسلام وشريعته الخالدة ، شاء الله تعالى أن يجسدها فى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، مثالا عمليا كاملا ، ومن المحال إدراك حقائق الإسلام كلها مالم يعش الإنسان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من أول حياته إلى ختامها ، ويتفهم كل جانب من جوانب حياته الشريفة  ..

فلقد أرسله الله تعالى للإنسانية ، مثالا أخلاقيا كريما ، وكان بذلك الإنسان الكامل فى رحمته وصبره وصدقه ، وإخلاصه ووفائه ، وبره وكرمه  ..

وحين نذكر ميلاده صلى الله عليه وسلم ، ينبغي أن نستحضر سيرته الشريفة بقلوبنا ، وليس بألسنتنا فحسب ، نحتفى بالذكرى الشريفة بما يناسبها من إجلال وتكريم ، ومراجعة لأقواله وأفعاله وأخلاقه ، أما المظاهر الفارغة والأعمال الخاوية ، فليست من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وموالاته ، فالمحبة الحقيقية تكون باتباعه وطاعته ، والتمسك بسنته  ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

( عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ )

متى يكون احتفالنا بهذه الذكرى بما يوائم جلالها ، ويلائم عظمتها  ؟!  متى نتناول سيرته الشريفة تناولا عمليا ، ونقتبس من نورها  ؟!

لقد ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيما ، فما أجمل أن يكون مولده ، نظرة حانية إلى اليتامى والفقراء ، فهكذا تحيا الذكرى ، ويخلد الأثر   ..
       
بقلم :  أشرف داود - رئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام ، والمنسق الإعلامى للمجلس الأعلى للثقافة



***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة