السبت، 28 ديسمبر 2019

علاقة نفعية بين بوتين والكنيسة الأرثوزكسية


كتب /أيمن بحر
رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي الكنيسة الارثوزكسيةمشهرة عالمياً ومختلف عليها كاتديرائية إسحاق ليست مقراً للعبادة ولكنها متحفاً سمياً وينتظر تسليمه للكنيسة الأوثوزكسية قرار يسبب الغضب فى عهد حفلاديمير الأول دخلت المسيحية بلاد الروس وإنتشرت وفق المذهب الأرثوذكسى حيث أعتنق الأمير فلاديمير الأول المسيحية فى عام 988  م وكان السلاف الشرقيون فى ذلك الوقت يعبدون القوى الطبيعية. ولكن فلاديمير جعل المسيحية الدين الرسمى للدولة ومن ثم إعتنقها الكثير من أهل دولته. وقد أصبح فلاديمير فيما بعد قديساً للكنيسة الأرثوذكسية الروسية وأصبحت الأخيرة والدولة مرتبطة دائما إرتباطاً وثيقاً. وفى الوقت الحالى المسيحية الأرثوذكسية هى الديانة التقليدية والأكثر انشاراً فى روسيا فى الوقت الحالى وتعتبر جزءًا من التراث التاريخى الروسى حسب القانون الصادر عام1997 الكنيسة الروسية الأرثوذكسية هى الديانة السائدة فى البلد؛ مع حوالى 100 مليون مواطن روسى يعتبرون أنفسهم مسيحيين أرثوذكس. كنيسة المُخلِّص على الدم المراق (بالروسية: Церковь Спаса на Крови) هى أحد المعالم الرئيسية فى مدينة سانت بطرسبرغ الروسيَّة. وتُعرف الكنيسة بأسماء عدة ومنها كنيسة على الدم المراق (Церковь на Крови) أو معبد المُخلِّص على الدم المراق (Храм Спаса на Крови) أو كاتدرائية قيامة يسوع (Собор Воскресения Христова).  بُنيت هذه الكنيسة على الموقع الذى أصيب فيه الإمبراطور ألكسندر الثانى بجرحٍ قاتل على يد مجموعة من الخصوم السياسيين فى شهر مارس من عام 1881. وهكذا فقد شُيدت هذه الكنيسة خلال الفترة من عام 1883 حتى عام 1907 بتمويل من العائلة الإمبراطورية.
تحولت إدارة الكنيسة الى كاتدرائية القديس إسحاق فى شهر يوليو من عام 1970.
أزمة أوكرانيا تعكر صفو علاقة كنيسة روسيا بنظيرتها المصرية قرار الكنيسة الروسية بقطع العلاقات مع بطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس البابا ثيؤدورس الثانى بعد إعترافه بالكنيسة الأوكرانية المستقلة، يثير لغطا فى الأوساط القبطية بمصر ويعمق الخلاف الدينى بين موسكو وكييف.  الكنيسة الروسية قطعت صلتها ببطريركية القسطنطينية بعد إعترافها بإستقلال الكنيسة الأوكرانية عن موسكو. عبرت الكنيسة الروسية فى بيان نشرته عبر موقعها الرسمى باللغة الإنجليزية أمس الخميس، عن حزنها العميق لقرار بطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس البابا ثيودوروس الثانى الذى دخل فى شراكة مع الإنشقاقيين (الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المنشقة) معلنة الكف عن ذكر إسم بطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس البابا ثيؤدورس الثانى أثناء إقامة القداس. كان البابا ثيودروس الثانى بطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس أعلن خلال القداس الإلهى الذي أقيم فى نوفمبر/ تشرين الثانى الماضى بكنيسة رؤساء الملائكة بالظاهر فى العاصمة المصرية القاهرة إعترافه بالأنبا أبيفانيوس متروبوليت كييف كرئيس للكنيسة الأوكرانية المستقلة. وأضافت الكنيسة الروسية أنها لاحظت أن قرار البابا ثيؤدورس الثانى لم يعرض فى جلسة المجمع المقدس للبطريركية الإسكندرية الذى عقد فى الفترة من 7 الى 9 أكتوبر/ تشرين الأول، ولم يتم طرحه للتصويت وصدر بطريقة غير مألوفة مؤكدة أنها ستغلق مكتباً تمثيلياً لبطريركية الإسكندرية فى موسكو وأن الإبرشيات الروسية الأرثوذكسية فى أفريقيا لم تعد تحت إشراف البطريركية المصرية بل تحت قيادة البطريرك الروسى كيريل مباشرة. ولم يصدر تعليق من بطريركية الروم الأرثوذكس بالإسكندرية حتى كتابة التقرير كما رفض الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس والمتحدث الرسمى للكنيسة بمصر الرد على أسئلة DW عربية متعللاً بأنه غير مخول له بالتعليق. يأتي ذلك فى خضم أزمة دبت فى صفوف كنيسة الروم الأرثوذكسية على خلفية إنشقاق الكنيسة الأوكرانية وإنفصالها عن الوصاية الدينية الروسية عليها المستمرة منذ 332 سنة، حيث عقد رجال الدين الأرثوذوكس مجمّعاً واسعاً فى كييف أكتوبر/ تشرين الأول 2018، لإتخاذ قرار تاريخى بإقامة كنيسة مستقلة عن الروس بدعم من بطريركية القسطنطينية التى هى مقر الزعيم الروحى العالمى لنحو 300 مليون مسيحى أرثوذكسى. وأثارت الخطوة غضبا روسياً واسعاً قررت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية على إثره فى أكتوبر/ تشرين الأول قطع كل العلاقات مع بطريركية القسطنطينية المسكونية؛ إحتجاجاً على موافقتها على طلب أوكرانيا إقامة كنيسة مستقلة. ووصفت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ذلك بأنه أكبر انشقاق فى المسيحية منذ الف عام. وأصبحت كنيسة الروم الأرثوذكس فى مصر، الكنيسة الثانية التى تعترف بالكنيسة الأوكرانية المستقلة بعد كنيسة اليونان التى إعترفت بها الشهر الماضى، وهو ما أدى أيضاً الى إعلان الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قطع علاقات الشراكة مع رئيس الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية. وينبع الصراع على مستقبل أوكرانيا الروحى من تدهور العلاقات بين كييف وموسكو بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم اليها فى 2014 وإندلاع قتال إنفصالى فى شرق أوكرانيا أدى الى سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل. وأثار قرار الكنيسة الروسية لغطاً فى بعض وسائل الإعلام الكبرى، بسبب تشابه إسمى بطريرك الروم الأرثوذكس بالإسكندرية ثيؤدورس الثانى مع بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا تواضروس الثانى مما دفع بالكنيسة الأرثوذكسية المصرية تصدر بيانا تنفي علاقتها به. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر تقول إن لديها علاقات طيبة مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. وقال الناطق بإسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر القس بولس حليم إن العلاقات مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية أخوية طيبة للغاية نافياً ما تم تداوله عبر عدد من وسائل الإعلام الغربية بشأن قطع الكنيسة الروسية لعلاقاتها مع الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر. وقال القس حليم - فى تصريح نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط - إن قرار الكنيسة الروسية الخاص بقطع علاقاتها مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية ليس له أساس من الصحة وأن القرار الصادر عن المجمع المقدس للكنيسة الروسية خاص بكنيسة الروم الأرثوذكس. وتابع أنه حدث خلط بين الكنيستين نظراً لأن بطريركية الروم الأرثوذكس وبطريركها يحمل إسم بابا الإسكندرية، ويتشابه إسمه مع إسم البابا تواضروس الثانى، وهو البابا ثيؤدورس الثانى بطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس وأضاف أن الكنيسة المصرية القبطية الأرثوذكسية لم تتورط فى القضية المثارة بين الكنائس الأرثوذكسية حول كنيسة أوكرانيا وأنه يربطها علاقات جيدة مع الكنيسة الروسية ويتم تبادل الزيارات وتعتبر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هى الكنيسة المسيحية الرئيسية بمصر بجانب طوائف مسيحية أخرى، علماً بأن عدد الأقباط فى مصر يبلغ نحو 15 مليون شخص يشكلون قرابة 15% من الشعب المصرى وفق تصريحات صحفية سابقة للبابا تواضروس بابا الكنيسة المصرية
وقال المفكر القبطى المصرى كمال زاخر إن اللغط نتج من أمرين الأول أن كرسى كنيستى الروم الأرثوذكس والقبطية الأرثوذكسية مقره بالإسكندرية وكذلك تشابه إسم بطريرك الروم الأرثوذكس (ثيؤدورس الثانى) والتى تعنى باليونانية تواضروس مع إسم بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تواضروس الثانى الأمر الذى أوقع وسائل إعلام كبرى فى الفخ.
وأضاف زاخر فى حديث لـDW عربيةأن الكنيسة الأرثوذكسية المصرية لا علاقة لها بالكنيسة الروسية الأرثوذكسية وليست طرف فى النزاع الدائر بين الروم الأرثوذكس
وإعتبر زاخر أن الأزمة السياسية المندلعة منذ 2014 بين روسيا وأوكرانيا وراء الشقاق الدينى وإنفصال الكنيسة الأوكرانية عن تبعيتها للكنيسة الروسية، متابعاً هذا الشقاق نابع من قضية سياسية وليست دينية وبالتالى لن تؤثر على العقيدة أو الإيمان
ويرى كثير من المسيحيين الأوكرانيين أن الكنيسة الروسية تفضل المتمردين المدعومين من روسيا فى شرق أوكرانيا. ونفت الكنيسة الروسية فى موسكو أن يكون إستخدم كأداة سياسية فى أيدى الحكومة الروسية وقالت إنها تحاول إحلال السلام فيىشرق أوكرانيا.
وعن تداعيات القرار الأخير نحو قطع العلاقات مع بابا الروم الأرثوذكس بمصر قال المفكر القبطى إن الروم الأرثوذكس بمصر هم عبارة عن جالية أجنبية إستقرت تاريخياً بمصر كغيرها من الطوائف وأن بطريرك الروم الأرثوذكس بالإسكندرية غير أجنبى الجنسية ولا يتم تعيينه من السلطات المصرية. ورأى أن الخلاف دائر بين كنائس وبعضها البعض لن يؤثر بالطبع على العلاقات بين موسكو والقاهرة.



***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة