بقلم/محمد حربي.
المتعة عبارة عن شعور إيجابي ناتج عن إفراز هرمون الدوبامين في الجسم. عملية إفراز هذا الهرمون مرتبطة مع نظام المكافأة و العقاب الدماغي. الدماغ يتواصل مع أعضاء الجسم من خلال طريقتين. واحدة سريعة جداً (السيالة العصبية) و لها تأثير سريع جداً لكن لا يستمر أثره طويلاً و الطريقة الثانية هي من خلال إفراز الهرمونات و التي يكون تأثيرها ذو فعالية أطول لكن تأخذ بعض الوقت لكي تتفعل في الجسم.
بداية سأقوم بسرد ملخص عن بعض الهرمونات ثم نخوض في علاقتها مع المتعة والسعادة.
السيروتونين:
من أهم الهرمونات الدماغية و أقدمها عمراً إذ أن جميع الثدييات تستخدم السيروتونين في التواصل بين العصبونات الدماغية. من مؤثرات السيروتونين هو التحكم في المزاج العام لدى الإنسان. إذا ُطردت من عملك اليوم فإن مستوى السيروتونين سيهبط بشكل كبير في جسمك و قد يؤدي ذلك لدخولك في حالة كآبة و في المقابل إذا ربحت اليوم جائزة بمليون دولار فإن مستوى السيروتونين سيرتفع لديك مما يؤدي لشعورك بالسعادة. أغلب العقاقير لمعالجة مرض الاكتئاب مثل البروزاك هي محفزات لإنتاج هرمون السيروتونين في الجسم.
السيروتونن بشكل عام يتم إفرازه بعد الأعمال الرياضية بكافة أنواعها و ذلك ليساعد الجسم على تخطي شعور الإرهاق الناتج عن الجهد الفيزيائي. أي أن الدماغ يفرزه كنوع من المخدر لتخطي مرحلة ما بعد الجهد الفيزيائي.
الدوبامين:
هرمون المتعة، من أهم عناصر نظام المكافأة في الدماغ. الجهاز العصبي يحدد الأفعال الإيجابية عبر إفراز هرمون الدوبامين. الدوبامين يعني “كرر هذا الفعل لأنه يعجبني” هذا الإفراز يربط الدوبامين مع الأفعال التي يعتبرها الدماغ إيجابية و هو من أساسيات الإدمان. مثلاً مادة النيكوتين الموجودة في السجائر تحرض إفراز الدوبامين في الدماغ لذلك يدمن المدخن على النيكوتين. المخدرات بأنواعها هي مواد محفزة لإفراز الدوبامين بنسب متفاوتة. أيضاً الذروة الجنسية هي عبارة عن جرعة كبيرة من الدوبامين لذلك نجد أن الأحياء لا يستطيعون مقاومة التحفيز الجنسي الذي يسبق الذروة الجنسية.
إفراز الدوبامين ليس دائماً مرتبط بالمكافأة الآنيّة و إنما من الممكن أن يتمّ إفرازه لأعمال سنجني نتائجها الإجابية لاحقاً.
إبينيفرين أو الأدرنالين:
هذا الهرمون شهير بأنه يسرّع عدد نبضات القلب و هو عادة يفرز في حالات الخطر لكي يساعد الجسم في نقل السكر لجميع الخلايا بشكل سريع للتعامل مع الخطر.
أوكسيتوسين:
هذا الهرمون له وظيفة مهمة من الناحية الإجتماعية إذ أنه يؤثر عبر زيادة الشعور بالحب والثقة و التعاطف مع الآخرين و يقلل الشعور بالخوف و يقوي علاقات الترابط بين الأفراد. الأم في مرحلة الإرضاع تفرز الكثير من الأوكسيتوسين مما يربط عملية الإرضاع بالحب و الترابط بين الأم و طفلها. هذا الهرمون له أهمية كبيرة عند الحديث عن الأديان بسبب موضوع الثقة و التعاطف و الترابط الاجتماعي. أي نظام فكري يستغل هذا الهرمون هو نظام رابح.
الاندورفين أو المورفين:
هذا الهرمون مسؤول عن تخفيف الشعور بالألم. يفرز أثناء التمارين الرياضية. مثلاً إن وضعنا رياضي عداء على جهاز المشي و ربطنا دماغه مع جهاز ماسح سنجد أن حساسات افراز الاندروفين تعمل بنشاط بعد العدو و ذلك نتيجة الجهد الفيزيائي. في الكثير من الحالات تسمى هذه الحالة “The runner’s high” . الفائدة من إفراز هذا الهرمون بعد الجهد الفيزيائي هو تقليل الألم الناتج عن الجهد الفيزيائي، لهذا السبب الكثير من الرياضيين لا يشعرون بالآلم إلا بعد انتهاء المباراة. أغلب الرياضيين مدمنين على الاندروفين و لهذا يستمرون بالذهاب إلى النادي الرياضي و ممارسة الرياضة المفضلة لديهم بشكل مستمر.
***********************
***********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق