،،، نزق ووجع ، أنين وإنكسار، دموع وزفرات ألم ، كل هذا الهوس المشوب باليأس والوجع لا يأتي من فراغ ولا يتجلي من العدم ، بل يتمدد ويتسع ويصل إلي دائرة اللانهاية والعمق اللامنتهي عندما لا تجد المرأة ضالتها في السؤدد وحسن الإختيار وأدب الصحبة و المعاشرة ، ولا غرابة في عقلية ومزاج المرأة المتقلب كما يعتقد الرجل ويوصفها كل ذي شأن متصل بهذا الكائن الأنثوي. فالمرأة عادة ما تضرب أروع الأمثلة من البطولات والفداء والتضحية ولا تتراجع لحظة عن إتمام رسالتها الحياتية في كل دور ومهام تسند إليها وعلي أتم الإستعداد والتأهب لملاحقة أي عدو ماكر يريد أن يتسلق جدار وداعتها ويخدش برائة رقتها وليس هذا فحسب بل يصل الحال بالمرأة أحيانا إلي مواصلة الليل بالنهار عندما يتعلق الأمر بمرض صغيرها أو ألم زوجها أو حادث جلل أثيم يصيب أحدا من الأهل والعائلة ، وللمرأة مناقب جمة أخري في فنون حياتها الرومانسية وسريرة جِلستها الخاصة تعجز الكلمات عن نظم إيقاعها ورسم مسار إنطلاقها فلكل امرأة أبجديات خاصة في علم التقارب والإلتقاء الإنثوي ، ومع كل هذه الرحلة الشريفة المقدسة في كنف وصحبة المرأة تراها أحياننا كائن أخر غير مألوف ولا متعارف عليه إن تسلل إلي قلبها مشاعر خيانة أو إحساسا بالغدر أو نذرا بالجحود وإنكار النعم التي تبثها روح تواجدها بين كائنات أهل الأرض، ومن يعطي لنفسه وعقله فرصة التجول والتريض عبر أورقة قضايا المرأة المنظورة أمام محاكم الأسرة في مختلف دوائر الأقطار العربية سوف يري كم اللعنة والجمود والتحول الذي يصيب هذا الكائن الحميم من جراء الممارسات الشاذة والحماقات اللا إنسانية التي يرتكبها رفيق الرحلة وشريك العمر ومن أبشع ما رأيت وسمعت قصة تلك الفتاة التي وأدت أطفالها إنتقاما من زوجها الذي استغل محنة مرضها وحالة سقمها المستدام وجاهر بخيانتها علي مرأي ومسمع منها في البيت الذي بني علي أنقاض صحتها وسنوات غربتها المريرة في إحدى دول الخليج ظننا منه أنها لم تبرء من مرضها هذا الذي شل وقيد حركتها وأفقدها النطق والكلام لسنوات عديدة ، ولكن قدرة الله تفوق كل تصورات البشر ورحمته ترفق بالطير والحجر فما بالك بشومولية رعايته وإحكام قبضة رحمته ورفقته ببني البشر ، في تلك اللحظة أدركت أن لا أمان ولا وعد ولا ميثاق ولا حكمة مرجوة من عقل وجسد امرأة أنهكته الخيانة وتداعت عليه صفعات الغدر وانصهرت معه معالم أحساسه بنيران التجاهل والصمت وعدم الإحترام والتأبد مع مقام وداعته وجلال برائته الشريف
***********************
***********************

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق