الأربعاء، 31 يناير 2018

من رواية ( سبت النور )- للدكتور - ابراهيم عطيه


تخلقت في الظلمة أنوار الفجر فوق الحقول، وتدفقت ينابيع الماء الرقراق في القناية نحو شراقي العطش وأعواد الفول المزينة بزهر النوار ، تتراقص مع نسمات الشتاء الباردة والأرض زاهية حينما تشرق الشمس في الأفق البعيد ، تخرج من بطن السحاب فتضئ خضرة القمح الزاهية فوق بساط أشعتها ، والناس يستيقظون من نعاسهم ، يقفون على أقدامهم ويسعون بعد غسلهم لأجسامهم يلبسون ثيابهم ، ويرفعون أذرعتهم تعبداً لطلعت الضياء ، يقومون إلي أعمالهم والماشية ترتع في مراعيها والأشجار والبراسيم تينع والطيور ترفرف أجنحتها منتشرة في السماء ويبزغ في ملكوت الكون روح الحياة الأبدية ، يتنفس الصبح في أعين الكائنات وتشيع البهجة وتختفي جليطة الضباب ويذوب في الهواء ، يشرق النور فوق رأس أبي المنكفئ يعدل بالفأس مسار الماء في القناية ليروي الغلة رية المحاياة قبل السدة الشتوية منشدا موال المحبة لطيوره التي هجرت عشه وراحت ترفرف في السماء الزرقاء ..
طلعت فوق السطوح ..انده على طيري .
لقيت طيري بيشرب .من قنا غيري
زعقت بعزم ما فيه..وقلت يا طيري
قا للى زمانك مضي روح دور على غيري
صبت فتحات الساقية وتدفق مندفعا في القناية الماء مع دوران البقرة التي تنصت لفرقعة الفرقلة وهزت رأسها المعصوبة بالغمامة ورفست تراب المدار وزغرت التروس فانطلقت مسرعة رافعة الناف فوق رقبتها تجر ذراع الخشب وراءها واكتست الدنيا بضوء النهار فوق الدور الطين المعروشة بالقش وأعواد حطب الهندي..والنسوة يملأن الجرار من شط الترعة

***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة