فى دنيانا هذه نرى كثيراً من المفارقات ، العالى والمنخفض ، العزيز والذليل ، الغنى والفقير ، الحزين والسعيد ، الظالم والمظلوم ، القليل والكثير ، وهكذا تتعدد المفارقات والأحوال وهذا كله بقدرة القادر الذى يقول للشئ كن فيكون
فهذه قصور منيفة أراها على بُعد وعلى مرمى من البصر ولكنى لا أستطيع أن أقترب منها لأرى ما بداخلها وأسرده لكم ، ولكنى من باب الفضول حاولت مرة لأرى ماذا يحدث بداخلها وأنا أعلم أنه إذا أمسكوا بى سيكون جزائى الويل والثبور وعظائم الأمور ، ولكن من باب العلم بالشئ أردت فى هذه المرة أن أذهب متسللاً وبالفعل تسللت إلى أن وصلت إلى سور حديقة هذا القصر وتسلقت السور بعناء وتعب ودخلت إلى داخل الحديقة ومن خلال نافذة صغيرة تطل على الحديقة تابعت ما يحدث داخل هذا القصر .
وإذا بى أسمع حواراً يدور بالداخل وهو بين صاحب هذا القصر وابنه ، وإذا بالولد يقول لأبيه : لم أعد أتحمل ما أنا فيه ؟ ، فيرد عليه والده قائلاً له : وماذا أنت فيه ، إن كل ما تتمناه تجده قبل أن تطلبه وتنام على الحرير وتأكل ما لذ وطاب . إذاً ماذا ينقصك ، فيرد عليه هذا الصبى قائلاً له : أريد أن أنفق هذه الأموال جميعها على البنات الجميلات الصغيرات وأتمتع بكل لحظة من حياتى ، فيقول له والده : يابنى اتق الله أنت لا تعرف ماذا كنت قبل هذا ، لقد كنت فقيراً معدماً ولكن ربى تفضل علىَّ بنعمه وفضله ولولا أننى أعبد ربى وأخافه ما أعطانى هذه النعمة ، فيرد عليه الولد فى غلظةٍ وجفاء لأبيه المسن : إننى أتعس إنسان فى الدنيا ولا أقدِّر هذه الأموال ولا أحترمها طالما هذه الأموال لم تمتعنى ، تباً لها من أموال ، ولكن إعلم بأنك سوف تموت وسآخذها وأنفقها كيفما أشاء ، فينظر إليه أباه باكياً قائلاً له تباً لك أيها الجاحد لنعمة الله .
وإذا بى عندما أستمع إلى هذه الكلمات أتعجب وأخرج من الحديقة متسلقاً السور الذى يؤدى للشارع وأسير وأنا فى عجب مما رأيت ، وتحملنى قدماى إلى منظر آخر عجيب فى هذه الليلة الغريبة ، إمرأة فقيرة معدمة مات زوجها وترك لها طفلاً صغيراً وقامت على تربيته على فتات الخبز الملقى فى قمامة هؤلاء الأغنياء ، وبدأ الطفل يكبر وأمه ترعاه على قدر استطاعتها وفى الليل تأخذه وتأوى به بين بنايتين لا يحميهما من الحر شيئاً ولا من البرد شيئاً .
وفى ليلة من ليالى الشتاء الطويلة وكانت ليلة شديدة البرودة ، شديدة الهواء وإذا بالأم تدخل فى هذا النفق المظلم الموجود بين عمارتين وتأخذ طفلها بين أحضانها وإذا بالمطر يهطل وبشدة وبصورة غير مسبوقة وتبتل الأم وابنها ، أما هى فلا تبالى بنفسها أما ابنها فهى تخبئه فى داخل أحضانها ، المهم عندها الولد ، وهذا هو حنان الأم ، فنظرت حولها باحثة عن شئ تدفئ به ابنها الصغير أو تضعه عليه ليقيه شدة البرودة ويمنع عنه هذه الأمطار الشديدة القاسية والتى لا تفرق بين غنى ولا فقير ولا تفرق بين كاسٍ وعارٍ ، وهذه الأم المسكينة هى وإبنها يفترشان الأرض ويلتحفان السماء ، وإذا بها تجد باباً قديماً ملقىً على الأرض فى وسط القمامة ، فتقوم مسرعة فرحة وتأتى به ثم تجعله فى وضع مائل على الحائط المجاور لها وتدخل هى وابنها خلف هذا الباب ، وبهذ الحيلة امتنع عنهما المطر .
وإذا بالطفل ينظر فى سعادة غامرة إلى أمه قائلاً لها : يا أماه إننى سعيد ، فتقول له لماذا ؟؟!! ، فيقول لها : لأننا عندنا باباً يقينا شدة المطر ..... يا أماه أسألك سؤالاً ... فقالت له : ماذا تريد يا فلذة كبدى .... فقال لها وهو سعيد : ماذا يفعل الفقراء الذين ليس لديهم باب مثل هذا الباب وكيف يختبئون من المطر ؟؟
فنظرت إليه الأم فى سعادة غامرة وقالت له : الحمد لله ياولدى إن ربك لا ينسى أحداً .... فرد عليها الطفل قائلاً لها : يا أمى إننى أحب الفقراء الذين ليس لديهم باباً يحميهم من الحر والمطر مثل بابنا ... فنظرت له وقالت : وماذا تريد أن تفعل لهم ؟
فقال : أستضيفهم خلف بابنا ليحميهم . فضحكت الأم ضحكاً كثيراً حتى بكت وهذا هو حال الفقير الحامد والغنى الجاحد
فهذه قصور منيفة أراها على بُعد وعلى مرمى من البصر ولكنى لا أستطيع أن أقترب منها لأرى ما بداخلها وأسرده لكم ، ولكنى من باب الفضول حاولت مرة لأرى ماذا يحدث بداخلها وأنا أعلم أنه إذا أمسكوا بى سيكون جزائى الويل والثبور وعظائم الأمور ، ولكن من باب العلم بالشئ أردت فى هذه المرة أن أذهب متسللاً وبالفعل تسللت إلى أن وصلت إلى سور حديقة هذا القصر وتسلقت السور بعناء وتعب ودخلت إلى داخل الحديقة ومن خلال نافذة صغيرة تطل على الحديقة تابعت ما يحدث داخل هذا القصر .
وإذا بى أسمع حواراً يدور بالداخل وهو بين صاحب هذا القصر وابنه ، وإذا بالولد يقول لأبيه : لم أعد أتحمل ما أنا فيه ؟ ، فيرد عليه والده قائلاً له : وماذا أنت فيه ، إن كل ما تتمناه تجده قبل أن تطلبه وتنام على الحرير وتأكل ما لذ وطاب . إذاً ماذا ينقصك ، فيرد عليه هذا الصبى قائلاً له : أريد أن أنفق هذه الأموال جميعها على البنات الجميلات الصغيرات وأتمتع بكل لحظة من حياتى ، فيقول له والده : يابنى اتق الله أنت لا تعرف ماذا كنت قبل هذا ، لقد كنت فقيراً معدماً ولكن ربى تفضل علىَّ بنعمه وفضله ولولا أننى أعبد ربى وأخافه ما أعطانى هذه النعمة ، فيرد عليه الولد فى غلظةٍ وجفاء لأبيه المسن : إننى أتعس إنسان فى الدنيا ولا أقدِّر هذه الأموال ولا أحترمها طالما هذه الأموال لم تمتعنى ، تباً لها من أموال ، ولكن إعلم بأنك سوف تموت وسآخذها وأنفقها كيفما أشاء ، فينظر إليه أباه باكياً قائلاً له تباً لك أيها الجاحد لنعمة الله .
وإذا بى عندما أستمع إلى هذه الكلمات أتعجب وأخرج من الحديقة متسلقاً السور الذى يؤدى للشارع وأسير وأنا فى عجب مما رأيت ، وتحملنى قدماى إلى منظر آخر عجيب فى هذه الليلة الغريبة ، إمرأة فقيرة معدمة مات زوجها وترك لها طفلاً صغيراً وقامت على تربيته على فتات الخبز الملقى فى قمامة هؤلاء الأغنياء ، وبدأ الطفل يكبر وأمه ترعاه على قدر استطاعتها وفى الليل تأخذه وتأوى به بين بنايتين لا يحميهما من الحر شيئاً ولا من البرد شيئاً .
وفى ليلة من ليالى الشتاء الطويلة وكانت ليلة شديدة البرودة ، شديدة الهواء وإذا بالأم تدخل فى هذا النفق المظلم الموجود بين عمارتين وتأخذ طفلها بين أحضانها وإذا بالمطر يهطل وبشدة وبصورة غير مسبوقة وتبتل الأم وابنها ، أما هى فلا تبالى بنفسها أما ابنها فهى تخبئه فى داخل أحضانها ، المهم عندها الولد ، وهذا هو حنان الأم ، فنظرت حولها باحثة عن شئ تدفئ به ابنها الصغير أو تضعه عليه ليقيه شدة البرودة ويمنع عنه هذه الأمطار الشديدة القاسية والتى لا تفرق بين غنى ولا فقير ولا تفرق بين كاسٍ وعارٍ ، وهذه الأم المسكينة هى وإبنها يفترشان الأرض ويلتحفان السماء ، وإذا بها تجد باباً قديماً ملقىً على الأرض فى وسط القمامة ، فتقوم مسرعة فرحة وتأتى به ثم تجعله فى وضع مائل على الحائط المجاور لها وتدخل هى وابنها خلف هذا الباب ، وبهذ الحيلة امتنع عنهما المطر .
وإذا بالطفل ينظر فى سعادة غامرة إلى أمه قائلاً لها : يا أماه إننى سعيد ، فتقول له لماذا ؟؟!! ، فيقول لها : لأننا عندنا باباً يقينا شدة المطر ..... يا أماه أسألك سؤالاً ... فقالت له : ماذا تريد يا فلذة كبدى .... فقال لها وهو سعيد : ماذا يفعل الفقراء الذين ليس لديهم باب مثل هذا الباب وكيف يختبئون من المطر ؟؟
فنظرت إليه الأم فى سعادة غامرة وقالت له : الحمد لله ياولدى إن ربك لا ينسى أحداً .... فرد عليها الطفل قائلاً لها : يا أمى إننى أحب الفقراء الذين ليس لديهم باباً يحميهم من الحر والمطر مثل بابنا ... فنظرت له وقالت : وماذا تريد أن تفعل لهم ؟
فقال : أستضيفهم خلف بابنا ليحميهم . فضحكت الأم ضحكاً كثيراً حتى بكت وهذا هو حال الفقير الحامد والغنى الجاحد
***********************
***********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق