الجمعة، 12 أكتوبر 2018

حسناً سأحكي لكم قصتي | غادة الروض | السودان | عزف الأقلام

امرأة عانت من الآلم ما جعلها تَختارهُ صديق حتى يرّقُ لها يوماً ما و يغادرها برهةٍ من الوقت..
نشأتُ بين والدين يكره أحدهما الآخر ، تطلقا بعد ثلاثة أسابيع من كارثة زواجهما و أصبح إنفصالهم بصمة وجع علي صدر جدتي ،
مكثتُ مع جدتي و أمي التي لم تمنحني ذرة عاطفة ، كانت تثبت كرهها لوالدي بي ،
كنت ثمرة إختيار والدها و عمها لهما ، ثمرة امتلأت بالألم حتى تَعفنَت و أصبحت غير قابلة حتى ليُهديها كلا منهما حضنٍ دافئ..💔
دخلت المدرسة و كنت غريبة لا إفقه شيء في العلاقات مهما كان مسماها ..
أعذروني ...
أنا نشأت بلا علاقة لم تكن سوى ليلةٍ سوداء علي قلب أمي كما علمت من جدتي فيما بعد..
مات و الدي و أنا بعمر الخامسة و علمت من جدتي بأنه قُتل علي يد الرجل الذي كان متزوج من حبيبته ،
تزوجت أمي و أنا بعمر السابعة و غادرت مدينتنا ، كانت حينما تزور جدتي تمد يدها و تصافح يدي كأنني غريبة ،
كانت عيناي تلومها و تخبرها بأني قطعة منها و لكنها لا تشعر ، لا يُحق لها أن تعاملني هكذا ..كنتَ طفلة أقولها بيني و بين نفسي :
" ماذا يُوجد بقلب أمي حتى تَمنعني من رؤية الجنة التي تحت قدميها "
و كنت أدعو كثيراً ...
"يالله أن الجنة غابت عني في الدنيا فلا تحرمني إياها عندك "🙌
و في عمر الخامسة عشر فقدت جدتي و أصبحت بعد رحيلها مصابة بنوبة بكاء حاد كنت إرتجف من الخوف ، إذهب بدموع عيناي الي خالي و لكنهُ دائما ما يقولها لي لاشي بكِ إنتي تفتقدين جدتك و لا داعي للخوف ؟!
و توالت الليالي حتى أقنعتهُ زوجته بأني مريضة نفسياً ، يحق لها ذلك فأنا أشعر بأني ليست بخير ،
و في صباح اليوم التالي..
أخبرني بأننا لا بد أن نذهب الي الطبيب ، كنت أريد أن أقول له :
أنا لست مريضة ، يَكمّن شفائي في #إحتضان أحدهم لي حتى أغفو و أنام مطمئنة ..💔
ثم ذهبنا الي مستشفى الأمراض العقلية و أنا في ذهول ، أحسست عندها بأن حبالي الصوتية غادرتني منذ آمد ،
لا أدري ماذا قال لهم خالي ؟
و منذ تلك اللحظة أصبحت حبيسة ذاك المكان و مرت ثلاثة سنوات لم يزورني فيهما خـالي سوى مرتين ، و توالت الأيام ،
لا أعلم لماذا أصبحت بعدها #عاشقة للحياة ؟
كُنت عندما أذهب للنوم أقراء اذكاري و أسعد بها ، كنتُ دائما أخبر نفسي بإني سأرى الجنة التي لم تجعلني والدتي أشعر بها !
أصبحت عاملة النظافة في تلك المشفي
" أمي" كنت أناديها بذلك ..
"قد نشعر بشعور لأحدهم بلا مُبـرر سوى أننا قد فقدناهُ عند آخر "💔
كانت تمسح علي رأسي في كل مرة أحضر لمساعدتها ، و أبتسم ..
و أصبحت صديقة تلك العصافير التي تُغرد في الحديقة هي من أخبرتني بأن :
"الحياة جميلة و يَكمُن جمالهـا حينما نراها بعين الآلـم "😍
و مرت الايام و أصبح لدي كمية من الأوراق التي أكتب بها عن فقدي و نعم ﷲ الموازية لها ،
أنتابني شعور الرضـا ، و أحببت ذاكَ المكان و أصبح مُوطني ...
"الوطن ليس البقعة التي نولد بها و لكنه المكان الذي يجعلنا نؤمن بذاتنا "🌼
و في صباح يوماً جميل كانت السحب تُداعب عيـناي و تخبرني بأنها ستمطر ،
أغازلهـا قائلة :
يا جميلة لا أُود أن ترحلين🌨
جاتني الممرضة و علي وجههـا أبتسامة
قالت :
تَعجلي يـا #حيـــاة المدير يود مقابلتكِ .
قلت :
خير أن شاء الله
دخلت و قابلني بأبتسامة فالجميع عندما يرآني يبتسم ربما ينالون صدقة من جانبي 😊
قال لي :
لدي مفاجأة إليكِ.
ابتسمت لم يجعلني أبادر بسؤالي عنها ،
قال :
اليوم سَتُخرجين من المشفى ..
أصابني جمود
قلت بنبرة حزن : لماذا ؟
ضحك و غازلني لأنها لا تشبه جمالكِ ..🌼
قلت :
لا أود المغادرة ليس لدي مكان إذهب إليه .
صمت !
ثم ناولني كأس الماء ، فشربت و لكنه لم يسد عطش جوفي بعد !
قلت مرة أخرى :
لا أود المغادرة أنا علي إستعداد بأن أفعل كل شيء اعتبرني من اليوم بإني عاملة نظافة للمشفي و سأسعد بذلك ..
قال :
حسنا يا حيـاة..
إذهبي و جهزي أغراضك سوف أخذك الي زوجة صديقي !
و خرجنا ...
خمسة أعوام مضت لم أرى بها مدينتي ، كانت الشوارع تحتضنني ،
كنت أنظر من النافذة و ما زالت السُحب تداعبني و تقول :
لن أرحل اليوم من أجل ِعينيك 🌨
آه لقد و صلنا ..
وجدت بإنتظارنا سيدة تبلغ من العمر خمسون عاماً ترتدي فستان أسود حتي الركبة و عقد من ألماس ، مدت يدها و صافحتني و لكن شعرت لبرهة بأنها تشبه يد أمي و لكنها تفوقها حــنان .. 😍
قالت :
أهلا #حياة سعدت بلقاكِ أنا
" آمل "
قلت : تشرفتَ بكِ ..
قلتها في نفسي ُكنت بإنتظارك 🌼
كانت " آمـل "سيدة راقية و مُهذبة تشغل منصب في منظمة المرأة العربية ، كنت أعد لـها القهوة و اتسامر معها لديها إبن دكتور بأحد الدول الأوربية ، أخبرتني بأنه يزورها كل عام .
و مر عامـان و أحببتُ منزلنا

" المنزل هو المكان الذي يمنحنا الدفء عند النوم ".😊
كانت تزورها رفيقات من العمل و يتحدثن في شؤون المرأة كنت أستمع لهم .
أهدتني خالتي آمل دفتر بعد أسبوعين من وصولي حينما علمت بأمر بإوراقي ،
كنت أكتب فيه بعض القصص التي سمعت بها من رفيقاتها في الجلسة ،
كنت أكتب لكل قصة نهاية من خيالي ، و أحيانا أكتب عن امرأة لم التقى بها و لم أسمع عنها ولكن أشعر بوجودها ..
" قد يَهبك ﷲ أفضل أيام حياتك من عَُتمة ظننت بأنها لن تشرق من جانبها أنـور و لا ملجأ منها "
و آسميتها..
" نســاء غَادرنَ العَتمة " 📒
و اليوم أنـا ذات الرابعة و العشرين من عمري أحتفل بميلادي و بالطبعة الخامسة من تلك الرواية معكم و كل الفضل يرجع لـ مديرة تلك المنظـمة
" خالتي آمل " و رفيقاتهـا ..
" عِش الآلـم بكل ما تملُك من إحساس ليكون للـفرح عمق أكـبر " 
#وصفق الحضور ...
لم تغادر المنصة بعد جاءتها إحداهن و همست في أُذنها ، هناك امرأة كانت بإنتظارك منذ الصباح لديها رسالة لكِ ..
قاطعتها ..
قائلة : من القاعة
قالت : لا
سيدة كبيرة في السن يبدو أنها مُعجبة بالروايـة و حرصت على تسليمها لكِ و أنتي على المنصة ..
أخذت الورقة وجدت مكتوبـاً عليها
"قد أعـاد ﷲ لِقلبك جنتهُ "
و صرخت " أُمي"
و دخلت عليها و كان جميع الحضور في ذهول و امتلأت عِيناهم بالدموع ..
💌...
قُل لقلبك ...
كَرم ﷲ لا يتأخر إلا لِيصنع منك إنسان تفضلهُ في ذَاتك 


***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة