الثلاثاء، 9 أكتوبر 2018

( الألم يولد العبقرية )..بقلم الشاعر رضوان العصيوي



( الألم يولد العبقرية ) ---- بقلم -- الشاعر والأديب رضوان العصيوي ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------محمد طفل مغربي من مدينة تازة أصيب بشلل الأطفال وكان عمره أربع سنوات،كان يبكي كثيرا ويردد لوالديه:حياتي إنتهت ياأمي،أحسني أموت ياأبي.ضاع مني حلمي أن أكون لاعبا في كرة القدم في نادي الرياضي التازي!.كان أبوه عاملا بسيط في السكة الحديدية ووالدته مدرسة بإقليم تازة في قرية إسمها كلدمان٠وكان محمد هو إبنهما الوحيد،وفي ذات اليوم أخذ الأب محمد معه لكي يشاهد بطولة من بطولات كرة القدم بمدينة تازة،وكان محمد يتمتع بكل لحظة وكانت سعادته لاتوصف والإبتسامة تملأ وجهه الصغير٠وبعد انتهاء المباريات فاجأ الأب إبنه محمد بمقابلة اللعب المغربي مصطفى الحضروي .الذي كان يمتلك ناديا كبيرا لتدريب كرة القدم٠وكان محمد يشعر أنه    في حلم،وسأل مصطفى:هل ممكن أن أتدرب وأنا مشلول؟ابتسم مصطفى وقال:بل تستطيع أن تصبح بطلا كبيرا!!وبالفعل بدأ محمد التدريبات بإستخدام الكرسي الذي يقعد عليه،وأصبح ماهرا جدا حتى مصطفى بالخبر الكبير،قال له:محمد لقد سجلت إسمك في بطولة تازة لذوري الإحتياجات الخاصة،وسوف تبدأ خلال شهر من اليوم،وسأله:هل تريد ذلك؟لم يضيع محمد لحظة واحدة في التفكير ووافق على الفور،وبدأ مصطفى يدرب محمد على مهارات جديدة وفعالة وفي اليوم الأول فاز محمد في مقابلة بتفوق كبير لم يصدقه المشاهدين ولا حتى مصطفى نفسه،وكان يفوز كل يوم بنفس القوة على أي خصم له،وكان يعيش التجربة وكأنه في حلم جميل استيقظ منه عندما وجد نفسه الفائز الأول في البطولة ! ومرت الأيام ومحمد يتدرب ويفوز في أي مقابلة٠فقرر أن يشارك مدربه مصطفى في ناد لكي يدرب هو الآخر دوي الإحتياجات الخاصة ليفتح لهم باب الأمل في الحياة،وبدأت التجربة،ونجحت نجاحا كبيرا٠ مرت الأيام وأصبح محمد من أبطال العالم،ويمتلك أكثر من عشرين ناديا لتدريب كرة القدم في تازة وفاس ومكناس والرباط٠٠٠وفي مقابلة تليفزيونية قال محمد:لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن الأبواب المغلقة كانت بالفعل المدخل الحقيقي لنجاحي وسعادتي ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠أين الآن؟هل تشعر أنك تواجه مثل هذه التحديات في حياتك؟٠٠٠هل تشعر أن الأبواب مغلوقة أمامك وأنك وحيدا ومحبطا وخائفا؟تأكدت أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ عندما يعلق بابا فإنه يفتح بابا أفضل وأروع منه   ؟وأن الباب الذي تعتقد أنه مغلق أمامك لم يعد يخدمك بل سيسبب لك الآلام والمتاعب وأنه قد حان الوقت للتغير ٠ أنظر إلى ما حدث لك وتعلم منه وخطط لمستقبلك وضع نفسك في الفعل الآن ولا تنظر وراءك،وتدكر الماضي لا يساوي الحاضر ولا المستقبل ٠ولا يتعلم الإنسان حقيقة حتى يتألم ويعاني لأنه يفكر في أسلوب مختلف يجعله يتغلب على تحديات ومصاعب الحياة،لو نظرت حولك لن تجد ناجحا إلا ومرت عليه أيام صعبة ولكنه لم يفقد الأمل،فكان يعمل بجد أكبر وبابتكار أكثر وكان يستخدم الألم في النمو والتقدم٠



***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة