الاثنين، 7 أكتوبر 2019

لن يكون هناك نأي بالنفس بعد اليوم

لن يكون هناك نأي بالنفس بعد اليوم

علمتنا تجارب التاريخ جيدا عواقب النأي بالنفس ، فحين اجتاحت جحافل التتار المشرق الاسلامي من اقصي بلاد الهند والسند حتى اجتاحوا افغانستان واذربيجان حتى اجتاحوا بغداد ثم بلاد الشام ، كانت السياسة المتبعة من كل بلاد وشعوب العالم الاسلامي حين يرون التتار وهم يجتاحون دول العالم هي سياسة النأي بالنفس ، حتى أن رأس العالم الاسلامي حينها المتمثل في الخليفة العباسي والذي كان من المفترض حين سقطت أول دولة اسلاميه في المشرق ان يستشعر الخطر وان يبدأ في الحشد وتجهيز الجيوش وان يستنهض الأمة كلها للوقوف في وجه هذا الخطر الكبير ، ولكنه بدلا من ذلك ظل في قصره ، ينأى بنفسه ، ويستمتع برقص الجواري ، ويكنز الاموال والذهب والجواهر ، والتتار كل شهر يتقدمون نحوه بسرعة كبيرة ، وقد اثبتت كتب التاريخ أن دول المشرق الاسلامي سقطت كلها في يد المغول خلال عام واحد فقط حتى اجتاحوا بغداد وقاموا بأسر الخليفة العباسي ، وحين رأى هولاكو عظم ما لديه من قناطير الجواهر والذهب اصابه الذهول وقال لو انفقتها على رجالك لملكت موضع قدمي ثم قتله شر قتلة ثم صار إلى بلاد الشام فملكها حتى نهضت له مصر وتلقت جيوش هولاكو اول وأقسى هزائمهم على يد الجيش المصري ، ثم توالت هزائم التتار على يد الجيش المصري .
فلو حمد ال خليفه الله على نعمة وجود الجيش المصري على مسافة ليست بالبعيدة عنه وبدل من ادخار كل هذه الاموال والنفائس لأرسل إلى مصر من بعض ما لديه ليخرجها مما هي فيه من ضائقة اقتصاديه ويستنهضها لملاقأة أعداء الأمة قبل أن يستفحل خطرهم . وقد قيل أن خير استثمار للأموال ما كان في إصطناع الرجال .
كما أن المصريين لا ينسون من يقف معهم في الأزمات ، ومصر على رغم ما بها من ضيق واختناق يهب لها الله القائد البطل الذي وحد صفوفها وقوى جيشها حتى جاء النصر بفضل الله على يد مصر
إنها مصر ، حمى الله مصر من كل مكروه وسوء هى وسائر بلاد العالم العربي والاسلامي .
أيمن جلجل
الجزء الثاني : حجم المخاطر التي تحيط بالعالم العربي الآن
الجزء الثالث : من هم الأعداء الحقيقيون للأمة العربية



***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة