بقلم السيد شلبي
عندما تنقلب سلوكياتنا ثم انفعالاتنا بهذه الدرجة من الإستقرار الآمن البسيط الى الشدة أو الحدة فنصبح مقيدين بالمكان مجبرين لامخيرين فكنا أحرارا نتحرك وفق أهواءنا بطبيعة حياة كل منا ، وممارستها كالمعتاد فإذا بنا نواجه عدوا قاتلا من الصعب رؤيته لكى نتعامل معه فأصبحنا نتابع للأحداث العالمية بكل دقة بأعين حائرة على كافة نواحي الكرة الأرضية ، بتفاصيلها المحزنة بأحداث تنذر بالموت والأموات والمرضى من وباء ينتشر كأنه ريح عاتية تأتي على الأخضر واليابس فما الذى يجري بداخلنا من مشاعر وهواجس وأفكار في وسط هذا الركام الهائل من المعلومات والأرقام المحبطة التى نتلقاها بعواطفنا المهزومة بكم هلعها ، دون استخدام العقل الذي يحكم على الأشياء بمنطقية فبداية هذا الوباء المعروف بفيروس كورونا المستجد تعاملنا بإستهانة وبلا أدنى اهتمام الى أن دق أبوابنا مثل كثير من دول العالم المتقدم الذى من المفترض أن يكون متأهبا مستعدا بإمكاناته المعروفة التي طالما أوهمنا بها وبقدراته العلمية الخارقة سواء اعلاميا أو سينيمائيا الا أنه فشل فشلا ذريعا فى التعامل مع هذا العدو المخفى وأصبحت كل هذه الشعوب المتقدمة المتحضرة جليسة المنازل بترك المدن الكبرى والشوارع خاوية من الحياة فالغرض من هذا السرد هو ماينتابنا من رؤية هذا على شاشات التلفاز وفيديوهات التواصل الإجتماعى وكما أن هناك أرقام للوفيات والمصابين فهناك أرقام مرضى من نوع آخر لاتقل أهمية عن أى أمراض أخرى فالوساوس والذعر والتوتر والقلق والإكتئاب والإحباط وأخرى لكفيلة بأن تكون قنابل موقوته لن نكترث بها الآن فلا نلقي لها بالا ، فتنفجر فى وقت لاحق فاعلموا كمربيين أن الأبناء يتأثروا بهذه الأمراض النفسية في صمت من متابعتهم مايحدث فعلينا بالمراقبة كأولياء أمور لسلوكيات الأبناء حيث يمكن أن يصاب البعض بوسواس النظافة القهري أو امراض الرهاب الإجتماعى والعزلة في غرف مغلقة أو الذعر الشديد ، فالجميع يعلم بأن الفيروس ليس له علاج أو لقاح وهناك تضارب غير عادى فى التعامل مع الأدوية ومسببات الوباء مما يزيد من الشدة الإنفعالية التى قد تصل الى حد غير ملائم فى سلوكيات البعض فهناك أفراد مذعورين فى كل مكان ونراهم على الشاشات وهم يستنجدون بأي حلول لهذه الكارثة وهناك من يتعامل بضعف انفعالى ولامبالاة فهي مرض أيضا فيقول ياعم العمر واحد والرب واحد فينزل ويتواجد فى الشوارع ويزاحم الأماكن بجهالة ليدمر نفسه والآخرين وهناك من يتعامل بصحة انفعالية فيحذر الناس ويساعدهم بالطرق الصحيحة للتعامل مع الأزمة يساهم فى التقليل من معاناة الناس ولو بالقليل ويقدم التوعية للناس فالفرصة أمامنا سانحة للإعادة صياغة حياتنا بالقدر الملائم فلتجنب هذه الوساوس يقوم أولياء الأمور بتنظيم وقت الأبناء ثم بث روح التعاون بالمنزل بداية من الصلاة جماعة بالتقرب الى الله مسيحى ومسلم والدعاء بإخلاص لتجاوز المحنة ثم وقت الإستذكار ووقت التواصل الإجتماعى على السوشيال ميديا ووقت المساعدة فى إعداد الطعام وقت التثقيف بالمعرفة عن الأوبئة وكيفية التعامل معها والأساليب المتبعة للوقاية منها ووقت للترفيه والتسلية بممارسة تدريبات رياضية و هكذا نستغل وجودنا فى المنزل باستمتاع والبعد عن الوساوس .
***********************
***********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق