الأحد، 10 مايو 2020

في ذكرى وفاة الشيخ حمدي الزامل


 بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم
 قارىء القرآن الشيخ حمدي محمود الزامل الشهير بحمدي الزامل من مواليد 22  ديسمبر عام 1929 في قرية مِنية محلة دَمنة التابعة مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية وكان والده إمام وخطيب مسجد القرية وعمه كان يعمل قاضيا شرعيا  بمدينة المنصورة وخاله كان مُحفظا للقرآن الكريم. حفظ الشيخ حمدي الزامل القرآن الكريم في كتاب خاله وأتم حفظه قبل بلوغه سِن العاشرة وجَوّده علي يد الشيخ عُوف بحبح والذي كان عالمًا فِي علوم القرآن الكريم.
 التحق الشيخ حمدي الزامل بالمعهد الديني الأزهري بالزقازيق عاصمة محافظة  الشرقية ثم التحق بالمعهد الديني بالقاهرة واثني على صوته الشيخ توفيق عبد  العزيز العالم المتخصص في علوم القرآن الكريم وبَشرَه بمستقبل باهر ينتظره  والشيخ توفيق عبد العزيز هو والد الإذاعية القديرة فضيلة توفيق الشهيرة  بـأبلة فضيلة والفنانة مُحسنة توفيق . في نهاية الخمسينيات كان الشيخ مصطفي  إسماعيل مُتجها في طريقة إلى مدينة المنزلة وكان الشيخ حمدي الزامل يقرأ في مأتم بقرية شها وكان السرادق مقام على الطريق الرئيسي فلمّا سمع الشيخ  مصطفي إسماعيل صوت الشيخ حمدي الزامل طلب من السائق أن يتوقف ليسمع فأعجب  بأدائه وسأل عنه أحد المارّة ؟ فقال له : إنه شاب جديد اسمه حمدي الزامل .. فقال له : أبلغه أن الشيخ مصطفي إسماعيل سمعك وسيكون لك مستقبل باهر .. وبعد فتره كان الرئيس جمال عبد الناصر في مدينة المنصورة لعقد مؤتمر جماهيري في ساحة مبني محافظة الدقهلية وكان من المخطط أن يفتتح الحفل الشيخ  مصطفي إسماعيل وأعتذر الشيخ مصطفي عن الحفل لظروف طارئة فقرأ الشيخ حمدي  الزامل وافتتح المؤتمر وأعجب بصوته الرئيس جمال عبد الناصر .
 في بداية السبعينات ذهب الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد بصحبة المبتهل  أحمد أبو زيد إلى مأتم كبير في مدينة المنصورة وعندما دخل الشيخ عبد الباسط  محمد عبد الصمد سرداق العزاء وجد الشيخ حمدي الزامل يقرأ فجلس بجواره وقال  : في وجود الشيخ حمدي الزامل يجب ألا يقرأ أحد  وظل يستمع إليه.
 في عام 1974 ذهب الشيخ حمدي الزامل بصحبة حسن السيد عمدة طماي الزهايرة  قرية أم كلثوم لزيارة أم كلثوم في منزلها فقالت للشيخ حمدي الزامل : اقرأ  ما يتيسر لك من القرآن .. وعندما انتهى من القراءة امتلئ المنزل بالتصفيق  لحلاوة صوته وأهدته أم كلثوم سلسلة من الذهب وقالت له : لابد من دخولك الإذاعة والتليفزيون وعندما توفيت أم كلثوم وفي ذكرى الأربعين قرأ الشيخ حمدي الزامل وكان يوجد الموسيقار محمد عبد الوهاب وعندما استمع للشيخ حمدي الزامل وأعجب بتلاوته وبعد أن انتهى من القراءة سأله الموسيقار محمد عبد الوهاب : أين تعلمت الموسيقي ياشيخ حمدي ؟ فقال له : إنها موهبة من عند  الله .. فقال الموسيقار محمد عبد الوهاب : أنت خامة ممتازة ولابد من دخولك  الإذاعة .
 في عام 1976 تقدم الشيخ حمدي الزامل إلى اختبارات الإذاعة المصرية ونجح  بامتياز وتم اعتماده بالإذاعة والتليفزيون وظل يقرأ قرآن الفجر مرة كل  عشرين يوم لمدة ست سنوات على الهواء مباشرة.
 كان في قرية الشيخ حمدي الزامل رجل غريب يصلح الأحذية وتوفى وعرف الشيخ حمدي الزامل خبر وفاة هذا الرجل وظروفه فتحمل الشيخ حمدي الزامل تكاليف جنازة الرجل وأقام له سرادق عزاء وقرأ فيه .
 أيضا توفى أحد الصيادين وأوصى قبل وفاته أن يقرأ في سرادق عزائه الشيخ  حمدى الزامل فجمع ابن الصياد الأموال لتنفيذ وصية والده ولكن الأموال التي  جمعها لم تصل إلى نصف أجر الشيخ حمدي الزامل وفي مدخل قرية الشيخ حمدي  الزامل تقابل مع رجل وقال له : عاوز أروح بيت الشيخ حمدي الزامل ؟ فقال له  الرجل : تعالى معى وفي الطريق سأله : أنت عاوز الشيخ حمدي الزامل في إيه ؟  فقص عليه وفاة والده ووصيته .. وعندما وصل ابن المتوفي إلى بيت الرجل دخل  معه وأكرمه الرجل ثم قال لابن المتوفي جهز سرادق العزاء وسوف يقرأ الشيخ  حمدي الزامل تنفيذا لوصية والدك وبدون أجر .. فلم يصدق ابن المتوفى وعندما سأل عن اسم الرجل الطيب الذي أكرمه ؟ قال : أنا الشيخ حمدي الزامل .. فبكى ابن الرجل المتوفى من كرم الشيخ حمدي الزامل.
 يوم 12 مايو عام 1982 توفى القارىء الشيخ حمدي الزامل وشيع جثمانه في جنازة مهيبة لم يسبق لها مثيل في القرية.

***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة