الجمعة، 2 أكتوبر 2020

الدكرورى يكتب عن سام بن نوح ( الجزء الثالث )



إعداد / محمـــد الدكـــرورى


ونكمل الجزء الثالث مع سام بن نبى الله نوح عليه السلام، وقلنا من صفات وسمات إسم سام أنه هو الخيزران الذي يستخدم في صناعة السفن وذلك نتيجة قوته، وكذلك معناه هو الرجل رفيع الشأن والنسب والمكانة وايضا الموتة السريعة، وقيل أن صفات حاملي الاسم لا يختلفون عن بعضهم البعض في جميع أنحاء العالم، حيث أن سمات الاسم قد طبعت على شخصياتهم، فهم أشخاص، يتسمون بالعنفوان والحيوية، وأشخاص متفائلة ومحبة للحياة وطموحه لأبعد الحدود صعب أن تيأس، شخصية بشوشة ترسم البهجة على أوجهه الآخرين من حولهم بدون مقابل أو تكبر، يكرهه الحياة الروتينية لذلك نجده يحب السفر والرحلات مع الأشخاص المقربين له، عيبه أنه شديد العصبية ولكن هذه العصبية تعتبر نابعة من قلبه.


الطيب والحنون وتأتي من خوفه على أقرب الأشخاص إليه وهم لا يتذمرون منه، وهو ابن بار بوالديه ومتواضع ولا يحب الغرور أو التفاخر ودائما يحب أن يرسم على وجه أبويه الابتسامة ويسعد قلوبهم، ومحب للخير ومساعدة الناس وشخصية عطوفة ومحبة للخير دائما، شخصية صبورة ومثابرة، ومن اسمه يدل على أنه شخصية لامعة وبارزة مثل الدهب أو الفضة، وشخصية حمولة على استعداد التضحية لكي تسير الأمور لمجراها الصحيح وبر الأمان، وأما عن شخصية الموضوع فهو سام بن نبى الله نوح عليه السلام وهوسام بن نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ، وخنوخ هو نبي الله إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم عليهم السلام.


ونبى الله نوح عليه الصلاة والسلام يرجع في نسبه إلى نبي الله شيث ابن نبي الله آدم أبي البشرية جمعاء، وقد قيل في ولادة نبي الله نوح عليه السلام، أنه وُلد بعد أن مضى على وفاة أبونا آدم عليه السلام، مائة وستة وعشرون سنة، وقال أهل الكتاب، بل كان بين مولد نوح ووفاة آدم عليهما السلام، مائة وست وأربعون سنة، وأما ما ثبت عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في الفترة الفاصلة بينهما هو مولد نوح ووفاة آدم، عليهما السلام فهى عشرة قرون، حيث يروي ابن حبان في صحيحه أن رجلا سأل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أنبي كان آدم؟ قال: نَعم مُكَلم، قال: فكم كان بينه وبين نوح؟ قال صلى الله عليه وسلم " عشرة قرون " وعلى ذلك فإن كان المقصود بالقرن الوارد في الحديث.


هو مائة سنة كما هو المتوارد عند الناس في العرف العام، فيكون بين نوح وآدم ألف سنة وذلك عملا بما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما إن كان المقصود بالقرن الوارد في حديث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الجيل من الناس، فإن الأجيال في ذلك العصر عصر آدم إلى نوح عليهما السلام، فقد كان أفراد تلك الأجيال يعمرون طويلا، ومنهم من بلغ من العمر ألف سنة ومنهم من بلغ أقل من ذلك، فيكون بين نبي الله آدم وسيدنا نوح عليه السلام آلاف السنين، لا كما مر في القولين السابقين، والله تعالى أعلم، وأما عن أبناء نبى الله نوح عليه السلام، قإنه لم يرد ذكر أبناء نبي الله نوح عليه السلام، إلا بشكلٍ مُقتضب مختصر، حيث اقتصرت جميع الكتب على ذكر قصة نبى الله نوح عليه السلام.


مع قومه والعذاب الذي لقيه في دعوتهم، وكيف أهلكهم الله بكفرهم وقصة نجاة نوح ومن آمن معه بعد أن صنع لهم السفينة تنفيذاً لأمر الله سبحانه وتعالى، وما جرى للذين كفروا به من الإغراق بالطوفان العظيم الذي حصل في تلك الفترة، والوحيد الذي جاء ذكره في كتاب الله من أبناء نوح عليه السلام، وهو الذي كفر منهم، فأغرقه الله كما حصل مع غيره ممن كفر بنبى الله نوح، وقد ثبت أن أبناء نبى الله نوح عليه السلام، أربعة، وقد آمن معه منهم ثلاثة، وهم سام وحام ويافث، فعن سمرة بن جندب أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال " ولد نوحٍ ثلاثة، فسام أبو العرب، وحام أبو الحبشة، ويافث أبو الروم " وأما عن اسم ابن نوح الكافر، وإضافة إلى الثلاثة الذين سبق ذكرهم من أبناء نوح عليه السلام.


فإن له ولدا رابعا لم يؤمن به حتى مات غرقا في الطوفان الذي أغرق الله تعالى، به من كفر من قوم نوح، وقد اختلف العلماء في اسمه، فمنهم من قال أن اسمه هو يام، وقد أورد ذلك الإمامان الطبري وابن كثير في تفسيريهما، أما الإمام البيضاوي فقد أورد في تفسيره أن اسم ابن نوح الكافر هو كنعان، وأن الذين نجوا من أبناء نوح عليه السلام، هم سام، وحام، ويافث، حيث آمنوا به وكانوا ممن نجا من قوم نوح، أما سام فخرج من ذريته العرب، وفارس، والروم، فهو أبوهم، وأما حام فذريته السودان، وأما يافث فذريته الترك، وقوم يأجوج ومأجوج، وقيل: إن القبط هم من ذرية قوط بن حام، وكان من بين أولاد سام بن نوح ولد اسمه لاود، ومن ذريته فارس، وطسم، وجرجان، وعمليق وهو أبو العماليق.


ومنهم كذلك الجبابرة، ويقال لهم الكنعانيون، ومنهم الفراعنة، وأهل البحرين وعمان، ومنهم بنو أميم بن لاود، ومن ولد سام كذلك إرم، وكان من ذريته عوض، وغاثر، وحويل، وأما أولاد عوض بن إرم بن سام فهم غاثر، وعاد، وعبيل، وأما ولد غاثر بن إرم فهم ثمود، وجديس، وكان من أبناء سام كذلك ابن اسمه أرفَخشذ، وكان من أبناء أَرفَخشذ ابن اسمه قينان، ولقينان من الأبناء شالخ، ووُلد لشالخ غابر، ووُلد لغابر فالغ، ومن أبناء غابر كذلك قحطان، وأبناء قحطان يعرب، ويقظان، ووُلد لفالغ بن غابر ابن اسمه أرغو وقد وُلد له ساروغ، ووُلد لساروغ ناخور، ولناخور تارخ وهو آزر، ولآزر إبراهيم عليه السلام، ومن أبناء أَرفَخشذ كذلك نمرود، وأما يافث بن نوح فمن أولاده جامر، ومَوعع، ومورك.


وبوَّان، وفَوبا، وماشج، وتيرش، وقد وُلد لجامر ملوك فارس، ووُلد لتيرش الترك والخزر، ووُلد لماشِج الأشبان، ووُلد لمَوعع قوم يأجوج ومأجوج، ووُلد لبَوَّان الصَّقَالبة وبُرجان، ويرجع الروم كذلك إلى ولد يافث بن نوح، وأما حام فأولاده هم: كوش، ومِصرايِم، وقوط، وكَنعان)، وقد وُلد لكوش نمرود، فأمّا عن سام بن نوح فقد كان أكبر أبناء نوح عليه السلام، حيث إن عمره كان قد بلغ حوالي ثمانى وتسعين عاما عندما حدث الطوفان العظيم، وقيل خمسمائة عام، وقد أنجب لسام أبناء خمسة وهم آشور، وعيلام، وأرباجشاد، وآرام، ولود، والاعتقاد السائد أن من سلالة سام تناسل كل من العرب، والأشوريين، والعبريين، بالإضافة إلى الآراميين، أمّا الابن الثاني من أبناء نوح فهو يافث.


وهو الابن الأصغر من أبناء نبي الله نوح عليه السلام ، وهو الذي يعتقد أنه الجد الأكبر لكل الشعوب التي تعيش في القارة الأوروبية، ومن هذه الشعوب الأكراد، والسلوفاكيين، والطليان، والألمان، والإيرلنديين، والهنجاريين، واليونانيين، والفرس وغيرهم من الشعوب، ولقد وُلد ليافث أبناء سبعة وهم جومر، وتنيراس، وماجوج، وجافان، وميشيخ، وتوبال، وماداي، ولقد وُلد ليافث أبناء سبعة وهم جومر، وتنيراس، وماجوج، وجافان، وميشيخ، وتوبال، وماداي، وكان من ابناءه سام بن نبى الله نوح، أرفخشذ، إرم، آشور، عيلام، لاوذ، وإن الله سبحانه وتعالى بعث الرسل وأيدهم بمعجزات حتى يصدقهم الناس، وكان لكل نبي معجزته الخاصة، فنبى الله إبراهيم عليه السلام قد نجاه الله من النار.


***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة