الجمعة، 2 أكتوبر 2020

الدكرورى يكتب عن سام بن نوح ( الجزء الرابع )



إعداد / محمـــد الدكـــرورى


ونكمل الجزء الرابع مع سام بن نبى الله نوح عليه السلام وقد وقفنا مع معجزات الأنبياء فقد كان لكل نبي معجزته الخاصة، ونبى الله إبراهيم عليه السلام قد نجاه الله عز وجل، من النار، ونبى الله موسى عليه السلام، كان يلقي عصاه فتصير ثعبانا بإذن الله، وفي هذا السياق كذلك أيد الله تعالى نبى الله عيسى عليه السلام، بعدة معجزات منها أنه كان يستطيع شفاء المرضى وإبصار الأعمى، ولكن كانت أقوى وأعظم هذه المعجزات هي القدرة على إحياء الموتى إلى الحياة بإذن الله، وكان من بين أشهر من أحياهم نبى الله عيسى عليه السلام أربعة أشخاص، ومن هؤلاء الأشخاص ألعازر صديق نبى الله عيسى عليه السلام، وألعازرصديق نبى الله عيسي عليه السلام، كان قد أصيب بمرض عضال جعله يحتضر.


فأرسلت أخت ألعازر إلى نبى الله عيسى عليه السلام، لتخبره بما حل بصديقه، فسار نبى الله عيسى عليه السلام، نحو منزل ألعازر وكان يبعد عنده مسيرة ثلاثة أيام، فلما وصل عيسى عليه السلام إلى منزل ألعازر كان قد وافته المنية، فنبى الله عيسي طالب من أخت العازر أن تأخذه إلى قبر ألعازر فقادته نحو قبره، ووقف عليه السلام يدعو الله قائلا، اللهم رب السموات السبع إنك أرسلتني إلى بني إسرائيل ادعوهم إلى دينك وأخبرتني أنني أحيي الموتى بإذنك، فأحيي  ألعازر ، فاستيقظ ألعازر بإذن الله وعاش وأنجب ولد، وأما كان الرجل الثاني الذي أحياه عيسى عليه السلام بإذن الله هو ابن سيدة عجوز مر نبى الله عيسى على جنازته وهم يحملونه على سريره ليدفنوه، فدعا عيسى عليه السلام، الله عز وجل أن يحيه. 


فقام الرجل وجلس على سريره، ثم نزل من فوق أعناق الرجال الذين يحملونه وارتدى ثيابه، وحمل السرير وعاد إلى أهله، وقد عاش وأنجب، وأما الثالث الذي أحياه نبى الله عيسى عليه السلام فقد كانت ابنة صديقه ألعازر، وقد وصل عيسى عليه السلام، إليها بعد وفاتها بيوم، فقال له فجار بني اسرائيل أتحييها بعد أن ماتت بيوم، فدعا نبى الله عيسى الله عز وجل فأحياها، ويقال أنها عاشت وأنجبت بعد ذلك، ولكن بالرغم من ذلك فإن المكذبين من بني إسرائيل ظلوا على تكذيبهم لنبى الله عيسى عليه  السلام، وقالوا له إنك تحيي فقط من توفوا حديثا ، فربما لم يكونوا قد ماتوا بالفعل بل أصيبوا بإغماء فقط وطلبوا منه أن يحي لهم سام بن نوح إن كنت صادقا، وسام بن نوح، كان قيل أنه قد مات قبل أربعة ألاف سنة. 


من زمن المسيح، فقال لهم عيسى عليه السلام، خذوني إلى قبر سام بن نوح، فقادوه إلى القبر، فوقف عيسى عليه السلام، على القبر وصلى ركعتين وقال يارب لقد سألوني ما علمت، فابعث لي سام بن نوح، ثم توجه بكلامه إلى سام وقال يا سام بن نوح قم بإذن الله، وردد هذا مرة ثانية، ثم ثالثة، فانشقت الأرض وخرج منها سام بن نوح، وقد قام سام بن نوح وتحدث إلى عيسى عليه السلام قائلا " لبيك يا نبي الله وكلمته، هأنذا قد جئتك ، ثم توجه بكلامه إلى بني إسرائيل وقال لهم هذا عيسى بن مريم ابن العذراء المباركة روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم فصدقوه وأمنوا به واتبعوه، وسام بن نوح توجه بكلامه نحو عيسى بن مريم، وقال له يا نبي الله إنك لما دعوتني جمع الله مفاصلي وعظامي ثم سواني خلقا. 


ولما دعوتني مرة ثانية رجعت إلى الروح، ولما دعوتني مرة ثالثة خفت أن تكون القيامة فابيض شعري، فأتى إلى ملكا وقال لي هذا عيسى نبي الله يدعوك لتصدق كلامه، ياروح الله سل ربك أن يردني إلى الآخرة، فلا حاجة لي بالدنيا وشدد ابن نوح على طلبه هذا نبى الله عيسى وجه خطابه لسام بن نوح " أكره كرب الموت ما ذاق الذائقون مثله، فاستجاب نبى الله عيسى عليه السلام، لطلبه ودعا الله فاستوت الأرض على سام بن نوح، وقبضه الله إليه مرة أخرى، لكن كان هناك سؤال فقد قال سائل فلم نطلع على من ذكر أن الموتى الذين أحياهم الله لعيسى عليه السلام، تحدثوا عما ذكر في السؤال، وكان الرد على السؤال هو أنه قد ذكر البغوي عند تفسير قوله تعالى على لسان عيسى عليه السلام فى سورة آل عمران. 


قوله تعالى ( وأحيِي بإذن الله ) أنه عليه السلام أحيى أربعة وذكر قصتهم فقال " قال ابن عباس رضي الله عنهما: قد أحيا أربعة  أنفس: عازر،  وابن العجوز، وابنة العاشر، وسام بن نوح، فأما عازر فكان صديقا له فأرسلت أخته إلى عيسى عليه السلام: أن أخاك عازر يموت وكان بينه وبينه مسيرة ثلاثة أيام فأتاه هو وأصحابه فوجدوه قد مات منذ ثلاثة أيام، فقال لأخته: انطلقي بنا إلى قبره، فانطلقت معهم إلى قبره، فدعا الله تعالى فقام عازر وودكه يقطر فخرج من قبره، وبقي وولد له، وأما ابن العجوز مر به ميتا على عيسى عليه السلام على سرير يحمل فدعا الله عيسى فجلس على سريره، ونزل على أعناق الرجال، ولبس ثيابه  وحمل السرير على عنقه ورجع إلى أهله، فبقي وولد له. 


وأما ابنة العاشر كان أبوها رجلا يأخذ العشور ماتت له بنت بالأمس، فدعا الله عز وجل  باسمه الأعظم فاحياها الله تعالى، وبقيت بعد ذلك زمنا  وولد لها، وأما سام بن نوح عليه السلام، فإن عيسى عليه السلام جاء إلى قبره فدعا باسم الله الأعظم فخرج من قبره وقد شاب نصف رأسه خوفا من قيام الساعة، ولم يكونوا يشيبون في ذلك الزمان فقال: قد قامت القيامة ؟ قال : لا، ولكن دعوتك باسم الله الأعظم، ثم قال له: مت قال: بشرط أن يعيذني الله من سكرات الموت، فدعا الله ففعل، ولكن أين كان مسكن قوم النبي نوح عليه السلام ، فقد قيل أن موطن قوم النبي نوح عليه السلام في اليمن، وأن ابنه سام بن نوح عاش باليمن، وبنى حضارتها، وأن اليمن هي أصل البشر في الارض.


وفى النهايه نقول أنه من الأصل أن يهتم المؤمن بما يعود عليه بالنفع في دينه أو دنياه، وأما تكلف السؤال عن أمور لم يأتنا بتفصيلها خبر، ولا صح عندنا بها أثر، ولا يترتب على العلم بها منفعة، ولا على الجهل بها مضرة، فهذا أقرب إلى التكلف المنهي عنه، والانشغال بما ينفع العبد في دينه، ولا دنياه، وقد ذكر الإمام الطبري رحمه الله، في تفسير قول الله تعالى فى سورة البقره ( كان الناس أمة واحده فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ) وإن اختلاف المفسرين في ذلك الزمان الذي اختلف فيه الناس، بعد أبيهم آدم، عليه السلام، ثم قال " وقد يجوز أن يكون ذلك الوقت الذي كانوا فيه أمة واحدة، من عهد آدم إلى عهد نوح عليهما السلام، كما روى عكرمة، عن ابن عباس، وكما قاله قتادة. 


وجائز أن يكون كان ذلك، حين عرض على آدم خلقه، وجائز أن يكون كان ذلك في وقت غير ذلك، ولا دلالة من كتاب الله، ولا خبر بثبت به الحجة على أي هذه الأوقات كان ذلك، فإنه غير جائز أن نقول فيه، إلا ما قال الله عز وجل، من أن الناس كانوا أمة واحدة، فبعث الله فيهم لما اختلفوا الأنبياء، والرسل، ولا يضرنا الجهل بوقت ذلك، كما لا ينفعنا العلم به، إذ لم يكن العلم به لله طاعة، غير أنه أي ذلك كان، فإن دليل القرآن واضح على أن الذين أخبر الله عنهم أنهم كانوا أمة واحدة، إنما كانوا أمة واحدة على الإيمان ودين الحق، دون الكفر بالله والشرك به، وذلك أن الله جل وعز قال في السورة التي يذكر فيها نبيه يونس عليه السلام من سورة يونس (وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون) فتوعد عز وجل ذكره على الاختلاف، لا على الاجتماع. 


ولا على كونهم أمة واحدة، ولو كان اجتماعهم قبل الاختلاف كان على الكفر، ثم كان الاختلاف بعد ذلك، لم يكن إلا بانتقال بعضهم إلى الإيمان، ولو كان ذلك كذلك ، لكان الوعد أولى بحكمته جل ثناؤه، في ذلك الحال، من الوعيد، لأنها حال إنابة بعضهم إلى طاعته، ومحال أن يتوعد في حال التوبة، والإنابة، ويترك ذلك في حال اجتماع الجميع على الكفر والشرك، وأما عن خصوص هذه القصة، فهذا زمن موغل في القدم، ولا يقين لنا إلا بما أخبرنا الله تعالى به، وقد ذكر العلماء أن قوم نوح عليه السلام  كانوا يسكنون الجزيره والعراق وذلك حسب ظن المؤرخين، وقال ابن خلدون في كتابه التاريخ، واتفقوا على أن الطوفان الّذي كان في زمن نوح، وبدعوته، ذهب بعمران الأرض أجمع، بما كان من خراب المعمور، ومهلك الذين ركبوا معه في السفينة ، ولم يُعقبوا، فصار أهل الأرض كلّهم من نسله ، وعاد أبا ثانيا للخليقة.


***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة