السبت، 2 يناير 2021

بابور الكاز ..بقلم/ د. أحمد محمود

 


قصيدة : " بابور الكاز"

شعر د. أحمد محمود

كيف أنسى بابور الكاز الأصفر

إني ما زلت حتى الآن أتذكر

وقد بلغت من العمر سبعين عاماً وأكثر

أنه منذ خمسة وستين عاما كنا نتجمهر

حول بابور الكاز في حلقات تنجدنا من الضجر

كنت أحب أن أشرب الشاي بالنعنع والسكر

ونتجمع سوياً حول بابور الكاز المعمر

نشوي الكستناء ونسلق عرانيس الذرة والبنجر

كنا من حوله نجلس القرفساء ونتكور

كان رفيقنا ومدفأتنا في فصل الشتاء الممطر

في كانون الأول والثاني وشباط كنا نعاني من القر

نتحدث، نتحاور وننصت لجدتنا وفي عينيها ننظر

تحكي لنا قصصاً عن الحرب، والجن والعسكر

وعن حقول القمح ، والحصادين والبيدر

عن وديان فلسطين وغدرانها ومرجها الساحر الأخضر

كان بابور الكاز فناراً نتحاور حوله في الليل ونسهر

كان لهيب النار أحمر قانٍ كلون الجمر

نغلي الشاي ونشربها كانها مسك وعنبر

كانت أياماً حلوة رغم الأرزاء، والأعباء والضنك والفقر

كانت خيمتنا رمز عودتنا ونبراسأ للنصر

وظل بابور الكاز ذكرى لنا طوال العمر

يشغل كل يوم من فترة المساء حتى الفجر

والنكاشة تمتد إلى جانبه كالناب المكشر

كان يبعث وميضاً ينقذنا من الرعب والشر

ومن حكايا جدتنا التي كانت تزبد، وترعد وتزمجر

وتتراقص على وجوهنا الألوان والصور

رغم رائحة الكاز التي كانت في أنفنا ورئتنا تعبر وتتبختر.

بقلمي د. أحمد محمود

25 ديسمبر 2015



***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة