رسالة إلى إبنى العزيــز .. نعم العزيز .. برغم كل ما يفعله معى ..
عندما يحل اليوم الذي ستراني فيه عجوزاً .. أرجو أن تتحلى بالصبر و تحاول فهمي
إذا اتسخت ثيابي أثناء تناولي الطعام .. إذا لم أستطع أن ارتدي ملابسي بمفردي ..
تذكر الساعات التي قضيتها لأعلمك تلك الأشياء ...
إذا تحدثت إليك و كررت نفس الكلمات و نفس الحديث آلاف المرات ..
لا تضجر مني لا تقاطعني .. و أنصت إلى و تحمل تكرار اسألتي ...
عندما كنت صغيراً يا بني , كنت دائماً تكرر و تسأل و انا أجيبك بصدر رحب إلى أن فهمت كل شئ ...
عندما لا أستطيع السير بسبب قدمي المريضة ، أعطني يدك .. بنفس الحب و الطريقة التي فعلتها معك لتخطو خطوتك الأولى .. ولا تتركنى أسقط ...
عندما أقول لك لا تتركنى فى دنياى هذه وحيداً وتذهب .. فلا تتركنى فلقد حان الوقت الذى أحتاج إليك فيه ...
عندما أحتاج إليك لا تبخل بوقتك ولا مالك على أبيك ... فأنت ومالك لأبيك ...
حاول أن تتفهم أن عمري الآن قد قارب على الانتهاء ، و في يوم من الأيام سوف تكتشف أنه بالرغم من أخطائي فإنني كنت دائماً أريد أفضل الأشياء لك .. و قد حاولت أن أمهد لك جميع الطرق ...
ساعدني على السير .. ساعدني على تجاوز طريقي بالحب و الصبر .. مثلما فعلت معك دائماً ... ساعدني يا بني على الوصول إلى النهاية بسلام ..
أرجوا أن تشعر بالحزن حين تدنوا ساعتي ولا تكن متجبراً متعجرفاً قاسى القلب ..
فيجب أن تكون بجانبي و بقربي .. و تحاول أن تحتويني .. مثلما فعلت معك عندما بدأت الحياة ...
احتضني كما احتضنتك و انت صغير ، واحتوينى كما احتويتك وأنت صغير ... فلم تركتنى وذهبت وأنا فى أمس الحاجة إليك ...
يا بنى فلتعلم أنى أكتب هذه الكلمات ودموع عينى تنهمر وقلبى يكاد أن ينفطر فلم هذه القسوة ولم هذا الجفاء ...
أنا لا أستجدى منك عطفاً ولا حناناً ولكنى خائف عليك من عقاب ربك فى الدنيا والآخرة ..
يا بنى من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له ... ولتعلم أن العقوق من أكبر الكبائر ...
وفى الختام ... اللهم ارحمنا بشفاعة خير الأنام .
***********************
***********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق