الفقر ظاهرة في جميع المجتمعات ، ولا ذنب ولا جريمة اقترفها الإنسان ،بل هو قدر يمكن أن يتغير يوما ما ، فكم من فقير أغناه الله ،وكم من غني أفقره الله " يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء"
فارحموا عزيز قوم ذل ، والعز كل العز أن يتعفف الإنسان عن مد يده للسؤال ،تأبى كرامته الذل والهوان ، فاليد العليا خير من اليد السفلى ، اليد المعطاه خير من اليد التى تأخذ ، فلما يمد يده للمساعده وهو قادرا على الكسب والعمل ذاك أرواح واناس عزيزة تتحمل أعباء العمل ومشقته للكسب الحلال ، يعلمون تمام العلم قيمة اللقمة الحلال المغموسة بالتعب والسعي للحصول عليها أيام .
إذا رأيتم هذه النماذج المشرفة فتعلموا منهم الصبر والعزيمة والإصرار وانظروا لهم نظرة التقدير والإجلال وليس نظرة الشفقة والمواساة فهم أصحاب الهمم لمبارزاتهم للحياة لم يستسلموا لضغوطها ولا لقهر الأيام ، هم اناس علموا أولادهم بالمال الحلال ، يعملون من أجلهم ويغضون أبصارهم عن المال الحرام .
الفقراء هم أكثر الناس كرما وجودا ، لايعلمون معنى البخل والشح ولا الكبر ولا الخيلاء، ينعمون بنعمة راحة البال ، بالرغم من فقرهم والاحتياج، لكنهم راضون وحامدون بأقل القليل فهو ليس بقليل بأعينهم ، نفوسهم مليئة بالقناعة وتحمد المنان .
الفقراء يتوكلون على الله في أرزاقهم ، كالطيور السابحات تغدو خماصا وتعود بطانا ، أي تذهب فارغة البطون في الصباح وتعود في المساء ممتلئة البطون ، يعرفون معنى التوكل وليس التواكل شتان بينهما في المعني، يتوكلون على مسبب الأسباب في أرزاقهم ، والعمل والإجتهاد .
***********************
***********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق