الجمعة، 14 سبتمبر 2018

مع النفس...بقلم الكاتب محفوظ البراموني



إنتبه !!
مقالة طويلة  ..
لكنها  جميلة  ..

مع النفس ..
التي  تتحدث عن نفسها   ..
صوت داخلي ..
افزعني و سألني ..

من  أنت  ؟؟
السؤال قصير ..
الأجابة طويلة ..
صعبة .. صمت متأملا  ..
 بعد سماع السؤال متفكرا   ..
فترة ليست ب قليلة و  لملمت كلماتي الثقيلة..
وك أني ف امتحان فاقد منه الوقت و الزمان..

و بدأ  يتكلم اللسان  ..

أعوذ ب الله من كلمة أنا ..
 ف أنا العبد الفقير المسكين ل الله الواحد ..

إسمي : 
محفوظ و يعني الحفظ ..
حفظني   و حفظكم الله جميعا ..

عمري :
لحظة ما وعيت كيف أتعامل مع الحياة حتى الأن ..                                       ف تجاوز العمر   ال 1000 عام ..

عملي :
 مزارع  ..
 أزرع البسمة .. و الأمل .. و الحلم ..
ع ارض صلبة راسخة ..
 حتى و لو كانت عيني ..
شلالات  من الدمعات ..

أحيانا صانع  ..
 أصنع الجملة الحسنه من حروف بسيطة ..
ناقية ل إسعاد المحبطين و اليائسين ..
مع أني أحيانا أشعر أنني مثلهم ..
 و لكن أكتب  عناقيد  الياسمين ل  تسعد الطيبين ..
حتى و إن كان قلمي ينزف ألما و أنين ..

طولي :
عزة نفسي هي شموخي ..
و الكرامة هى العلو التي أعلو بها دائما ..
لا تنحنى .. لا تنكسر .. لا تلتوي ..
من اجل المصالح  التي ف عصرنا تتصالح ..

وزني :
 عند المصائب و الأحزان ..
 وزن الجبال ..
عند الفرح وسط الضحكات  ..
وزن الهواء ..

عطري :
 هو نفسي الطيبة ..
و اللسان العفيف ..
و الكلمة الراقية ..
التي لا تجرح  ..
و لكن أحيانا تكون القاتلة  ..
ف تصيب الهدف و المعنى ..
تاره تحزن  الآخرين ..
تاره تسعد  الآخرين  ..
تلمس هؤلاء و هؤلاء ..

عنواني :
 أرض الله الواسعة ..
عابر سبيل ..
ضيفا ف الحياة ..
مكاني شاطئ الأمان ..
يرسوا ع ميناء سلام ..
أطير بين البساتين ..
حتى  و لو كان قلبي حزين ..
الموت دائما امام عيني ..
ف من تذكر الموت و الرحيل ..
كان عبدا ب الايمان أصيل ..

سألني المتسائل  ..
من تكون  أنت إجابتك كلها مديح ل شخصك ؟؟
ارى أن هذا غرور و الإعجاب ب الذات ..

أجبت عليه و كلي  حسرة ..
و بعضى يمزق بعضي ..
و قلت ب صوت خافت ضعيف ..

أنا و بعيدا عن  الأنا     ..
 عبدا عرف قدر نفسه ..
ب أن لي بداية و نهاية ..
إنني من تراب و إليه  لابد س أعود ..
و يلتهمني  بعد ساعات الدود ..
س يمحيني بعد أيام من الوجود ..
ف كيف امدح  نفسى و أعجب ب الذات ..
 التي هى من تراب لا خلود ؟؟

و كل رحلتها  ب مراحلها  سراب ..
ف ما انا سوى خيط دخان عابر ..
ظهر ف لحظات و عمره كله ينتهى ف لحظة ..
ربيع ثم مهما طال الوقت س يأتي الخريف ..
و قد سقطت ب الفعل  منه الاوراق و بقيا الضعيف ..
و ما أرداكم ما الخريف كله دمعات و الأنين المخيف ..

ف حافظت  ع كياني ..
و رسخت     ع أرضي ..
 ب شعوري الإنساني ..

سألني المتسائل سؤالا  يبدو سهلا و لكنه أرهقني ..
مما تخاف   و مما لا تخاف ؟؟
ف جاوبت و لكن بعد فترة من التأمل ..

أخاف من ربي الذي خلقني ..
خوفا رهيبا  ..
مرعبا مهيبا ..

أخاف من هجمة و صعقة  المرض  ..
وما أدراكم ما المرض  ..
العدو اللدود الأول و الأخير ل أى إنسان ..
انه يهد الجبال و  التلال  ..
يجف من عذابه وآلامه الشلال ..

أخاف ان أصارع المرض  ع حلبة الحياة  ..
ف هو ..
 الأقوي الأشد ..
الجبار   الألد   ..
 عداوة ل الانسان ..
إما يشفى منه و يسكنه ف بستان ..
او يهلكه و يسكنه ف بركان ..
و يحرق  له المكان ..
و يبدد    له الزمان ..
و يشتت له الآوان ..

 أنا العبد الذليل الضعيف ..
و ربي ب جلالته هو الفضيل اللطيف  ..

أطلب دائما من ربي ..
إذا حضر الأجل و الميعاد ..
ف يكون  ب هدؤ  ..
دون معاناه  و ضعف و  هوان ..
مع شدائد و أهوال المرض ..
دائما يكسر و يهزم الإنسان ..

عرفت اناسا كثيرا  ..
تبدلت   أشكالهم     ..
تغيرت  أحوالهم      ..
تفتت    أجسادهم   ..
من مصارعة و محاربة  و مواجهة   المرض ..

جنبني و جنبكم الله  شر  اعاصيره   ..
الهالكة ..
الفاتكة ..
الشائكة ..
ب أشواك من كل أنواع الهلاك ..

أخاف من الزمن و المسافات  ..
ف إن إنقلبا دمرا الإنسان   ..
وضاع و تاه ف إللا أمان    ..
 و حول الإنبهار ل الإنهيار  ..

و ما أدراكم ما الإنهيار ..
هو  سقوط  راية الإنتصار ..
و   رفع رايه الإستسلام و غيوم النهار ..
و   ظلام السماء بعد بكاء نجوم الأنهار ..

لا أخاف من الموت  ..
هو الحقيقة المؤكدة ..
القانون الإلهي و وعد الله  الحق ل الأرض ..
ف ما نحن سوى أموات أولاد أموات ..
و مهما طال العمر الكل راحل و راحلات ..

لا أخاف الرزق  ..
هو من ..
 عند الله ف إطمئن يا قلبي ..
لا تفكر   و  لا تتشتت يا عقلي ..
رزقكم ف السماء و ما توعدون ..
صدق الله العظيم ..
و من كان رزقه ع الله ف لا يحزن و لا يعتمد ع الرجيم ..
لا شفاعة ف الموت و لا حيلة ف الرزق ..

لا أخاف الدنيا  ..
علمت إنها  خلقت ل الفناء ..
و ما هي  سوى  ..
دار البهاء   ل من  أفهمها  ..
دار الشقاء ل من  أجهلها ..

سألني المتسائل سؤالا وجيها    ..
ما رأيك ف بشر و أصدقاء هذا العصر ؟؟

صمت قليلا ..
و جاوبت سريعا ..
و  قلت  له ..
س أجاوبك ب حروف بسيطة ..
تحمل فيما بينها  معاني عميقة ..

الكثرة   يا متسائل   ..
هالكة  ..  فاتكة  ..  شائكة ..
القلة    يا متسائل   ..
باسمة  ..  سالمة  ..  سالكة   ..

نظرت ل المتسائل  ..
ف وجدت عينه تنهمر ب شلالات دموع ..
و  لكن شعرت انها طاهرات ب خشوع    ..
ف قلت له  ..
الدموع هي ماء غسيل ..
ل كل من يملك ف أحشائه تلوث عليل ..
نظافة ربانية من ربنا الجليل ..
بعدها يكون الانسان  ب روعة السلسبيل..
نظيف له رائحة الطيب  الجميل ..
ساطع ب الايمان الطاهر  الاصيل ..

إعلم إيها المتسائل  ..
أنا إنسان ..
لست ب المغرور ل أني ل الله  دائما الغلبان ..
لحظة و س  أنتهي من هذا الزمان  ..
و أكون  ذكرى  بعد المنتهي  ..
تذكر دائما كلماتي ..
ربما لم تجدني و لم تسمعني ..

انتهي الحوار  ..
بيني و بينه ..
وكلا منا ذهب ل حياته و تكملة  المشوار ..
نتوه كلنا  وسط الزحام ..
تائهين شاردين ..
تارة ل الوراء    ..
تارة ل الأمام     ..
بين النهار و الظلام  ..

هذيان قلم :
: محفوظ البراموني :



***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة