السبت، 29 سبتمبر 2018

مواعيدُ الشَّوقِ جريحةٌ | للكاتبة | مـرام عطية | عزف الأقلام

خلسةً ذاتَ مساءٍ ، انسلَّ النَّسيمُ من بابِ الحديقةِ ، وراح يداعبُ خصرَ محبوبته ؛ زهرةِ البيلسان ، ويقبِّلُ وجنتيها بشغفِ الغيابِ لغيمةِ لقاءٍ ، وشوقٍ المطرِ لثغورِ الزهرِ ، غيرُ مبالٍ بنقيقِ الضفادعٍ و تقعرِ المرايا في وجوهِ المنافقينِ، رافقَ النهرَ إلى قرى الَّلهفةِ المنتظرةِ ،احتسى نبضَ القمرِ مسروراً بصداقةِ الأشجارِ ، وهمسِ العصافيرِ على الغصونِ ، وعندما استيقظتْ الرياحُ في منتصفِ الليلِ ، ركبتْ قطاراتِ السرعةِ البلهاءِ ، عاقبتهُ بمنجلها الحجريِّ وعزيفها البربري ، وأبعدتهُ عن الزهرةِ الفاتنةِ ، زاعمةً أنه خالفَ قوانينَ الخريف ِ الشتويِّ ، وسننِ الطبيعةِ الإلهيةِ ، وانحنتْ على الزهرةِ الرقيقةِ ، تؤنِّبها بعنفٍ ، و تلطمُها بلا رحمةٍ .
لاتبالِ أيها النسيمُ ، فالخريفُ لن يدومَ، وطقوسهُ الخرافيةُ سيبيدها الغيمُ القادمُ على جناحِ الأحلامِ ، عطرُ زهرتكَ سيعزفُ لحنَ السِّحرِ ويكتبُ وصايا الحبِّ سفراً جديداً للحياةِ .

-----
مرام عطية



***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة