بسم الله الرحمن الرحيم
{{... أسيد اللوزي...}}
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن
أسيد تصغير « الأسود » بمعنى أجل القوم وأنبلهم، ولكل من اسمه نصيب وكانت العرب ومازالت تسمي أبناءها وبناتها وذراريها بمن أتصف بالصفات الحسان والشجاعة والكرم وطيب الأخلاق... كالأسود والرجال العظام مثل أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ من زعماء المدينة وأشراف العرب، ورماتها الأفذاذ وكان يقرأ ويكتب ولقبه الكامل لرجاحة عقله وعذب صوته في قراءة القرآن......
{{قال له النبي صلوات الله وسلامه عليه:- (تلك الملائكة كانت تستمع إليك يا أسيد ولو أنك مضيت في قراءتك لرآها الناس تستتر منهم}} هؤلاء هم أهل القرآن وخاصته....
فلا بد من رابط بين الرجال فلا يعرف معادن الرجال إلا بصفاتهم وميزاتهم ومعاشرتهم ومسموعاتهم فهم مثل وحدة المقاييس والمواصفات التي تقاس عليها الأشياء فتجد الذهب يأتي في القمة وعليه يقاس وكذلك الناس من كل الأجناس المعيار التقوى والصلاح والتواضع والالتزام بالقيم والمبادئ السليمة.....
فالحاجة والشدة والكربة والمصيبة تظهر معادن الرجال ومواقفهم سريعا دون تواني فهم مفطرون على النخوة والتضحية والفزعة للخير والبر شعارهم،
قول الله تعالى :-
{{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} لا ينتظرون حمدا من أحد وإنما {{... لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا}}علامة فارقة لهم,
بالأمس القريب هب أسيد اللوزي كالأسد الهَصُور مضحيا بنفسه تاركا أهله وماله وكل ما يملك من حطام الدنيا كلمح البصر لإنقاذ فتاة سقطت في حفرة امتصاصية مهملة فغرقا معا وسجلا بذلك ملحة أبدية وقدوة بشرية....
وقد تمثل قول الحق جل جلاله{{... وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا...}}فقد بذل ما بوسعه أسيد بما يمليه عليه دينه وخلقه ورجولته وما أنتظر لحظات حتى يعرف من تكون الفتاة ؟!
متمثلا قول الصحابي عُمير بن الحُمَام الأنصاري قال : يا رسول الله، جنة عرضها السموات والأرض؟ قال: "نَعَمْ". قال: بخ بخ! قال: "مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِ بَخٍ بَخٍ"؟ قال: رجاء أنْ أكونَ من أهلها. قال: "فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا"
فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة....}} وهكذا كان طوق النجاة أسيد اللوزي سريعا منيعا مختصرا تلك الحياة غير هياب من الموت...وهكذا تكون الرجال.
رَكْضًا إِلَى اللَّهِ بِغَيْرِ زَادِ ***إِلَّا التُّقَى وَعَمَلَ المَعَادِ*** غَيْرَ التُّقَىَ وَالبِرِّ والرَّشَادِ...
هؤلاء هم تربية الإسلام البذل والعطاء لمن تعرفه ولمن لا تعرفه {{قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّه}}
فقد عاش أسيد رجلا ومات رجلا في ريعان الشباب في عمر لا يتجاوز الثلاثين في غمرة عرسه وترمل زوجه في أيامه وأيامها الأولى ،لا يعرف أهل الحي أسيد إلا صاحب دكان بسيط ألعاب أطفال صغار ،
قارئا وتاليا للقرآن ومدرسا له ، محسنا للأيتام وكافلا لهم ، بارا بأمه... يحبه من رآه باسما ضاحكا مستبشرا بقدومه على الله،{{قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ قال هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ،أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ )
هيئته وهيبته وملامحه تدل على الصلاح والفلاح والنجاح نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا، أسيد مثال يحتذى لكل الشباب الذين يبذلون النفس والنفيس...تقبلك الله في الشهداء والصالحين وستبقى تذكر في الملأ إلى يوم الدين هذه ما فعله أسيد رحمه الله رحمة واسعة. ولا تربطنا به وبفتاته {{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ...}}
***********************
***********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق