السبت، 24 نوفمبر 2018

لو كنت حبيبي...بقلم الشاعر زهير الشلبي



لو كنت حبيبي ،
شاركني العمرَ وعاهدني ..
لكن الكلماتِ  بلا معنى ،
أولا تعني ..
 إن ما أوفيتُكَ من حسني ،
فاعملني القارورة َ
واجعلني ..
انسَ الأحزانَ ولا تسأل ،
أيني !
على عيني ،
أستجمعُ عمري طيراً تصطاد ،
لأفي دَيني ..
***

لبستُ فستانيَ ،
أرخيتُ الستارَ من دون الناس
أليسَ هذا ما تهوى؟!
منعتُ الكحلَةَ عن جفني
أنتَ الوحيدُ الأوحدُ
في كَوني ..
***

أمشي خرساء
مثل المحمول على نعشٍ
كما تحملُ الريحُ
 منفوشَ القطنِ ..
لا ترى عيني غيرَكَ إنساناً ، 
وأنا
غائبةُ الذهنِ ..
*** 

هدبي محرومٌ ، وحرامٌ عطري ..
أعضُّ على شفتي يا أبتي ،
 وجهي محرومٌ من نورٍ ،
ليس بذي معنى
مثلُ الملح الذي يسقى
في البنِّ ..
مثل النعجةِ تسلخُها
  باللحمٍ  ويالعظمٍ
وبالدهنِ ..
*** 

ها أنا ذا حبلى
وامرأةٌ أخرى
 أيضاً حبلى ،
وخمرُكَ في الدنِّ ..
لما توقظني ليلاً
تصيحُ ديوككَ في القنِّ ..
وكلما تنزفُ جارتُنا ..
تحترقُ نساءُ الكونِ
على حضني ..
*** 

لا يغويكَ مني إلا شفتي ، 
على الريقِ تقضمُ تفاحي
وما زالَ الوسَنُ 
على جفني ..
كم غاصتْ أسنانُكَ في صدري
كم فُشتِ أورامُكَ
 في رحمي !
كم صاح جنينُكَ في بطني
يا الله !
من عندكَ
 حاسبني !
*** 

خذني للقاضي !
وبينَ الجدران تسائلهُ
 سِجني ! ..
فليسمعِ قلبي بين يديك
 ولا مِنّي ..
متى تأتي في يومٍ
وفي نكاحِ الوداعِ
ستتركني ؟!
*** 

بالله يا قاضي ،
إن ما كنتَ أنت تخبِّرُني
 من ذا الذي
 سيخبرني؟!
متى استدنتُ أنا ،
قبلَ أن أولدَ ،
أرجوكَ فعلِّمني !
أنا لا أعرفُ كيف أحسبُ أيامي
هو من  يجمِّعُ أرقامي
ويطرحُني أرضاً
تعالَ يا قاضي
وانصفني ..
*** 

أيخرسُ قاضي ،
أم يقبضُ رشوى ،
أم سافرَ للجنِّ ؟!..
قالوا كوني ! ..
مُلَبَّسَةً ، جوهرةً 
أم كوني عاراً
 أكبرُ من كل الدنيا
أدر وجهَكَ ياقاضي
 كلمني !
*** 

سأصعدُ حتى
قممِ الأبراج ، 
لأعلنَ إني أنا
التي لفظتْ عهرَكَ
 من ضِمني ..
جسدي الرخيصُ هو ما تهوى
خذه ودع روحي
تسافرُ في العلياءِ
بما  تعني  ..
هذا جسمي جثةٌ
تثقلُ ظهرَكَ
فاحملني ..
هذا جسدي عانقهُ
أخذت دَينكَ
فاحبس دماك
وحررني  ..
*** * *** 
زهير الشلبي ..



***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة