الأحد، 16 ديسمبر 2018

البرود العاطفي..كيف نتغلب عليه ؟!...بقلم د- تامر - الجنايني



البرود العاطفي .. كيف نتغلب عليه ؟!
بقلم #_د_تامر_الجنايني

العاطفة كالجاذبية بالنسبة للأرض فإننا ننجذب لها وهي تحتوينا والانجذاب والاحتواء يحملان كثير من المعاني وأهم تلك المعاني هي العاطفة فتلك العاطفة هي الجزء الأصيل في العلاقات الإنسانية وعلى قدر توهجها تكن العلاقة بين طرفيها مثمرة سواء كانت إثمارها ذلك في راحة النفس أي زمان يشعر به كل طرف أم مشاركة حقيقية ولهذا فأول شئ يبحث عنه الإنسان هو العاطفة فإذا "شعر" بإطمئنان (أي حمل عاطفة إيجابية ) تجاه ذاك الشخص فإنه يبدأ بالتعامل معه وإذا لم يجد القبول (أي حمل عاطفة سلبية ) تبدأ العلاقة بالنفور فكثير بل ربما إن المعيار الأول بأي تعامل هو القبول الأولي أي عاطفة ايجابية ولو اسقطنا تلك العاطفة على حال العلاقة بين الزوجين نجدها ربما تبدأ بإيجابية ولكنها ربما تمر ببعض المنحدرات بعد ذلك تصل لحالة من البرود وحتى لا تصل العلاقة بين الزوجين لتلك المرحلة فأدعوكم لرحلة إبحار نحو جزيرة البرود لنتعرف معاً على ساكني تلك الجزيرة وكيف وصلوا لتلك المرحلة حتى لا نصل إليهم فيما بعد .

أولاً : فهم البرود :
إن العاطفة بدأ بين الزوجين بالمشاعر الإيجابية بالأصل وبدأت الحياة تبنى بينهم والأساس سليم وهي عاطفة حقيقية ومشاعر ايجابية يحمل كل منهما تجاه الآخر ولكن تأتي العواصف الثلجية لتحط بين العلاقة بينهما نتيجة أفكار كل منهما بدأ يأخذها تجاه الآخر دون الرجوع لشريك الحياة لإستبصار ما اذا بناه في مخيلته من تلك الأفكار حقيقية أم لا فتلك الأفكار السلبية بدأ بفهم سلبي لموقف معين ومن ثم جمعت حولها مواقف تعزز تلك الفكرة السلبية ليُبني بها سد بين الزوجين وذاك السد هو البرود العاطفي فيبدأ بفكرة سلبية ثم تبنى عليها مشاعر ومن ثم سلوك سلبي ثم يكن البرود بين الزوجين .

ثانياً : العاطفة هي أصل الحياة الزوجية :
إذا تخيلنا الحياة الزوجية بدون عاطفة فإننا نقول بأننا ننزع الروح من الجسد فنقتله فمقام العاطفة بالحياة الزوجية كمقام الروح بالجسد فإننا لابد لنا أن نحافظ على تلك الروح دائما متوهجه وعالية التطلعات والهمة دائماً لأن العاطفة هي الأساس بكل الحياة وبموت العاطفة بين الزوجين تموت الحياة وكذلك يبدأ كلا الطرفين بالتفكير بالخلاص من تلك العلاقة التي ربما يكن بينهما ذرية فيضطر كلا من الزوجين أن يستمر مكرهاً عليها ولكنه خارج إطار الحياة الزوجية يبحث عن بديل لإشباع حالته العاطفية فإن مكان العاطفة في النفس إن لم يشبع بالحياة الزوجية فإن لم يقوّم السلوك الدين فسيطرق الذي يشعر بالنقص طرقات البحث عن إشباع تلك الحاجات العاطفية لديه ربما تبدأ مرحلة الإشباع بمجرد محادثة إلكترونية عبر حياة افتراضية وستنتهي لا محالة إلى اقامة كاملة أو ناقصة لعلاقة جنسية معتقداً انه بذلك يشعر عاطفته فهماً خاطئاً بأن تكون العاطفة في الجنس في حين أن العاطفة ليس بالجنس بس غير ذلك ولنفهم حاجات العاطفة لابد لنا ان نتعرف على فهم الحاجات :

1- الحاجة للحب :
الحب هو مشاعر ايجابية يتم التعبير بها بدأ من الكلمة ومن ثم الإحتواء والنظرة واللمسة الحنونة فالحب هو أسمى المشاعر بين الزوج والزوجة وهوالجوهرة التي يزين تاج العلاقة بينهما فمن فقد ذلك الحب فهو يعرض لكثير من الاضطرابات النفسية والعاطفية فان كان الحب هو مطلب بين الناس بشكل عام فانه بالضرورة بين الزوجين فبدونه لن تبنى حياة زوجية سليمة .

2- الحاجة للجنس :
الجنس في العلاقة بين الزوجين هو ثاني أهم سبب لاستمرار الحياة فأساس استمرار الحياة بين الزوجين هو العاطفة فمثلا أن بين الزوجين عاطفة قوية وتمر الزوجة بمشاكل صحية تمنعها من ممارسة الجنس مع زوجها يمسكها زوجها ولا يهدم العلاقة الزوجية وعلى العكس أيضا إذن العاطفة هي أساس العلاقة ومن ثم على اساس العاطفة وثورتها تأتي المتعة الجنسية والجنس إذا كان إفراغ شهوة يكون ذلك هو البرود بذاته أما إذا كان إثارة شهوة نتيجة نشاط للعاطفة ومراحل نمو داخل العاطفة تبدأ من النظرة ربما والكلمة وتنتهي بالعلاقة الجنسية والتي يقومها شرع الله في تقويم تلك العلاقة الجنسية بالحياة الزوجية فالعلاقة الجنسية التي يقيمها بغير ما شرع الله تأتي عليه حسرة بعدها بلحظات ولا يشعر أبداً بأمان فيها أما إذا كانت بشرع الله يكن مستمتعاً بها بالنسبة للزوجين مجتمعين ولكن يصلوا لتلك المرحلة لابد وأن يشعروا بنقاط ثلاث :

1- الاحساس بالمتعة يأتي بدفء عاطفي .
2- الشعور بالأمان بين الزوجين يمتع العلاقة .
3- اشباع رغبة الأمومة عن الزوجة والأبوة عند الزوج .
وعليه لابد أن يعلم كلا من الزوجين بأن أي شعور سلبي قد يضعف تلك العلاقة ومن ثم يؤدي للبرود العاطفي .
3- الحاجة إلى التقدير والاستحسان :
كيف للإنسان أن يعرف بأنه على أفضل حال شكلا ً إلا نظر إلى نفسه في المرآة ليرى هندامه فالنظرة تلك هي التقدير والاستحسان بالعلاقة الزوجية فإن لم يُقدر الزوج في بيته فإنه يتسول ذاك التقدير على شفاه الغرباء وبنظرة من احدهم على الطرقات بالحياة وكذلك الزوجة إذا لم تقدر حق التقدير فانها تتسوله ولو بمحادثة لا تثمن ولا تغني من جوع عاطفي ، فاشباع حاجة التقدير والاستحسان أي الإعجاب هو من أهم ضروريات العاطفة .

4- الحاجة إلى الأمان :
تخيل نفسك أنك تسكن في مبنى وتشعر فيها كل يوم بأن المبنى آيل للسقوط لا قدر الله كيف سيكون مشاعرك ؟ بالتأكيد إنه شعور سلبي خطير ربما يجعلك تضعف رغبتك بالوجود في تلك المبنى وتبدأ تبحث عن مبنى آخر ، كذلك الأمان بالنسبة للعلاقة الزوجية هو روح العلاقة فإن الأمان يبدأ بنقاط هي :
1- وجود عاطفة ايجابية متبادلة بين الزوجين.
2- وجود استحسان وتقدير متبادل .
3- وجود قناة اتصال بين الزوجين للوقوف عند نقاط الفهم الخطأ مباشر واصلاحه.
الطريق للبرود العاطفي يأتي من خلال :
أ - عدم التقدير والاستحسان نتيجة فهم خاطئ تبنى عليه مشاعر سلبية .
ب - إضطراب جنسي نتيجة مشاعر سلبية مما يؤدي إلى عدم توافق جنسي بين الزوجين .
جـ- العنف وسوء المعاملة يؤدي لمشاعر سلبية من الطرف المعتدى عليه تجاه الطرف المعتدي يؤدي إلى اضطرابات نفسية وعاطفية .
د - ربط أحد الزوجين عاطفته بالآمان المادي مما يؤثر على عاطفته بالسلب يستقبلها الجانب الآخر بعدم اهتمام تنشئ مشاعر سلبية تكن سبباً للبرود العاطفي .

الآثار السلبية للبرود العاطفي :
نتعرف على الآثار السلبية تلك حتى نعرف نهاية ذاك البرود والذي ربما يكن ثمنه غالياً فلا نقترب من مسبباته وآثاره السلبية قد تكون :
1- نتيجة الشعور بعدم الامان يسبب مخاوف مرضية .
2- عدم الثقة يسبب الخيانة الزوجية .
3- كثرة الخلافات تنشأ فراغ عاطفي .
4- هجر وقطيعة رغم انهم يعيشون تحت سقف واحد .
5- تتبع الزلات بين الزوجين يسبب الانتقام من نفس الزلة بزلة مثلها .
6- يؤدي برود العاطفة إلى برود جنسي شذوذ لتعويض النقص العاطفي وقد يحصل لاعتداء جنسي على المحارم .
7- قد يؤدي إلى الطلاق وتفكك الأسرة.

كيف نعالج البرود العاطفي ؟!
لعلاج البرود العاطفي علينا ان نفعل الآتي :

1- تقوية التواصل بين الزوجين .
2- إحسان الظن تجاه الطرف الاخر والبعد عن النظرة السلبية .
3- البعد عن طلب الكمال والاستحسان لأن النقص وارد فكل انسان خطاء.
4- المشاركة في اتخاذ القرارات حتى يكون كل طرف عبّر عن حاجته للآخر.
5- محاربة الأفكار السلبية التي يمكن أن تؤثر في تقويم الآخر .
6- الصراحة والمواجهة وتنمية القدرة على التعبير عن المشاعر .
7- ممارسة السلوكات المباحة والتي تساعد على تحقيق جوانب السعادة .
8- البعد عن المبالغات في تصوير الاحداث والتي تفقد الشخص السيطرة على مشاعره وتوجيهها للجانب الايجابي .
9- التفكير في الواجبات وليس فقط في الحقوق وهذا لاشباع حاجاته بعيد عن الانانية .
10 - التركيز على ايجابيات الطرف الاخر وتنميتها وتقديره والاعجاب بها.

هذه هي رحلتنا لجزيرة البرود العاطفي وقد تعرفنا على خصائص سكانها اتمنى أن تكونوا قد استمتعم بالرحلة وقد تعرفتم على ما فيها حتى نملئ بيوتنا بالعاطفة والحب والودع

دمتم بكل خير وحب وأدام الله عليكم حبه وحب رفقاء روحكم

محبكم تامر الجنايني



***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة