الثلاثاء، 30 يوليو 2019

آمال ضائعة. بقلم الأديب. وسام السقا

أمال ضائعة

زج الزمان حياتي بين طيات الأهوال، فلم تغمز عينٍ لي بسحرها، ولا شفاه تبسمت في وجهي، لذا لم يضحك قلبي، ولم يعرف طريق الحب، فعشتُ فقير الحال، قليل المال، دائم التجوال، ابحث عن الاستقلال والاكتمال والاعتدال في هوج الانذهال، أنادي كبيراً وصغيراً والكل في سبات وسكينة التمثال، ما هذا الزمان الذي أنا فيه؟ وددت لو تتغير الأحوال، وهرباً أعود من جديد، طفلاً صغيرا لمدرستي، أحفظ حروف القراءة الخلدونية، واعرب الجمل، وأحضن كتاب علوم، وأتجول بين التفاعلات الكيميائية، واستمتع بمشاهدة الأحياء المجهرية، واعلق الأرقام على صدري، واجعل الكسور تتلألأ مع النجوم، وانصب الخبر بسرور، وبالطبشور ألون أنصاف الدوائر وأحدد زوايا المثلثات، وأهيم بالرموز الجبرية، وارسم بالألوان نهران وطني، وسهوله الخضراء، ورايات النخل باسقةٌ بالتمر، تمنيت تلك الأمنيات البسيطة أن تتحقق، وأتطور، وأصيب قلب فتاة بضحكة، وحياتي تتغير، فالذي أنا فيه، لياليه معتمة السواد، لا أكاد أبصر فيها شيء، وليس للشمس في حياتي وجود، والنسائم استبدلت برياح قاتلة، لا يمكنني الصمود أمامها، فالجهالة جعلتْ أفكاري في شتات وترحال، فلملمت أمتعتي، ورفعت أشرعة قاربي ورحلت، لعلي أجد في الغربة أمنيات اجمل، وأمال باسمة تنتظرني، لكن الوجوه هي الوجوه، والقلوب كسواد الليل لم تتغير، والأيام عابسة ناشفة، والحظ عاثر، فتفاقم الخوف، وهيمنت الآلام، وطالت سنين البحث والابتهال، فلم اجد نهضة ازدهار، ولا نور رُقي، ولا شواطئ الحب والغزل، ولا بساتين السعد والمنال، بل كانت هناك أطلال زهوٍ، وابتذال إنسان، فماتت أمنياتي، ومات القلب في إدراج الخيال، وأسلمت الروح كبريائها بين أمواج البحر، واقفل المحضر بعد المعاينة بالانتحار.

وسام السقا – العراق

30 تموز 2019

***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة