بقلم /ابو العز المشوادى
متابعة /أيمن بحر
يظن البعض أن الدين هو إقامة الصلاة واتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا فقط ...
قال تعالى (و ما أتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا) امرنا الله بطاعته وطاعة الحبيب محمد صل الله عليه وسلم ونأخذ منهما العقيدة السليمة الصحيحة ، و ندرك أن الدين حياة بمعنى ان الدين ينظم امور الحياة عموما بدون استثناء ...
فنرى أن الدين ينظم العلاقة بين الزوجين فقال : صلّ الله عليه وسلّم: (مَن كانَ يؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ، استوصوا بالنِّساءِ، فإنَّ المرأةَ خُلِقت من ضِلَعٍ، وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضِّلعِ أعلاهُ، إن ذَهبتَ تقيمُهُ كسرتَهُ، وإن ترَكتَهُ لم يزل أعوَج، استوصوا بالنِّساءِ خيرًا).
وقال ايضا (خيركم خيركم لاهله ... وانا خيركم لاهلي) .
وأمر الزوجة بطاعة زوجها ...
ونظم العلاقة بين الابوين والابناء فقال صل الله عليه وسلم( مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع).
وامر بتعليمهم وتربيتهم والانفاق عليهم .
ونظم الدين العلاقة بين الناس بعضها ببعض فأمر بعدم الغيبة والنميمة والكذب والقتل والغش والسرقة .
يقول : النبي عليه الصلاة والسلام -: "أَتَدْرُونَ مَا الْـمُفْلِسُ؟". قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: "إِنَّ الْـمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ"
وقالوا للرسول صل الله عليه وسل إنَّ فلانةَ تقومُ اللَّيلَ و تَصومُ النَّهارَ و تفعلُ ، و تصدَّقُ ، و تُؤذي جيرانَها بلِسانِها ؟ فقال رسولُ اللهِ ... لا خيرَ فيها ، هي من أهلِ النَّارِ ...
وقال صل الله عليه وسلم: ((إنَّ من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا)) . فكان خلق النبي صل الله عليه وسلم القرأن ...
والاسلام نظم البيع والشراء قال : النبي صل الله عليه وسلم ( من غشنا فليس منا ) . ونظم الدين العلاقة بالديانات الاخرى قال تعالى : ( لكم دينكم ولي دين ) وقال تعالى:( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)
ونظم الدين العلاقة بالاقتصاد فحرم الاحتكار والغش والربا واستغلال حاجة الناس .
ونظم العلاقة بالقروض والتجارة فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) .
ونظم الدين العلاقة بين الحاكم والمحكوم قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ...
ونهى الخروج عليه لما في ذلك من مفاسد كثير .
وقال : صل الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) فهذا الحديث الشريف جامع ومنظم للعلاقات عامة .
ونظم الدين العلاقات الدولية قال تعالى :
( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ ... ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) .
ونرى ان الدين نظم العلاقة بين الانسان ووطنه قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ﴾.
وهنا حث الله على العمل والجد والاجتهاد لعمارة الارض .
وقال : الرَّسول صلَّ الله عليه وسلَّم: ((مَن مات دون ماله فهو شهيدٌ، ومن مات دون دمهِ فهو شهيدٌ، ومن مات دون أرضه فهو شهيدٌ)) .
فنرى ان الدين حياة وليس فقط في المسجد. العبادة علاقتين علاقة بين العبد وربه ووعلاقة متبادلة بين الناس بعضهم بعضا نجح وفاز من استطاع ان يفوز بالإثنين ...
***********************
***********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق