الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019

أين الإنسانية من الهند والصين



حكومات تخترق كل مناهج الحياة ..؟
دائمآ أقول فى بداية كل مقال أن السلام هو أبسط حقوق الإنسان فى هذه الحياة إذا سلب منه أبسط حقوقه فما الفائدة من الحياة .. إننا نعيش على مسرح الدنيا نؤدى جميع الأدوار فى كل مرحلة عمرية نعيشها .. فالرضيع اليوم هو طفل الغد .. هو الشاب القادم .. هو الأخ والزوج والأب .. هو رب البيت وسرعان ما تمر الأيام .. هكذا هى الفتاة الرضيعة .الشمس المشرقة فى عيون أبويها .. هى عنوان الأمل من أجل المضى نحو تحقيق الحلم الذى أصبح مستحيلا .. إننا نحن البشر كلنا متشابهون .. حتى عند محاولة خلق الإختلاف يظل الشبه بيننا متواجد .. ليس هذا الأمر بفعل إرادة بشرية .. بل كلما أعتقد الإنسان أنه تمكن من خرق قانون الحياة تظهر قوة خفية تكون له بالمرصاد .. إنها إرادة الخالق سبحانه وتعالى ..
إننا يجب علينا أن نحترم حرية الآخر فى الإعتقاد والتعبد دون تمييز عرقى أو طائفى .. بل يجب أن نحترم الحريات أن نحترم الديانات كلها فالبشر كلهم متشابهون .. فليس هناك فضل لأحد على الأخر .. ولم يخلق الله بشر ليكون له الغلبة فى هذه الحياة .. وليكون صاحب الأمر فيظن أنه قادر على منح الحياة لمن يشاء وسلبها ممن يشاء .. إن دستور الدنيا وقانونها قائمين على حرية الأفراد داخل المجتمعات دون التعدى على حرية الأخر .. دون المساس بالمواطنة .. فكل إنسان له مطلق الحرية فى الإعتقاد والتعبد كيفماء يشاء والقانون يحميه بلا أدنى شك .. ولكن عندما تصنع الحكومة دستور يتعارض مع قانون الإنسانية من أجل القضاء على فئة معينة من الناس بواقع عدم إيمانها بهم والمعتقدات والأفكار التى يتبعونها فهنا يجب أن تتحد البشرية من أجل إيقاف تلك العقول التى تدمر كل الأعراف وتخترق كل المعاهدات التى تنص على حماية الأقلية فى المجتمعات وهو إختراق لحرية الإنسان إختراق ممنهج .. يترتب عليه خلل داخلى وتفكك مجتمعى .. حتى ينقضى الأجل .. إن ما يحدث الأن فى أقاليم الهند هو ثورة بكل المقايس تعبر عن غضب شديد نتج عن إختراق الحكومة لحرية الفكر و الإعتقاد والتعدى على المسلمين المسالمين ... ولكن مافعلته حكومة الهند مع الأقلية المسلمة لم تقبله الأكثرية الهندوسية ووقفت له بالمرصاد .. تدافع عن حرية الإنسان فى التعبد والإعتقاد كيفما يشاء ووقتما يشاء .. عندما علمت بخبر الإفراج عن العالم المسلم من أصول هندية .. الدكتور .ذاكر نايك . بعد نشر مقالتى السابقة فى بلدهم لم أسعد بهذا الخبر لأننى توقعت تلك المأساة التى يعيشها المسلمون المسالمين فى كل من الهند والصين بورما وباكستان وأفغانستان .. كل هذا يحدث والعالم الإسلامى فى صمت .. لم يتحدث أحد .. فقط علينا بالدعاء لله أن ينصر المستضعفين منهم على الظالمين .. فقط الدعاء هل وصل الجحود بنا إلى هذا الحد أين الإنسانية أين قانون الحياة .. أين الدول التى تنادى بالديمقراطية والحريات .. أليس من العار أن تدافع الدول الأجنبية عن المسلمين .. والدول الإسلامية غافلة وكأنها لا تعرف شئ .. اليس من العار أن تقف روسيا وبريطانيا ضد إنتهاك حرية المسلمين فى تلك البقاع وتدافع عنهم .. والمسلمين فى صمت .. إن ما أعرفه هو أن الإسلام دين السلام والعدل والمساواة والرحمة .. دين الحرية والعدالة .. دين ينص على حماية الحريات وحماية كل الأديان .. دين ينص على حماية الأرواح والممتلكات وحماية الأعراض .. دين يحرم الدم نعم يحرم الدم .. فلماذ يحدث هذا لمن يتبع هذا الدين مع وجود الكثير من المحاولات الفاشلة لإسقاطه ولكن والله إن للدين رب يحميه
أخيرا حافظوا على أبنائكم فهم ثروة قومية وعقولهم لا تقدر بثمن .. فهم القادم فى عالم غير مؤهل حتى يليق بهم
علموا أبنائكم أن السلام هو أبسط حقوق الإنسان .. علموهم حب الآخر والإيمان بحرية الآخر فى الإعتقاد والتعبد . علموهم كيف يحبون بعضهم البعض وكيف يحبون أوطانهم وكيف يحترمون معتقدات الأخرين .. علموهم أن الأرض ليست ملك لأحد وليست بحلقة يدور فيها الصراع فقط.. إنما يكثر فيها الخير وبإذن الله هو باقى حتى قيام الساعة

محمد شفيق مرعى
جمهورية مصر العربية



***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة