أصبح مصطلح وكلمة الإصلاح هو المطلب الرئيسي للشعوب العربية من محيطها حتى محيطها ، فهو الكفيل (الإصلاح) بإخراج الأمة العربية من حالة الفوضى السياسية وثورات شعوبها التي تمر بها منذ فترة مخلفة ملايين القتلى وملايين من النازحين والمهاجرين ولن تنته لسببين ١-عجز الحكومات والمنظومات الحاكمة العميلة الفاسدة عن تقديم حلول مناسبة مرضية لشعوبها لارتباطها بأجندات الخارج الذي أوصلهم إلى سدة الحكم والقيادة وهذا الخارج هو من يقاوم تطلعات الشعوب وتوقها للإصلاح وما الحكومات والحكام والجيوش العربية إلا أداة لها لمقاومة تلك التطلعات المشروعة.
٢-خلاف الشعوب وقادة حراكاتها على نوعية الإصلاح الذي يريدون..فهناك من يراه علمانياً وهناك من يراه إسلامياً وهناك من يراه ديمقراطياً قانونياً ولا زالوا في خلافاتهم....والأمور واضحة والطريق للإصلاح واحد بين فلا يحتاج لجهابذة..وعلماء ودراسات وبحوث...
وذلك يتم تحقيقه من خلال. فك الإرتباط بالخارج وأجنداته..الساعي لتحقيق مشاريع الهيمنة والإستيلاء على مقدرات وخيرات بلدانهم
(القانون وعدالة القانون وأن لا أحد فوق القانون وأن الأوطان ملك الجميع وليست لفئة دون فئة وتحقيق العدالة الإجتماعية والعيش بكرامة تحت سقف الوطن ممايجود بالخير به للشعوب من مقدراته وثرواته وتحييد الدين وإلغاء السلطات القمعية التي تحول دون حرية النقد والتعبير وعدم التخوين والسير باتجاه إلى تقدم هذه الأوطان وعزتها في زمن لا يعترف به العالم بالضعفاء والجاهلين.)
حالة الفوضى والإضطرابات السياسية التي تعيشها الأمة العربية والتي تمر بها منذ التسعينيات وتتردد خضاتها في كل الدول العربية وفي كل مكان تقريباً ومرآتها الواقع ووسائل التواصل الإجتماعي التي تملأ ذبذبات العالم الفضائي والإلكتروني وتهتف بها الشعوب العربية الغاضبة في المظاهرات التي تشهدها شوارع بعض العواصم العربية(العراق لبنان وسورية والسودان وقبلها مصر وتونس والجزائر) ويحلل فيها الباحثون والمثقفون السياسيون ويدورون الزاويا بتحليلاتهم التي تصب لصالح من يعطيهم أكثر من المال السياسي ولا يقول أي واحد منهم الحق أو حتى يريد الإقتراب منه.
وكل واحد يفهم الإصلاح حسب فهم جيبه وماله السياسي الخاص الممول له، متناسين مأساة شعوبهم ووصول هذه الشعوب إلى الكفر بأي شيء ولكل شيء عندما تصل الأمور إلى حد لقمة العيش وقوت أطفالها،فالمثقفون يريدون إصلاح الذهنية العربية لتكون أكثر تقبلاً لريح (الحداثة) ومطلبهم هو إشاعة مناخ يحتوي على (الديمقراطية) وحرية التعبير.
ولكن حتى مفهوم (الحداثة ) مختلف عليه وترفض الشعوب حداثة كحداثة الأميرين (محمد بن سلمان ومحمد بن زايد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي) والتي تسعى إلى تفريغ الشعوب العربية وإنسلاخها عن ربها ودينها وأخلاقها...فمفهوم الحداثة هو العمل على أخذ العلم وتكنولوجيا التقدم العلمي وانتاجها وتصنيعها والمساهمة في الحضارة العلمية العالمية بالاختراعات التي تفيد الأوطان والإنسانية وليس بالعمل على صهر الشعوب بملذات الشيطان ومايرضيه لسلخ الشعوب تماما عن أي شيء يجعلهم يفكرون فيه بتصرفات الحاكم السيء الصيت المستبد والظالم لشعبه والسارق لقوته. يجب تحديد مفهوم الحداثة من المثقفين المستنيرين الذين لا شبهة في قولهم الحق الذي يصب في مجرى خير الأمة العربية وشعوبها..وهم ممنوعون ومضطهدون ويقبع أكثرهم في سجون الطغمة الحاكمة.
أما مطالب الشعوب والمثقفون بإشاعة مناخ يحتوي على قدر أكبر من الديمقراطية وحرية التعبير فهذا يخضع لنظام الدولة العميقة في كل دولةونراه مفصلاً ضد أشخاص يريدون تقدم أوطانهم كما حصل مع الرئيس المصري المنقلب عليه ( المرحوم محمد مرسي)الذي خسر المصريون بانقلابهم عليه وموته خيراً كثيرا باعتراف من عدوه قبل صديقه. وبالتالي حتى حرية التعبير والديمقراطية مؤطرة وخاضعة حسب الدولة العميقة التي تتبع بأجنداتها لأمريكا والغرب.
كثير من السياسيين يرون في دعوى الإصلاح وسيلة تجميل جديدة يجملون بها أنظمتهم العتيقة، دون أن يغيروا شيئاً في مضمونها بينما الجماهير ترى في الإصلاح طريقاً ووسيلة لنيل حقوق الإنسان العربية المستباحة، والعيش بدرجة ولو بالحد الأدنى من الكرامة لتلك الشعوب، كما حصل ويحصل في سويداء الكرامة التي تنطع أحد أركان النظام(العلماني) متهماً أهل السويداء بالخيانة والعمالة لصالح أمريكا وخيانة (سيدنا الحسين عليه السلام) ردا على مطالبهم (بدنا نعيش) فنفى عن نفسه صفة العلمانية والوطنية وأقول له حتى لو أصبح الشعب السوري كله شيعة ومن أتباع سيدنا الحسين عليه السلام لن يكون حاله أفضل من حال الشعب الإيراني الذي يرزح تحت خط الفقر ويقمع ليلاً ونهار بل ويقتل في الشوارع والساحات والسبب ليس في مباديء حفيد رسول الله صلى الله الله عليه وسلم بل فيمن يحكمون باسمه ويدعون محبته بينما هم فاسدون يسرقون لقمة شعوبهم ويقمعونها باسم الحسين والحسين منهم ومن أمثالهم براء وما العراق ولبنان إلا دليلاً ساطعاً على خسة ودناءة وحقارة وطائفية وعنصرية من حكم باسم علي والحسين عليهما السلام ورضي الله عنهما وأرضاهما وحال الشعب العراقي وفقره وجوعه وحرمانه وقهره جعله يفضل حكم المرحوم صدام على حكم من يحكمون باسم علي والحسين الذين هدروا كرامات الناس وجوعوها بل وقتلوهم فكفى بهؤلاء الحكام هرطقة ونفاق.
الإصلاح إذن مصطلح ليس مثيراً للجدل فقط ولكن للمراوغة أيضاً وفيه اشتباك بين من معه ومن هو ضده باسم رموز دينية وشعارات براقة كاذبة كالممانعة والمقاومةو هذه الرغبات المتناقضة والمفاهيم المتعارضة تضعنا دائماً الجميع على فوهة بركان سيدمرنا جميعاً شعوباً وحكام، فعلى الرغم من الأهمية القصوى للإصلاح السياسي في أنظمة الأمة العربية فإن أول خطوة إلى ذلك الهدف يتم عبر الإصلاح الإجتماعي وفي الصميم منه إصلاح التعليم ونبذ المفاهيم المتوارثة في عقلية الشعوب عن بعضها البعض وتحييد الدين والعمل سوية على الوصول للخير من خلال المشاركة سوية في الجهود وتضافرها لنيل هذا الخير فاللقمة تكفي لاثنين وبالبركة تكفي لأربعة وبيت الديق(الوطن) يتسع للشعب ولألف ألف صديق.
بعيداً عن التسلط والفساد وحب الرياسة والطمع وهذه أمراض من يحكم الشعوب العربية جميعها وتتخذ الدين ومحمد ص والحسين وعلي والقومية والوطنية والطائفية وحجة حمايتها للأقليات ذرائع لبقائها في الحكم متسلطة على رقاب حتى طوائفهم وأهل ملتهم ويكون ضرره لهم وللأقليات أكثر فداحة من غيرهم وذلك لاستخدامهم كواجهة وذريعة بينما هم في الحقيقة المحرقة والوقود التي تبقي هذه الأنظمة وتطيل من عمرها ومن عمر مأساتها.
وحتى لا تقع الشعوب ضحية شعارات مزيفة كمكافحة الفساد والإصلاح وتقع ضحية هذه المناورات ومحترفيها عليها التسلح بالوعي والتوجه والمضي نحو ما يحقق لها كرامتها وعيشها الآمن الرغيد وأن تؤسس الأمور على لبنات قوية وأساس صحيح وقناعات منطقية جديدة لما يضمن لها استمرارية الأمن والعيش برغد وكرامة لها ولأجيالها القادمة ودمتم في إصلاح لعقولكم وخروج من ظلمات الغي إلى نور الحقيقة والمنطق والرشد.
بقلمي.أ.أيمن ايمن حسين السعيد الجمهورية العربية السورية..٢٠/٢٠/٢٠٢٠أريحا.. محافظة ادلب
***********************
***********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق