الجمعة، 27 مارس 2020

فى ظلال الهدى النبوى ومع فضل الصلاة على النبي


بقلم / محمــــد الدكــرورى

الصلاة على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فضلا عن كونها امتثالاً لأمر الله بها فهي أيضاً مرغب فيها لما لها من الفضل والخير، والمحروم ، بل والبخيل من سمع ذكر اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليه، لقوله صلى الله عليه وسلم:  " البخيل من ذكرت عنده ثم لم يصلى على " رواه أحمد

وإن من أعظم النعم التي تفضل الله عز وجل بها علينا أن جعلنا من أمة الإسلام، ومن أمة هذه الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام، فالحديث عنه حديث كل مناسبة، فهو البشير النذير، والسراج المنير، والرؤوف الرحيم، بأمته، العطوف بهم، الحريص عليهم.

ويقول الله عز وجل فى كتابه الكريم ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّون َعَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) وصلاة الله ثناؤه عليه صلى الله عليه وسلم عند الملائكة ،وصلاة الملائكة له صلى الله عليه وسلم هو الدعاء .

والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلي عليه ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم ، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً .

وإذا كان مولانا سبحانه وتعالى في عظمته وكبريائه، وملائكته في أرضه وسمائه يصلون على النبي الأمي إجلالاً لقدره، وتعظيماً لشأنه، وإظهاراً لفضله، وإشارة إلى قربه من ربه، فما أحرانا نحن المؤمنين أن نكثر من الصلاة والسلام عليه امتثالاً لأمر الله تعالى، وقضاء لبعض حقه ، فقد أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، وهدانا به إلى الصراط المستقيم، وجعلنا به من خير الأمم، وفضلنا به على سائر الناس أجمعين، وكتب لنا به الرحمة التي وسعت كل شيء .

والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تجارة رابحة لتجار الحسنات فأين الراغبون في ربح تلك التجارة ، فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:  " فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا " رواه مسلم .


فيالها من تجارة رابحة فبكل صلاة منك على الحبيب المصطفى  صلى الله عليه وسلم  تحصل على عشر صلوات من قيوم السموات والأرض ، فعلى كل من أراد أن يكون أولى الناس برسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، يوم القيامة فليكثر من الصلاة والسلام عليه ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً " رواه الترمذى .

فأكثروا من الصلاة والسلام على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم المختار يفتح الله عليكم أبواب رحمته، واعلموا أن الصلاة عليه تشرح الصدور، وتزيل الهموم، وترفع مقام العبد، فيسمو بها إلى الدرجات العلى والمنازل الشريفة، وقد جاءت الأحاديث مستفيضة في هذا، توضح فضل الصلاة على النبي ، وتبين مكانة المكثر من الصلاة عليه .

والحديث عنه صلى الله عليه وسلم ، مفتاح القلوب وبهجة النفوس، إن أسعد الناس من يوفق في عبادته لله بالصلاة على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، فإنها من أجل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى مولاه، وينال بها مناه في الدنيا والآخرة.

وإن أولى الناس بشفاعة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأحقهم بتقديره، وأخصهم بعنايته يوم القيامة أكثرهم صلاة عليه ، وأن يعملوا بشريعته، ويتمسكوا بسنته، وأن يكثروا من الصلاة والسلام عليه دائماً أبداً ، ويقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه: الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أمحق للخطايا من الماء للنار، والسلام على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، أفضل من عتق الرقاب، وحب رسول الله أفضل من مهج الأنفس .

فكل من يرجو شفاعة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، في يوم يجعل الولدان شيباً نقول له ها هو قد قدم لك طريق ذلك بقوله: ( مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه البخاري .

وإن مجلساً لا يُصلى فيه على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يكون على أصحابه حسرة وندامة يوم القيامة  فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ " رواه الترمذي .

وعن أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يوماً طيب النفس، يُرى في وجهه البشر، قالوا: يا رسول الله، أصبحت اليوم طيب النفس يُرى في وجهك البشر، قال: " أجل، أتاني آت من ربي عز وجل، فقال من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بهاً عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات " رواه أحمد .

وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا ذهب ربع الليل قام فقال: " يا أيها الناس اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه "، قال أبي بن كعب: فقلت: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: " ما شئت "

قال: قلت: الربع؟ قال: " ما شئت، وإن زدت فهو خير " ، قلت: النصف؟ قال: " ما شئت، وإن زدت فهو خير "، قال: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: " إذن تكفى همك، ويغفر لك ذنبك " رواه الترمذي .

والسعيد من وفق للإكثار من الصلاة والسلام على النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام، فعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ويقول: " من صلى علي صلاة لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلى علي: فليقل عبد من ذلك أو ليكثر " رواه أحمد .

والمكثر من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب البرهان الساطع والدليل القاطع على محبته لرسول الله ، والحبيب يبشره بأنه مع من أحب، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قوماً، ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله : " المرء مع من أحب " رواه البخارى ومسلم .

ومن نسي الصلاة على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم،  فقد خسر وباء بالذلة والهوان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله : " رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل رمضان، ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة " . رواه الترمذى .

***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة