بقلم / ملكة محمد أكجيل
كلما رأيت تواصل الحداد على إنسان رحل خاوي الوفاض حتى من نبض قلبه إنتابتني فكرة الخطيئة الأولى حيث زلت البشرية و تدحرجت في منحدر السقوط لترحل محبطة و إكراها ؛ ففي كل شعور بالإحباط ترجو الغفران كأن الآثام ترابض بولادة كل مواود جديد .
لانفقه من أخطاءنا إلا طلب الغفران .. أي جنة تبتغي جريمة العصيان التي تتوج مسارنا و جسدا يخفي فكرا متعفن الملامح ؟
ففي الجنة الحور و الغلمان و نهر سلسبيل لم يلوثه إنسان .
إنسان فقد مؤهلات الخلافة في الأرض و أضحت عورته على مرأى نسله لايخجل من سواد جبينه في مرآة الحقيقة .
بين الفسق و الفجر يغتنم فرصة المتعة خلسة و على باب المصالح ينحني تحث ثقل الكذب و النفاق ، و ليساير عصره يدين بملة المادة و بصلي على كرامته صلاة الغائب
هو المواطن الورع و التقي الذي يضع الإحترام كحذاء بكعب عالي يدغدغ خطواته بإستهتار في شارع الجهل .
يتوخى الحذر من شرطة الضمير التي باتت كافرة منذ أمد بعيد و أنهكتها كؤوس نبيذ التغابي و الإستهتار .
يخاف من الإملاق و هو لايملك غده و برتعش نهما للإمتلاك و هو عبد كسيح يعرف أن الخلود لعنه و طرده من نعيمه .
يصطنع كل شيء إلا الحقيقة لم يستطع ترويضها بألوانه الحربائية .
سجن الجسد لم يقتل إنسانيته ولم يحرره من تلك المطرقة التي تصدع فكره و تردد على مسامع جشعه كلمة "أنا"
ألأنا .. تلك الذات المتسخة بفيروسات متراكمة من سوء تدبير حواسه ؛ أورثه ترسبات قشور الدين و ثمالة المستنقعات الإجتماعية و عوز المحيط الوجداني .
نسيج من الفساد الروحي و العاطفي حيث يختبر وجدانه كل أنواع الفساد الذي تترجمه مواقفه الضحلة فلا هو يعترف بشره فيعلن تبعيته للشيطان و لاهو يستقيم و يعلن توبته .
يعيش شرا ينخر في هويته و يرجو الموت على أبواب الجنة ليفتحها بصك الغفران الذي يظن حصل عليه بنفاقه ...ماأقسى غروبك أيها الإنسان الشيطان .
***********************
***********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق