السبت، 21 مارس 2020

بين العبادة...والعادة | بقلم | الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن| عزف الأقلام

بسم الله الرحمن الرحيم
بين
{{بين العبادة...والعادة }}
بين العبادة والعادة ...عندما أعلن الإفتاء قولته :- صلوا في رحالكم أو بيوتكم وأغلقت أبواب المساجد لعدم تزاحم الصفوف خوفا من العدوى والوباء بين المصلين وجاءت الجمعة الحزينة الأولى من أعمارنا في 20/3/2020 دون نداء ولا إقامة ولا خطبة ولا صلاة ولا دعاء ولا ملائكته...وخلت المساجد من أهلها الذاكرين والذاكرات... وقد أثبت القرآن الكريم فريضة الجمعة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}9الجمعة....
وتجرأ بعض المؤذنين على عدم رفع الأذان تكاسلا وتقاعسا لعدم وجود الرقيب، وكأنهم لم يمروا بحديثه صلى الله عليه وسلم :- {ما من ثلاثةٍ فى قريةٍ ولا بدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصَّلاةُ إلَّا قدِ استحوذَ عليْهمُ الشَّيطانُ. فعليْكَ بالجماعةِ فإنَّما يأْكلُ الذِّئبُ القاصيةَ} ومعنى أستحوذ غلب عليهم الشيطان، واستولى عليهم، حتى تركوا أوامر الله والعمل بطاعته،
والذي يظهر أن الناس هم الناس لا تغيرهم العادة ولم تحركهم العبادة ولم يحسبوا للوباء حساب، ويوم الجمعة والسورة هي سورة الجمعة...
قال الله تعالى :-
{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً ......
أَوْ لَهْوًا..........
انفَضُّوا إِلَيْهَا .......
وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ۚ
قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}الجمعة11)
وكان التاريخ يعيد نفسه مرة ومرات فعندما أعلن حضر التجول خلال ساعات نزل الناس دون هوادة وأخذوا الأخضر واليابس وتركوا السوق قاعا صفصفا ومشاحنات ومسبات وضرب وشتم حتى حال الأمن والشرطة دون وقوع مالا يحمد عقباه...مع أن الناس هم ذاتهم واليوم هو يوم الجمعة قد مر دون أن ترى أسف أو ندم أكلوا غداءهم وقاموا إلى سوقهم دون حرج...وعمت الفوضى فالذي يحتاج لرغيف خبز أخذ خمسين رغيفا ،والذي يحتاج خضروات أخذ بالأرطال، لا خوف من كورونا ولا غيرها يخزنون الطعام والحديث يطول...
ويذكرني ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة فقدمت قافلة من بلاد الشام فيها من الخيرات الشيء الكثير فعن جابر رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائماً يوم الجمعة، فجاءت عيرٌ من الشام، فانفتل الناس إليها، حتى لم يبقَ إلا اثنا عشر رجلاً، فنزلت هذه الآية من سورة الجمعة: {وَإذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}رواه الإمامان البخاري ومسلم,,,
إذن لا تستهين بعبادتك وإيمانك من جوعة بطنك وأنت تعرفك أنك هالك، وأنت تأكل نصيب غيرك أو تأخذه وتدخر ويفسد عليك وتحرمه منه وأنت السبب، خذ حاجتك وكفى وأترك الباقي للمحتاجين، وقد قال الشيخ الشعراوي إذا رأيت فقراء في المجتمع فأعلم أن هنالك لصوص قد سرقوا حقوقهم...
فاين نحن ممن يؤثرون على أنفسهم، وأين نحن مما ذكرته السيدة عائشة أم المؤمنين قالت كنا يمر بنا الهلال والهلال والهلال ما نوقد بنار لطعام، إلا أنه التمر والماء، إلا أنه حولنا أهل دور من الأنصار فيبعثون بغزيرة الشاء إلى النبي" وكان صلى الله عليه وسلم وأصحابه يضعون الحجر والحجران على بطن أحدهم من الجوع ونحن نتقلب من نعمة وأخرى... فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : لقد رأيتُنا وما لنا ثِياب إلا البُرُد المُتفتِّقة، وإنّه ليأتي على أحدنا الأيّامُ ما يجد طعامًا يقيم به صُلبَه، حتى أنّ أحدّنا ليأخذ الحجر فيشدُّ به على أخمصِ بطنِه ثم يشدُّه بثوبه ليقيم صُلبه"
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن
 

***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة