بسم الله الرحمن الرحيم
من هدي النبوة
{{... والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق، فليدع كل رجل منكم بما يعلم...}}
أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تربية، ونبراس، وأخلاق، وصدق، ومعرفة وثقافة، وفقه، وقصة حياة، وسبيل رشاد، كل هذا ويزيد إلى مالا نهاية...
هنالك قصة نفذت فيها الوسائل وضاقت على أهلها الأسباب حتى ظنوا أن لا مخرج منها إلا بالعودة الى الله وبما قدموا من صحيح الأعمال وصدق الكلام في سالف الأيام،
قال تعالى:-{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ}143البقرة
قصة في حديث نبوي هي درس وعبرة لمن اعتبر، وقد قيل "السعيد من اتعظ بغيره، والشقي من اتعظ بنفسه" إذن لا تنتظر الوقت، ولا تسوف بادر حتى لا يقع الفأس بالراس...
ونظرا لطول الحديث نأخذ جزئية منه، ففي الحديث :-
{... بيْنَما ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَشَّوْنَ أَخَذَهُمُ المَطَرُ،،،،،،
فأوَوْا إلى غَارٍ في جَبَلٍ،،،،
فَانْحَطَّتْ علَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ،،،،
فَانْطَبَقَتْ عليهم،،،،
فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:-
انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ،،،،،
فَادْعُوا اللَّهَ تَعَالَى بِهَا،،،،،
لَعَلَّ اللَّهَ يَفْرُجُهَا عَنْكُمْ،،،،
فَقالَ أَحَدُهُمْ:-
اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي وَالِدَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ،،،،
وَامْرَأَتِي،،،،
وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ أَرْعَى عليهم،،،،
فَإِذَا أَرَحْتُ عليهم،،،،
حَلَبْتُ،،،،
فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ،،،،
فَسَقَيْتُهُما قَبْلَ بَنِيَّ،،،،
وَأنَّهُ نَأَى بِي ذَاتَ يَومٍ الشَّجَرُ،،،،
فَلَمْ آتِ حتَّى أَمْسَيْتُ،،،،
فَوَجَدْتُهُما قدْ نَامَا،،،،
فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أَحْلُبُ،،،،
فَجِئْتُ بالحِلَابِ،،،
فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُما مِن نَوْمِهِمَا،،،
وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ قَبْلَهُمَا،،،،
وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ،،،،
فَلَمْ يَزَلْ ذلكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمْ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ،،،،
فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا منها فُرْجَةً، نَرَى منها السَّمَاءَ،،،
فَفَرَجَ اللَّهُ منها فُرْجَةً، فَرَأَوْا منها السَّمَاءَ...}}
هذه هي اللوحة الناطقة بكل تفاصيلها وترتيبها ووضوحها لا تحتاج إلى بيان بعد بيان صاحب الفصاحة والحكمة عليه الصلاة والسلام، كلمات كأنها بنيان مرصوص، لا تستطيع أن تنقب فيها نقب،
قصة جميلة ومسلسلة تخص الأبناء بالذات، والعمل الوارد فيها ليس سهلا فهو ممتنع إلا من رحم الله ودائما الكلام له هدف وفكرة ومحور يدور حوله كي يستفيد منه السامع والقارئ، وهو حنان الأبناء بالآباء والامهات ...
الحديث يبين ظروف استثنائية طارئة مفاجئة كالظروف التي تمر بها الكرة الأرضية من فيروسات تغزو البشرية بحيث تفشي في كافة أقطار العالم...
الحديث سرد حادثة واقعية وليست من نسج الخيال وليس من باب التسلية، لأن المتحدث النبي صلى الله عليه وسلم وهو قاصدا إفادتنا وتربيتنا، فجاءت من باب التحفيز والاستعداد وأخذ الحيطة والحذر وعمل المطلوب منك ثم التوكل على الله الهادي سواء السبيل،
الحديث {... احفظِ اللهَ يحفظْك ، احفظِ اللهَ تجدْه أمامَك ، تعرَّفْ إلى اللهِ في الرخاءِ يعرفُك في الشدَّةِ ، إذا سألتَ فاسْألِ اللهَ ، وإذا استعنتَ فاسْتعنْ باللهِ...}هؤلاء النفر الثلاثة كانوا يتمشون في يوم ماطر، وكلنا يعرف مخاطر الانجرافات، والانهيارات، والسيول، والغرق خاصة مثل هؤلاء الذين يدل حالهم أنهم في منطقة جبلية وعرة وذات حجارة، وأن المطر شديد ومن شدته يقتلع ما في طريقه، وأضعف ما فيه الإنسان والحيوان والنبات،
إذن من حق السلطات والجهات المعنية تحذير الناس ومنعهم في مثل هذه الظروف الطارئة خوفا على حياتهم ومكتسباتهم في كل ما فيه ضرر...
ويستفاد من الحديث أن الإنسان في ظروف مفاجئة وضيقة ومحرجة يلتمس فيها سبل السلامة، فهؤلاء النفر بادروا فورا ولجأوا إلى الكهف لأنه موضع أمان ،أما ما سيحصل بعد فهذا في تقدير الرحمن من أجل الاختبار،
لنتابع معا مع النفر الثلاث وقد لجأوا للكهف في الجبل وهو سبيلهم الوحيد للنجاة، كطرق الوسائل الوقائية التي تحصل الآن مع كارثة كورونا الزمهم الفيروس بيوتهم سواء عن طريق الحظر أو خوفا من الوباء، والأولى الالتزام بالتعليمات الوقائية...
هؤلاء النفر لا نعرف مدة مكوثهم داخل الكهف، إلا أن يظهر من خلال تصرفاتهم أن الظروف الجوية قد طالت ولا أحد يعلم بهم وانقطعت بهم السبل، والذي زاد الطين بلة أنه بسبب الانجرافات القوية تدحرج حجرا كبيرا أغلق عليهم باب الكهف، فأصبحت المصيبة أعظم وأشد...وإلى لقاء آخر بمشيئة الله
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن
من هدي النبوة
{{... والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق، فليدع كل رجل منكم بما يعلم...}}
أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تربية، ونبراس، وأخلاق، وصدق، ومعرفة وثقافة، وفقه، وقصة حياة، وسبيل رشاد، كل هذا ويزيد إلى مالا نهاية...
هنالك قصة نفذت فيها الوسائل وضاقت على أهلها الأسباب حتى ظنوا أن لا مخرج منها إلا بالعودة الى الله وبما قدموا من صحيح الأعمال وصدق الكلام في سالف الأيام،
قال تعالى:-{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ}143البقرة
قصة في حديث نبوي هي درس وعبرة لمن اعتبر، وقد قيل "السعيد من اتعظ بغيره، والشقي من اتعظ بنفسه" إذن لا تنتظر الوقت، ولا تسوف بادر حتى لا يقع الفأس بالراس...
ونظرا لطول الحديث نأخذ جزئية منه، ففي الحديث :-
{... بيْنَما ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَشَّوْنَ أَخَذَهُمُ المَطَرُ،،،،،،
فأوَوْا إلى غَارٍ في جَبَلٍ،،،،
فَانْحَطَّتْ علَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ،،،،
فَانْطَبَقَتْ عليهم،،،،
فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:-
انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ،،،،،
فَادْعُوا اللَّهَ تَعَالَى بِهَا،،،،،
لَعَلَّ اللَّهَ يَفْرُجُهَا عَنْكُمْ،،،،
فَقالَ أَحَدُهُمْ:-
اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي وَالِدَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ،،،،
وَامْرَأَتِي،،،،
وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ أَرْعَى عليهم،،،،
فَإِذَا أَرَحْتُ عليهم،،،،
حَلَبْتُ،،،،
فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ،،،،
فَسَقَيْتُهُما قَبْلَ بَنِيَّ،،،،
وَأنَّهُ نَأَى بِي ذَاتَ يَومٍ الشَّجَرُ،،،،
فَلَمْ آتِ حتَّى أَمْسَيْتُ،،،،
فَوَجَدْتُهُما قدْ نَامَا،،،،
فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أَحْلُبُ،،،،
فَجِئْتُ بالحِلَابِ،،،
فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُما مِن نَوْمِهِمَا،،،
وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ قَبْلَهُمَا،،،،
وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ،،،،
فَلَمْ يَزَلْ ذلكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمْ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ،،،،
فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا منها فُرْجَةً، نَرَى منها السَّمَاءَ،،،
فَفَرَجَ اللَّهُ منها فُرْجَةً، فَرَأَوْا منها السَّمَاءَ...}}
هذه هي اللوحة الناطقة بكل تفاصيلها وترتيبها ووضوحها لا تحتاج إلى بيان بعد بيان صاحب الفصاحة والحكمة عليه الصلاة والسلام، كلمات كأنها بنيان مرصوص، لا تستطيع أن تنقب فيها نقب،
قصة جميلة ومسلسلة تخص الأبناء بالذات، والعمل الوارد فيها ليس سهلا فهو ممتنع إلا من رحم الله ودائما الكلام له هدف وفكرة ومحور يدور حوله كي يستفيد منه السامع والقارئ، وهو حنان الأبناء بالآباء والامهات ...
الحديث يبين ظروف استثنائية طارئة مفاجئة كالظروف التي تمر بها الكرة الأرضية من فيروسات تغزو البشرية بحيث تفشي في كافة أقطار العالم...
الحديث سرد حادثة واقعية وليست من نسج الخيال وليس من باب التسلية، لأن المتحدث النبي صلى الله عليه وسلم وهو قاصدا إفادتنا وتربيتنا، فجاءت من باب التحفيز والاستعداد وأخذ الحيطة والحذر وعمل المطلوب منك ثم التوكل على الله الهادي سواء السبيل،
الحديث {... احفظِ اللهَ يحفظْك ، احفظِ اللهَ تجدْه أمامَك ، تعرَّفْ إلى اللهِ في الرخاءِ يعرفُك في الشدَّةِ ، إذا سألتَ فاسْألِ اللهَ ، وإذا استعنتَ فاسْتعنْ باللهِ...}هؤلاء النفر الثلاثة كانوا يتمشون في يوم ماطر، وكلنا يعرف مخاطر الانجرافات، والانهيارات، والسيول، والغرق خاصة مثل هؤلاء الذين يدل حالهم أنهم في منطقة جبلية وعرة وذات حجارة، وأن المطر شديد ومن شدته يقتلع ما في طريقه، وأضعف ما فيه الإنسان والحيوان والنبات،
إذن من حق السلطات والجهات المعنية تحذير الناس ومنعهم في مثل هذه الظروف الطارئة خوفا على حياتهم ومكتسباتهم في كل ما فيه ضرر...
ويستفاد من الحديث أن الإنسان في ظروف مفاجئة وضيقة ومحرجة يلتمس فيها سبل السلامة، فهؤلاء النفر بادروا فورا ولجأوا إلى الكهف لأنه موضع أمان ،أما ما سيحصل بعد فهذا في تقدير الرحمن من أجل الاختبار،
لنتابع معا مع النفر الثلاث وقد لجأوا للكهف في الجبل وهو سبيلهم الوحيد للنجاة، كطرق الوسائل الوقائية التي تحصل الآن مع كارثة كورونا الزمهم الفيروس بيوتهم سواء عن طريق الحظر أو خوفا من الوباء، والأولى الالتزام بالتعليمات الوقائية...
هؤلاء النفر لا نعرف مدة مكوثهم داخل الكهف، إلا أن يظهر من خلال تصرفاتهم أن الظروف الجوية قد طالت ولا أحد يعلم بهم وانقطعت بهم السبل، والذي زاد الطين بلة أنه بسبب الانجرافات القوية تدحرج حجرا كبيرا أغلق عليهم باب الكهف، فأصبحت المصيبة أعظم وأشد...وإلى لقاء آخر بمشيئة الله
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن
***********************
***********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق