مصر هاني صبرى
احتفالا بذكرى تحرير سيناء قال الرئيس عبد الفتاح السيسى انه في مثل ھذا الیوم، استعادت مصر كامل ترابھا الوطني، وما كان ھذا لیحدث إلا بمعركة نضال وكفاح طویل خاضته مصر على كل الجبھات لتحریر سیناء.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى تحیة خالدة في ھذا الیوم المجید إلى شھدائنا الأبرار من أبناء ھذا الشعب الأصیل،كما وجه تحیة لرجال القوات المسلحة الذین خاضوا أشرف المعارك،كما قدم تحیة لبراعة المفاوض المصري، وكل من شارك في صناعة ھذه الملحمة التاریخیة مضيفا عاشت مصر وطنا كریما عزیزا، نبذل من أجله كل غال ونفیس.
وقامت الهيئه العامه للاستعلامات التابعه لرئاسة الجمهوريه باصدار بيان قالت فيه ان الأيام تتوالي والسنون تمر ويأتى اليوم الأغر الذى نتذكر فيه نضال الأبطال وكفاح الشعب ودماء الشهداء الطاهرة، حيث يحتفل المصريون يوم 25 ابريل 2020 بالذكرى الــ 38 لعيد تحرير سيناء، التى توافق ذكرى 25 أبريل 1982، وهو اليوم الذى رُفع فيه العلم المصرى على أرض الفيروز بعد استكمال تحرير سيناء بشكل كامل. الذكري التي جسدت بطولات استعادتها تارة بالحرب وبالتفاوض تارة أخرى ، ملحمة وطنية رائعة، ومصدر فخر للأمة المصرية ، وعلامة فارقة في التاريخ المصري تتعلم منه الأجيال.
وتعد سيناء معبر الأنبياء على طورها وفي واديها المقدس كلم الله عز وجل نبيه موسى عليه السلام وتلقى الألواح وتشرفت أرضها باِستقبال العائلة المقدسة بحثاً عن الأمان في أرض الكنانة وبطورها أقسم رب العالمين جل وعلا فقال "والتين والزيتون وطور سينين" فظل اسمها مذكورا في القرآن الكريم يُتلى ويُتَعَبَّدُ به إلى نهاية الدهر .
وتعكس ذكرى تحرير سيناء مجموعة من المعاني والدروس المستفادة للاجيال القادمة نتناول بعضها في السطور التالية:
الدرس الاول : الانتماء والوحدة الوطنية
تاريخيا ، تعددت المحاولات للاعتداء علي مصر من خلال سيناء بوابتها الشرقية ، فما كان نصيب هذه المحاولات سوى إلحاق الهزيمة بمن قام بها .
وشهد شهر يوليو 1967 احتلال سيناء أرض القمر والفيروز هذا الجزء الاستراتيجي من الأراضي المصرية ، همزة الوصل التي تضيف إلى مصر الإفريقية الانتماء الاسيوي .
وحملت هذه النكسة للشعب المصري آلاماً ، وزادت في نفوس المصريين الإصرار والعزيمة لاستعادة الأرض؛ فبدأت حرب الاستنزاف التي شهدت عمليات عسكرية واستخباراتية باسلة استنزفت قوى العدو ومهدت الطريق لنصر أكتوبر العظيم.
وتمثل مسيرة استعادة سيناء بالحرب ثم بالتفاوض ملحمة وطنية رائعة ومصدر فخر للأمة المصرية التي ضربت مثالا في الإصرار على الثأر للكرامة الوطنية والانتماء الوطني والتمسك بالحفاظ على التراب الوطني .
وستظل هذه الملحمة علامة مضيئة تنهل منها الأجيال القادمة معاني الانتماء الوطني وصيانة أرض الوطن وبلورة معاني الوحدة الوطنية فعلى أرض سيناء الطاهرة اختلطت دماء مسلمي ومسيحيي مصر لتحرر كل شبر من هذه الأرض .
الدرس الثاني : السلام خيار مصر الدائم
وبرهنت معركة استرداد سيناء ومن بعدها استعادة طابا مثلا لتكامل قدرات القوة المصرية العسكرية والدبلوماسية والقانونية فلا حق دون أن تصونه قوة ولا قوة دون أن يوجهها عقل راجح قادر على تحديد وتوظيف أدوات الدولة وعناصر قوتها للحفاظ على أمنها القومي واستعادة حقوقها المسلوبة كاملة غير منقوصة دون تفريط في حبة رمل واحدة .
و علي نفس مستوي اخلاص مصر في الحرب تبنت خيار السلام لكن سلام المنتصرين ، وجنحت للسلم مصداقا لقوله تعالى في سورة الانفال الاية رقم (61 ) "وإن جنحوا للسلم ، فاجنح لها وتوكل على الله، إنه هو السميع العليم" وأخلصت للسلام التزاماً ووفاء بما تعاهدت عليه ، التزام مكلل بالعزة والكرامة ، سلام مبني على القوة سلام له درع قوية تحميه متمثلة في جيش مصر العظيم .
الدرس الثالث : تحرير سيناء انطلاقة ثانية وتأمين بالتعمير
تمثل سيناء 6% من مساحة مصر ولا يقطنها سوى عدد قليل من السكان يتجاوز بقليل نصف المليون نسمة، وتعمل القيادة المصرية الحالية علي الوفاء لمن جادوا بأرواحهم ودمائهم جزءا مما قدموه من أجل تحرير هذه القطعة الاستراتيجية من الوطن وأن تبرهن على أن ما بذلوه لم يذهب سدى وإنما سيمكث في أرض سيناء المباركة حضارةً ونمواً وعمراناً .
وتعد تنمية سيناء أكبر ضامن لحماية حدود مصر الشرقية، وطوق النجاة للاقتصاد القومى، مما يجعل من تنميتها ضرورة استراتيجية، و أدركت الدولة المصرية أنه لا تنمية بلا أمن ولا أمن بلا تنمية لذا كان القرار أن تتزامن المواجهة الأمنية مع جهود تحقيق التنمية بمفهومها الشامل فى كل ربوع الوطن،
وتمثل شبه جزيرة سيناء العمق الاستراتيجي لمصر شرقاً، وأوضح الرئيس السيسى أن عملية التنمية الشاملة في سيناء بدأت بالفعل منذ عام 2014 ومستمرة حتى عام 2022.
الدرس الرابع : استلهام القدوة من رجال تحرير سيناء
بعض الأيام تكتسب إحساساً خاصاً ومشاعر مختلفة تتجاوز حدود الزمن، والأحداث، والأشخاص، وهذه الأيام تبقى راسخة فى الأذهان لانها قدمت القدوة ومن هذه الأيام فى ذكري تحرير سيناء حيث خلال مرحلة التحرير التي امتدت من عام 1976 حتى 1982 شارك في الحروب جنود وقيادات عسكرية بواسل وشارك في التفاوض رجال قانون وسياسيين واقتصاديين ودبلوماسيين ، كان هؤلاء ويظلون قدوة للشباب المصري يتعلم منهم التضحية والتصميم علي تحرير الارض واستعادتها بكل الوسائل .
وتبعث هذه القدوة روح الهمة والإيمان فى النفوس، والأهم من ذلك ترسيخ هذه المعانى كلها فى عقل وقلب النشء المصرى حتى يتربى على حقيقة الانتصار فإذا ما شبوا وجاء دورهم فى حمل الراية أقدموا وهم واعون ومدركون تماماً لقيمة ما قدمه أسلافهم من قبل.
الدرس الخامس : التنمية الاقتصادية الشاملة تبدأ من سيناء
وتشهد سيناء حاليا صحوة تنموية واسعة لم تشهدها من قبل سوى في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وتهدف هذه الصحوة إلى تحسين الظروف المعيشية للمواطنين بمحافظتيْ شمال سيناء وجنوب سيناء بشكل خاص من خلال استغلال كافه الموارد المتاحة، ووضع سيناء في مصاف المناطق الجاذبة للاستثمار، بما ينعكس على القضاء على الارهاب الفكري كنتيجة حتمية للبناء والتعمير،
وتشارك في عمليات التنمية كل أجهزة الدولة وفى مقدمتها القوات المسلحة المصرية وهذه التنمية لها نتائج هامة هي :
• استغلال الأيدي العاملة وتوفير فرص عمل للشباب.
• تطوير الموارد المائية فالماء هو أساس الحياة والتنمية وتطوير البنية التحتية .
• الاستصلاح الزراعي الشامل لسيناء و الاستزراع السمكي بسيناء.
• الاسكان الاجتماعي بسيناء ومشروعات التعليم .
• دعم المرأة السيناوية والتوعية الثقافية بقيمة سيناء الحبيبية.
• التنمية السياحية الشاملة لاجمل مناطق العالم .
ويجب ان نعى تلك الدروس جيدا ونجعلها نبراسا لنا ، تنير لنا الطريق وتجعل هذه الذكرى نقطة انطلاق دائمة نحو البناء والتعمير والتمسك بكل حبة رمل فى أراضينا ، وان نضع نصب أعيننا ان هذا العيد لم يكن عيدا الا بدماء الشهداء ، وتضحيات الأجداد والأباء ، وكفاح أمة ، وان نجعل من استراتجية الرئيس عبد الفتاح السيسى لتعمير سيناء عنوانا لآمالنا وطموحاتنا نحو مستقبل مشرق لنا وللأجيال القادمة .
***********************
***********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق