بقلم /أيمن بحر
مما لاشك فيه أن السلوك الانسانى يعد أهم قيمة شخصية للانسان فى هذه الحياة على الاطلاق والهوية الأساسية والأصيلة له التى تصب فيها هوياته المختلفه كلها هذا السلوك الذى يعد مناط التقييم له سواء فى الدراسة أو فى العمل أو فى السفر أو حتى فى الارتباط والزواج حيث يعتبر حجر الزاوية أو الأساس لنجاح هذا الانسان وترقيته وتدرجه فى المراتب والمناصب المتعددة حسب قدراته وامكانياته أو والعياذ بالله معاتبته ومعافبته وتأنيبه وتوبيخه وربما فصله والتخلص منه نهائيا بل قد يتطور الأمر الى احالته الى التحقيق ومساءلته جنائيا فانه الأداء وتقييم الأداء ياساده الذى يعد أيضا البوابة الرئيسية للتقييم الالهى للانسان كذلك وتأشيرة العبور واذن الدخول الى الجنة أو النار والعياذ بالله فمما لاشك فيه أنه ومن الناحية النظرية أو المطلقة يجب أن يتطابق التقييمان وأن يتحدا معا ولكنهما قد يختلفا ويتفاوتا من الناحية العملية أو النسبية ولو بدرجة بسيطة فى أحسن الحالات فترى ماهى أهم عناصر صياغة وتشكيل وتحقيق هذا السلوك التى لعلها تدور فى البداية حول مثلث الدين والجنس والعقل أهم هويات الانسان على الاطلاق أو بلغة أخرى ماأشار اليه أصيل الدين من ضرورة حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ المال وحفظ العرض أو بلغة ثالثة ماحث علية وحض رسول الله صلى الله عليه وسلم فى خطبته الشريفة فى حجة الوداع من ضرورة حفظ الدماء والأعراض والأموال فلعلهما تكونان أهم وأحرج فترتين فى حياة الانسان على الاطلاق فترة الطفولة وفترة المراهقه فالأولى هى التى تحدد هويته النفسيه والعصبية والعقليه والثانية هى التى تحدد هويته العاطفية والوجدانية والجنسيه والاثنان معا يحددان خط سير حياته سواءا بالفشل أو بالنجاح لاسيما فى ثالث أهم وأحرج فترة فى حياته ألا وهى فترة المراهقة المتأخرة له أو فترة ربيع العمر فأى خلل أو اضطراب أو اساءة الى الانسان فى أى من هاتين الفترتين أم كلاهما معا قد يترك بصماته العميقة على حياته حتى آخر لحظاتها بل قد يأتى عليها بالكامل مدمرا اياها تدميرا شاملا وغير ذى رجعه فالتربية السوية والسليمة لابد لها من أن ترتكز على ركائز ثلاثه أولها البناء العضوى أو الفسيولوجى السليم وراثيا وكيميائيا وجنسيا وعصبيا والمنزه عن العاهات والاعاقات والنقائص والذى هو بيد الله عز وجل وثانيها توفير سبل الحياة الكريمة ولو بالحدود الدنيا لها والتى تمكن الأهل لاجقا من تلقينه المناهج التربوية المتعددة والمطلوبه كالمنهج الدينى والمنهج الثقافى والمنهج الاجتماعى.....الخ والتى سوف تكون حائط الصد الأول والأخير والمنيع له ليواجه به كل صدمات الحياة وصعوباتها فى المستقبل القريب والبعيد أما المرحلة الثالثة والأخيره فتلك التى يطلق فيها الأبوان للابن العنان تاركين اياه للتفاعل مع الحياه والتواصل مع الناس لاسيما الأقران والأصدقاء ولكن تحت أعينهم وباشراف مشروط منهم عن بعد حتى يتأكدوا من حسن سير ه وسلوكه مع استقامة خلقه ورجاحة عقله ورزانة تصرفاته مع التمتع بدرجة معقولة من المنطقيه فى الحكم على الأمور ومن الرشد فى اتخاذ القرارات فهنا وهنا فقط يكون الأبوان قد قاما بدورهما معه على أكمل وجه ممكن مؤدين الأمانة التى ائتمنهما الله سبحانه وتعالى عليها كما ينبغى أمام الله وأمام الناس وأمام نفسيهما تاركين البقية الباقية من احتمالات الفشل والتعثر والاضطراب للقضاء والقدر ولخالقهما عز وجل فلعل الحرمان والادمان أو التفريط والافراط أو الكبت والانفلات يكونان هما طرفى نقيض انحراف السلوك الانسانى وحيوده وترديه فكلما انحرف الانسان لاسيما فى فترات حباته الحرجة التى نوهنا عنها الى أقصى اليمين أو الى أقصى اليسار كلما اضطربت نفسه وارتعدت فرائصه ليدب الخوف والهلع فى قلبه روحه ووجدانه ليبدأ بنيانه الداخلى فى التشقق والتصدع رويدا رويدا حتى ينهار عليه بالكامل فى النهايه فيقضى عليه ناهيك عن حتمية الارتداد القسرى القاسى والعنيف له فى الاتجاه المعاكس فى نهاية حياته وبناءا على ذلك فليس هنا أفضل من التربية الوسطية والمعتدلة والرشيده لأن التربية اما أن تكون سويه أو غير سويه أو عكسيه أو مفتقده للهويه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق