الأحد، 29 نوفمبر 2020

إكذوبة العربِ بقلم الشاعر/خالد الباشق

 إكذوبة العربِ



أشكو الى النفسِ ما أخفي عن النفسِ

فتفضحُ العينُ ما أبديهِ في همسي


وأحملُ الرمحَ في دربي وأشهرهُ

حتى اذا خفتُ أرمي النصلَ في يأسي


درستُ إذ كانت الأيامُ مدرستي

كبرتُ للآن لم أفهم مدى الدرسِ


قرأتُ تاريخ قومي كلهُ فإذا

جلَّ أهتمام جدودي الفخرَ بالأمسِ


ولم أجد في حياةِ العُرب مفخرةً

الا النساءَ وصولاتٍ من الجنسِ


كلُّ الحكاياتِ كانت عن صلابتهم

وفي الحقيقةِ حَبْكَ المجدَ بالدسِّ


وذي التواريخ تدليسٌ و مهزلةٌ

الا البطولات في التطبيلِ والعُرسِ


لم يحفظوا الدينَ لما أسّهُ اكتملت

بل قدموا العهدَ للرومانِ والفرسِ


ولم نرَّ الضبحَ الا في مسابقةٍ

وما سمعنا مزيجَ السيفِ بالقوسِ


حاشا سوى في قتالِ البعض بعضهمُ

 وفي حسابِ مدى الأرباحِ بالفلسِ


بعد الرسولِ تناحرنا بلا خجلٍ

لنجعلَ الحكمَ بالتوريثِ لا العكسِ


فضاعَ مجدُ بلاد العُرب واختتمت

حكاية الأمسِ بل صارت بلا حسِّ


تفرّقَ الشملُ في أرجاءِ خيبتهم

حتى أصيبوا بداءِ الجُبنِ و النحسِ


ولملموا ما تبقّى من مزاعمهم

لم يبقَ الا ليال الرقصِ والأنسِ


ما دامت الناقةُ الحسناء تُكسِبنا

هذي الملايين . هل نصحو بلا بؤسِ؟


أو فازت السخلة الأبهى بمشيتها

فالعار عشعشَ يا هذا على الرأسِ


والآن تجمعنا الأهدافُ في كُرةٍ

وقد تصاب لها الراياتُ بالنكسِ


ونشتري أي شيءٍ حين نبصرهُ

لكي نقلدَ فنانين باللِبسِ


وبعضهم لم يزل بالمجدٍ يوهمنا

مثل المجانين مجبولون بالمسِّ


ويقبعونَ وراء الأمسِ في أملٍ

بلا حياءٍ وماخافوا من اللَبسِ


لكننا كم كسبنا ألفَ معركةٍ

فوق المراقصِ عند الهزِّ بالكأسِ


ولم نزل نرسلُ الفرسانَ نرهبهم

خلف الحواسيب في حربٍ على الفيسِ


وسوف نكسبُ بالتطبيعِ غايتنا

وسوف نحضنهم في باحةِ القدسِ


الخوفُ أصبحَ داءً لا يفارقنا

وقد نُرحّلُ من قولٍ الى الشمسِ


لسنا نخافُ سوى من جورِ نسوتِنا

ولا نَحِنُّ سوى للنومِ و الهرسِ


تغيّرَ الواقعُ المرسوم من زمنٍ 

لذا وضعنا فتاوى الدين للرجسِ


كان الشيوخُ قديماً هيبةً أبداً

والآن بعضهمو يحنو الى القسِّ


لن يقلقَ القائدُ المهيوب في بلدٍ

مادام يُحفظ دوماً تحتهُ الكرسي


خالد الباشق


***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة