الأربعاء، 18 نوفمبر 2020

أسْعَفَني وصلُك..بقلم/ د. محفوظ فرج

 أسْعَفَني وصلُك

——————-

أسعفَني وصلُكِ في آخرِ رمقٍ

قبلَ ذهابي خلفَ المركزِ 

كي أدعوَ أحداً يَتَسَقَّطُ لي 

حالَ الموقفِ في الجولانِ

وساحاتٍ خاليةٍ في غزة

أتاني وجهُكِ 

كما أعهدُهِ

بالبسمةِ والعينينِ الناعستينِ

احتضنَ اللهفةَ واللوعةَ فيَّ

بدفءِ النظراتِ 

قالَ : تمَهَّلْ إنَّ العسسَ الأغرابَ 

ما زالوا في يقظتِهم 

ما زالتْ جدرانُ المرتزقة

في البيضاء تعيقُ مراميكَ

قلتُ : إذنْ كوني قربي 

كي أسْتَلهمَ منكِ الصبرَ

دعيني أتملّى في عينيكِ

لأرى كل مواطن شوقي

أرى ما حلَّ بافئدةِ النخلِ الباسقِ

حينَ ارتحلَ الأهلُ

وقالوا :  إنَّ النخلَ المزروعَ بقلبِ 

الدارِ أمانة 

وحينَ التفتَتْ عيناكِ

تنفستُ بها عبقَ ( الحاراتِ )

المحفوفةِ ليلاً 

ببخورِِ الحرملِ 

هنا وقعَ ابنُ ملوَّحِ 

مجنوناً في ليلى

وهنا سقطَ ابنُ المُعتز 

رهينَ بديعِه

وهناك بأعماقِ السوقِ

جلسَ الكنديُّ 

يحاورُ  في أشعار أبي تمام 

أرى في أغوارهِما

أوعيةَ  العسلِ الأسود 

على أهدابِ السوقِ 

أراني : ألمحُ قبالةَ دربي

في ( العكسةِ ) قيثارةَ

تَخْطفُني تحتَ عباءتها

تدلفُ في أحدِ دكاكينِ

الصاغةِ في الشهباءِ وتُعَلقُني

حِرْزاً في مجرى النِّحْرِ 

فتتيهُ حروفي صاغرةً   

تتقافز بين

ثنايا الموجِ باعماقِ النهر الخالد

دجلة 

لتقطفَ من  قشرِ  البطلينوس 

لآلىءَ تَزَّينُ أذناكِ بهِ

تقولينَ : تَمَهَّلْ سوفَ ترى ما في عينيَّ 

حقيقة  


د. محفوظ فرج



***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة