و كان اللقاء ...
رفعت السماعة ..نعم ... فاذا بصوت يرد عليها ... انه انا سأصل هذه الامسية ان شاء الله ... ارتسمت الفرحة على وجهها فلم تترك شفتيها تتلفظ باي كلمة ... كانت تتلعثم و هي تقول : أحقا ستأتي ... نعم ... سأنتظرك ... و أغلقت السماعة مباشرة ... و هي تحاول أن تلم ما فاض بها من فرحة ...و من حيرة ... لم اراك منذ سنين ... ظننت انك لن تعود ... ظننت اني ساعيش مع الذكريات فقط ... و أخيرا ستأتي ... ستعود إلينا ... ستحتضن كل الايام الماضية و ترميها بأوجعها ... ستزرع الشوق من جديد ... سيكون لنا حديث ... و ابتسامات .. و نظرات ... و همسات ... آه منك ايها الغائب ... آه من غيابك و ما فعله في جسدي ... كانت تحدث نفسا مرة بالصوت ... و اخرى مع انفاس ضائعة ...
و انتبهت فجأة الى نفسها .. الى جسدها ... لا لن يراني هكذا عليا أن اعيد ترتيب نفسي ... يجب ان اغير الفستان ... لا اولا اذهب الى الحلاقة ... يا إلاهي قبلا يجب أن احضر بعض الاكل ... كل الافكار غير مرتبة و الخطوات فيها رعشة و سرعة حركة ...
يا رب كيف اتصرف الآن .. عليا أن اكون جاهزة ... عليا أن اعيد استقبالا خاصا ... انها ستكون أمسية أول لقاء بعد غياب طويل ... امسية لقاء الاشواق ... و النظرات ... لقاء فيه الكثير من الاحتياج ... فيه عطش كبير الى الوجود ...
تنهدت و هي تتذكر كل الذي كان يجمعهما ... و نظرت الى غرفة طفلهما و هي تقول سيتفاجأ عند رؤيته فقد تركه في بطني هذا ... لم يحضر ولادته ... و لا تسميته ... و لا لحظات بسماته الاولى ... و لا خطواته ...
ثم ابتسمت و كأنها تستفيق من ذهولها ... و اتجهت الى المطبخ ... ماذا احضر له ... آه نعم سأحضر بعضا من المقبلات ... سلاطة ... و طبق البطاطا بالكفتة فهو يحبه ... و شيئا حلوا ...
جاء المساء ... بدأ النبض في تدفق سريع ... اخذت تنظر الى المرأة ... سيجد في بعض الاختلاف ... انه الفراق ما يفعل هذا ... و لكني مازلت متألقة ... مازال جمال الحب موجودا في عيناي ... مازلت امتلك الحنين المتدفق من نبضاتي شوقا له ... مازلت لا احسن شيئا سوى الاحتفاظ به بداخلي ...
طال الحديث و الباب لم يدق بعد .. انها الخامسة و نصف ... متى تصل ... متى تقول اني هنا ...
و اذا بالباب يرن جرسه ... اسرعت راكضة .. فتحت الباب ... تعانقت النظرات ... و تجمدت العبارات ... مازال الشوق يرمي بخطواته بينهما ... اصب العجز كلاهما .. رحل الكلام ... او انه اختنق مع الرغبة الشديدة في احتضان كل منهما للآخر ... و كان اللقاء
....
طروب قيدوش
***********************
***********************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق