السبت، 8 أغسطس 2020

وجهز يزيد بن معاويه، جيشاً كبيراً بقيادة مسلم بن عقبة، وترجاه عبد الله بن جعفر وصخر بن عامر، وعبد الله بن جعفر، هو أبو جعفر عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وهو صحابي من صغار الصحابة، وأحد رواة الحديث النبوي، وأحد أشهر من عُرف من العرب بجوده وكرمه، فقالوا له، أن لا يرسله فأجاب عبد الله بن جعفر: أنا أجيبك فيهم إلى ما تريد، إن ابن الزبير حيث رأيت، وقد نصب لنا الحرب، وأنا أبعث الجيوش، وآمر صاحب أول جيش أبعثه أن يتخذ المدينة طريقاً ولا يقاتلهم، فإن أقر أهل المدينة بالسمع والطاعة تركهم وجاوزهم إلى ابن الزبير، وإن أبوا أن يقروا قاتلهم، ولما وصل خبر تجهيز الجيش إلى مسامع أهل المدينة ضيقوا الحصار على بني أمية ثم أخرجوهم.

 الدكرورى يكتب عن الخليفه يزيد بن معاويه ( الجزء السادس )

إعداد / محمـــد الدكـــرورى


ونكمل مع الخليفه يزيد بن معاويه الجزء السادس، وكان هناك رفض من الصحابة ومن آل البيت لخروج الحسين بن على بن أبى طالب، إلى الكوفه، فقد قال له أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري، وهو صحابي من صغار الصحابة، وأحد المكثرين لرواية الحديث النبوي الشريف، قال له: يا أبا عبد الله إني لك ناصح ومشفق، وقد بلغني أن قوما من شيعتكم كاتبوك، فلا تخرج فإني سمعت أباك بالكوفة يقول: والله إني لقد مللتهم وأبغضوني وملوني، وما بلوت منهم وفاء، ومن فاز بهم فإنما فاز بالسهم الأخيب، والله ما لهم ثبات ولا عزم ولا صبر على السيف، وقد قال له عبد الله بن الزبير :  يا حسين، أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟ وهو عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي. 


وهو صحابي من صغار الصحابة، وابن الصحابي الزبير بن العوام، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق، وهو أول مولود للمسلمين في المدينة المنورة بعد هجرة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إليها، وفارس قريش في زمانه والمُكنّى بأبي بكر وأبي خبيب، وكان عبد الله بن الزبير أحد الوجوه البارزة التي دافعت عن الخليفة الثالث عثمان بن عفان حين حاصره الثائرون أثناء فتنة مقتله، وكما شارك في قيادة بعض معارك الفتوحات الإسلامية، وقد رفض ابن الزبير مبايعة يزيد بن معاوية خليفة للمسلمين بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان، فأخذه يزيد بالشدة، مما جعل ابن الزبير يعوذ بالبيت الحرام، وقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص: عجل حسين قدره، عجل حسين قدره، والله لو أدركته ما كان ليخرج إلا أن يغلبني


وعبد الله بن عمرو بن العاص هو صحابى ومن رواة الحديث النبوى الشريف، وقد أسلم الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي، وهاجر إلى المدينة المنورة بعد سنة سبعه من الهجره، قبل إسلام أبيه الصحابي عمرو بن العاص الذي كان أحد سادات قريش، ومن بعدها أحد سادات المسلمين، وقد قال عبد الله بن عباس فى مقتل الحسين : استشارني الحسين بن علي في الخروج فقلت: لولا أن يزري بي وبك لشبثت يدي في رأسك، وعبد الله بن عباس هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، وهو صحابي محدث وفقيه وحافظ ومُفسِّر، وابن عم النبي النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأحد المكثرين لرواية الحديث، وقد ولد في مكة في شعب أبي طالب قبل الهجرة النبوية 


بثلاث سنوات، وهاجر مع أبيه العباس بن عبد المطلب قبيل فتح مكة فلقوا النبي النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بالجحفة، وهو ذاهب لفتح مكة، فرجعا وشهدوا معه فتح مكة، ثم شهد غزوة حنين وغزوة الطائف، ولازم النبي النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، ودعا له النبي النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قائلًا: " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " وكان بعد ذلك بعد مقتل الحسين بن على ومن معه، قام والي المدينة بإرسال وفد من أهلها إلى يزيد، حيث وفدوا عليه في عام اثنين وستين للهجرة، إلا أنه لم يصح إسناد أي رواية عن هذا الوفد وما رأوه، وكان بعد عودة هذا الوفد، قد خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية وانضموا إلى عبد الله بن الزبير، واتهموا يزيد بشرب الخمر وترك الصلاة


ورأسوا عليهم عبد الله بن مطيع وعبد الله بن حنظلة ومعقل بن سنان الأشجعي، وكان عبد الله بن مطيع بن الأسود وهو تابعي وأحد كبار أنصار عبد الله بن الزبير ، ويعد من رواة الحديث النبوي فقد روى صحيح مسلم قال أخبرني عبد الله بن مطيع عن أبيه قال سمعت النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يقول يوم فتح مكة " لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة " وكان والده هو الصحابي مُطيع بن الأَسود بن حارثه العدوي القرشي، وأما عن معقل بن سنان فهو صحابى وقد شهد فتح مكة، ثم أَتى المدينة فأَقام بها، وكان فاضلًا تقيًا، ثم ذهب عبد الله بن مطيع إلى محمد بن الحنفية ليخلع بيعة يزيد لكنه رفض، ثم اتجهوا إلى الوالي وحصروه مع بني أمية في دار مروان بن الحكم وخلعوا يزيد. 


وبعدها كتب مروان بن الحكم إلى يزيد يخبره أنهم محاصرون، ومحمد بن الحنفيه هو أبو القاسم محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، وأمه خولة بنت جعفر الحنفية، فينسب إليها تمييزاً عن أخويه الحسن والحسين، ويكنى أبا القاسم، حيث أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لولد من علي بن أبي طالب أن يسمى باسمه ويكنى بكنيته، وقد ولد في خلافة عمر بن الخطاب سنة إحدى وعشرين للهجرة، وهو أحد الأبطال الأشداء، وكان ورعاً واسع العلم ثقة له عدة أحاديث في الصحيحين، وكان قائداً كبيراً من قادة المعارك التي خاضها علي بن أبي طالب في الجمل وصفين حيث حمل الراية وأبلى بلاءً حسناً وكان أبوه يعتمد عليه كثيراً في هذه الحروب رغم صغر سنه، لذا ساعدت هذه المرحلة كثيراً على صقل


شخصيته، وقد قيل لمحمد ابن الحنفية ذات مرة: لِمَ يغرر بك أبوك في الحرب، ولا يغرر بالحسن والحسين؟ فقال: إنهما عيناه، وأنا يمينه، فهو يدفع عن عينيه بيمينه، وكان مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي القرشي وهو رابع خلفاء الدولة الأموية في دمشق، وهو مؤسس الدولة الأموية الثانية، رغم قصر فترة حكمه، ولكن يمتاز مروان بن الحكم بأنه مؤسس السلالة التي حكمت العالم الإسلامي، ومن ثم حكمت الأندلس، ولما وصل الخبر إلى الخليفه يزيد بن معاويه، وكان مريضاً، فقال: لقد بدلوا الحلم الذي مني، فبدلت قومي غلظة بليان، ولقد بلغ يزيد أن عبد الله بن الزبير اتهمه بشرب الخمر، فقال: أبلغ أبا بكر إذا الجيش انبرى، وهبط القوم على وادي القرى، أجمع سكران من القوم ترى، أم جمع يقظان نفى عنه الكرى. 


وبعد ذلك قسموا أنفسهم إلى فريقين كل فريق عليه أمير، وأرسلوا من يردم الآبار التي في طريق المدينة، لكيلا يستسقوا، ثم حفروا خندقاً ليقاتلوا من داخل المدينة، وكان مسلم بن عقبة بن رباح المري الغطفاني، هو قائد الجيش الذي أرسله يزيد بن معاوية في موقعة الحرة، ولاتوجد تفاصيل كثيرة عن نشأته وحياته وقيل أنه توفي وهو في طريقة إلى مكة لقمع ثورة عبد الله بن الزبير، وهو قائد من الدهاة القساة في العصر الأموي، وقد أدرك النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وشهد صفين مع معاوية بن أبى سفيان، وكان فيها على الرجالة، وقلعت بها عينه، وولاه يزيد بن معاوية قيادة الجيش الذي أرسله للانتقام من أهل المدينة بعد أن أخرجوا عامله منها.


***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة