الاثنين، 17 أغسطس 2020

الدكرورى يكتب عن الخليفه مروان بن محمد ( الجزء الأول )


إعداد محمـــد الدكــــرورى


ونكمل مع خلافة الدوله الأمويه وقد إقتربنا من النهايه لهذه الدوله التى حكمت العالم فتره طويله من الزمن، وكانت هذه الفتره هى بعد فترة حكم الخلفاء الرّاشدين التي انتهت باستشهاد الإمام علي بن أبى طالب، رضي الله عنه فقد تولّى خلافة المسلمين الصحابي معاوية بن أبى سفيان بن حرب رضي الله عنه، وكان ذلك بعد تنازل الحسن بن علي بن أبى طالب، عن الخلافة وحقناً لدماء المسلمين، وقد أخذت الدولة الأمويه في عهد معاوية طابعاً مختلفاً عن سلفها حيث أصبح الحكم ملكياً وراثياً، وقد كان معاوية من بني أمّية بن عبد شمس، الذين كانت لهم مكانة في قريش وكانوا في تنافس مع بني هاشم، وقد حرص معاوية عند تولّيه الخلافة أن يجعلها في ذريّته لذلك سمّيت تلك الدولة. 


التي امتدت زهاء ثلاثة وتسعون سنة بالدولة الأموية وكان ذلك نسبة إلى بني أمية، وقد تتابع على حكم بني أمية أربعة عشر خليفة وكان الخليفة الأول هو معاوية بن أبي سفيان الذي أسس دعائم تلك الدولة منذ عام واحد وأربعين هجرية واستمر حكمه حتى عام واحد وستين هجري، وقد نهج الخليفة معاوية نهجاً في الحكم يعتمد على تنظيم شؤون الدولة من خلال إنشاء دواوين متخصصة ومنها ديوان الخاتم، وكذلك حرص على استمرار الفتوحات الإسلامية وحصلت في عهده أول حملة على القسطنطينية، ثمّ أتي من بعده ابنه يزيد الذي حكم ما يقارب من ثلاث سنوات وحصلت في عهده فتنة استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنه، ثم أتى من بعده ابنه معاوية بن يزيد ثم مروان بن الحكم ثم عبد الملك بن مروان. 


ثم الوليد بن عبد الملك ثم سليمان بن عبد الملك ثم عمر بن عبد العزيز ثم يزيد بن عبد الملك ثم هشام بن عبد الملك، وعد وفاة هشام بن عبد الملك بدأ الخلاف يدب في أركان الدولة الأموية حيث تولى الوليد بن يزيد مقاليد الحكم وثار عليه أحد أقاربه ويدعى يزيد بن الوليد فقتله ثم عين يزيد بن الوليد أخاه إبراهيم بن الوليد عند وفاته ليستقر الأمر أخيراً إلى مروان بن محمد الذي يلقب بالحمار الذي حكم منذ سنة مائه وسبعه وعشرين هجرية واستمر حكمه ما يقارب خمس سنين في ظل أوضاع مضطربة وثورات عنيفة أطاحت بالدولة الأموية سنة مائه واثنين وثلاثين هجرية الموافق سبعمائه وخمسين ميلادي في معركة الزّاب الشهيرة لتبدأ بعدها مرحلة حكم العباسيين.


وأبو عبد الملك مروان الثاني بن محمد ، وهو المعروف أيضاً بمروان الحمار أو مروان الجعدي نسبة إلى مؤدبه جعد بن درهم، وهو آخر خلفاء بني أمية في دمشق، وقد تولى الخلافة بعد حفيد عمه عبد الملك، وكان هو الخليفه إبراهيم بن الوليد، الذي تخلى عن الخلافة له، وكان مروان لا يفتر عن محاربة الخوارج، والخوارج هو اسم أطلقه مخالفو فرقة قديمة محسوبة على الإسلام كانو يسمون أنفسهم بأهل الأيمان، وظهرت في السنوات الأخيرة من خلافة الصحابي عثمان بن عفان، واشتهرت بالخروج على الإمام علي بن أبي طالب بعد معركة صفين سنة سبعه وثلاثين من الهجره، وذلك لرفضهم التحكيم بعد أن عرضوه عليهم، وقد عرف الخوارج على مدى تاريخهم بالمغالاة في الدين وبالتكفير والتطرف.


وأهم عقائدهم، هى تكفير أصحاب الكبائر، ويقولون بخلودهم في النار، وكفروا الصحابة الكرام عثمان وعلي وطلحة والزبير وعائشة، وكذلك يقولون ويحرضون بالخروج على الحكام الظالمين والفاسقين، وهم فرق شتى، ويلقب الخوارج بالحرورية والنواصب والمارقة والشراة والبغاة والمُحَكِّمة، والسبب الذي من أجله سموا خوارج لأنهم خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب ولم يرجعوا معه إلى الكوفة واعتزلوا صفوفه ونزلوا بحروراء في البداية، وسموا شراة لأنهم قالوا شرينا أنفسنا في طاعة الله، أي بعناها بالجنة، وسموا مارقة، وذلك للحديث النبوي الشريف الذي أنبأ بأنه سيوجد مارقة من الدين كما يمرق السهم من الرمية، إلا أنهم لا يرضون بهذا اللقب، وسموا المحكمة لإنكارهم الحَكمين. 


وهم عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري، وهم المحكمين فى الفتنة الكبرى بين معاويه بن أبى سفيان والإمام على بن أبى طالب، وقالوا لا حكم إلا لله، ولقد توالت الأحداث بعد ذلك بين علي والذين خرجوا عليه، ومحاولته إقناعهم بالحجة، ولكنهم لم يستجيبوا، ثم قيام الحرب وهزيمتهم وهروبهم إلى سجستان واليمن، وبعثهم من جديد وتكوين فرق كانت لها صولات وجولات من حين لآخر على الحكام والأئمة المسلمين، وكان الخليفه مروان بن محمد قد ضرب فيه المثل فيقال أصبر في الحرب من حمار، وقيل عن لقب الحمار أن العرب كانت تسمي كل مائة عام حماراً، فلما قارب ملك آل أمية مائة سنة لقبوا مروان بالحمار،  وذلك مأخوذ من موت حمار العزير عليه السلام وهو مائة عام.


وقد حدث الخلاف بين مروان ويزيد بن الوليد، وكان السبب في ذلك أن الوليد بن يزيد لما قتل، كان عبد الملك بن مروان بن محمد مع الغمر بن يزيد أخو الوليد في حران بعد انصرافه من الصائفة وكان الوالي على الجزيرة عبدة بن الرياح الغساني عاملًا للوليد، والجزيرة، كانت هى الجزيره الفراتية وتقال اختصارا الجزيرة وتاريخيا فهى إقليم أقور وهي إقليم يمتد عبر شمال شرق سوريا وشمال غرب العراق وجنوب شرق تركيا، وهي الجزء الشمالي من وادي الرافدين، ويحدها من الشرق جبال زاغروس ومن الشمال جبال طوروس وإلى الجنوب بادية الشام ومنخفضات الثرثار والحبانية، فلما قتل الوليد سار عبدة عنها إلى الشام فوثب عبد الملك بن موران بن محمد على حران والجزيرة.


فضبطهما وكتب إلى أبيه في أرمينيا يعلمه بذلك ويشير عليه بتعجيل السير، وأرمينيا وهي بلد جبلي غير ساحلي ويقع في القوقاز في أوراسيا، حيث تتوضع عند ملتقى غرب آسيا وشرق أوروبا، وتحدها تركيا من الغرب وجورجيا من الشمال وجمهورية الأمر الواقع ناغورني كاراباخ وآذربيجان في الشرق، أما من الجنوب فتحدها إيران ومكتنف ناخيتشيفان الأذربيجاني، وأرمينيا هى جمهورية سابقة من الاتحاد السوفيتي، وحاليا تحكمها الديمقراطية والتعددية الحزبية وهي دولة قومية ذات تراث ثقافي ضارب في التاريخ، وكانت مملكة أرمينيا أول دولة تعتمد المسيحية دينا لها  في السنوات الأولى من القرن الرابع، فتهيأ مروان للمسير وأنفذ إلى الثغور من يضبطها ويحفظها.


وأظهر أنه يطلب بدم الوليد وسار ومعه الجنود ومعه ثابت بن نعيم الجذامي من أهل فلسطين، وكان سبب صحبته له أن الخليفة السابق هشام بن عبد الملك كان قد حبسه، وسبب حبسه أن هشام أرسله إلى إفريقية لما قتلوا عامله كلثوم بن عياض القشيري، وإفريقية أو المغرب الأدنى، وهي الاسم الذي أطلقه العرب على المنطقة المكونة من تونس الحالية ومنطقتي طرابلس وهى شمال غرب ليبيا وقسنطينة وهى شمال شرق الجزائر، والتي شكلت ولاية تابعة للدولة الإسلامية إبّان الفتح الإسلامي للمغرب، وهي، إلى حد ما، نفسها المناطق التي كانت في ما سبق تشكل مقاطعة إفريقية، وتشمل إفريقية أساسا شمال الجمهورية التونسية وشرق الجزائر وغرب ليبيا تريبوليتانا ومركزها القيروان.


 وقد أفسد ثابت بن نعيم الجند فحبسه هشام وقدم مروان على هشام، وطلب أن يعفو عنه، ثم رافقه ثابت إلى أرمينيا، وبعد سنوات، أثناء مقتل الوليد بن يزيد وسير مروان إلى الشام للطلب بدم الوليد، أمر ثابت بن نعيم من مع مروان من أهل الشام بالانضمام إليه ومفارقة مروان ليعودوا إلى الشام، فأجابوه إلى ذلك فاجتمع معه ضعف من مع مروان وباتوا يتحارسون، فلما أصبحوا اصطفوا للقتال فامر مروان منادين ينادون بين الصفين: يا أهل الشام ما دعاكم إلى هذا ألم أحسن فيكم السيرة فأجابوه بأنا كنا نطيعك بطاعة الخليفة وقد قتل وبايع أهل الشام يزيد فرضينا بولاية ثابت ليسير بنا إلى أجنادنا، فنادوهم: كذبتم فإنكم لا تريدون ما قلتم وإنما تريدون أن تغصبوا من مررتم به من أهل الذمة أموالهم، وما بيني وبينكم إلا السيف حتى تنقادوا إلي فأسير بكم إلى الغزاة ثم أترككم تلحقون بأجنادك.


***********************


***********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة