إعداد محمـــد الدكــــرورى
ونكمل الجزء الثانى ومع الخليفه مروان بن محمد ، وكان كلثوم بن عياض وهو قائد بالدولة الأموية وقد قتل في ثورة البربر، عام مائه وثلاثه وعشرين من الهجره، وهو أحد الأشراف الشجعان والقادة العرب ولي دمشق لهشام بن عبد الملك ثم غزا المغرب لقمع ثورة البربر بالجيوش الأموية ولكنه قتل في معركة بقدورة على يد الخوارج الصفرية، وقد ولى على أفريقية سنة مائه وثلاثه وعشرين من الهجره، كلثوم بن عياض القشيري وعلى مقدمته بلج بن بشر القشيري فأساء إلى أهل القيروان فشكوا إلى حبيب بن أبي عبيدة وهو بتلمسان موافق للبربر فكتب إلى كلثوم بن عياض ينهاه ويتهدده فاعتذر وأغضى له عنها ثم سار واستخلف على القيروان عبد الرحمن بن عقبة ومر على طريق سبيبة.
وانتهى إلى تلمسان ولقي حبيب بن أبي عبيدة واقتتلا ثم اتفقا ورجعا جميعا وزحف البربر إليهم على وادي طنجة وهو وادي سوا فانهزم بلج في الطلائع وانتهوا إلى كلثوم فانكشف واشتد القتال وقتل كلثوم وحبيب بن أبي عبيدة وكثير من الجند وتحيز أهل الشام إلى سبتة مع بلج بن بشر فحاصرهم البربر فيها، ونرجع إلى مروان مع أهل الشام فبعد أن قال مرون، ما بيني وبينكم إلا السيف حتى تنقادوا إلي فأسير بكم إلى الغزاة ثم أترككم تلحقون بأجنادك، فانقادوا له فأخذ ثابت بن نعيم وأولاده وحبسهم وضبط الجند حتى بلغ حران وسيرهم إلى الشام ودعا أهل الجزيرة إلى العرض فعرض واحدا وعشرين الفًا وتجهز للمسير إلى يزيد وكاتبه يزيد ليبايع له ويوليه ما كان عبد الملك بن مروان.
فقد ولى أباه محمد بن مروان من الجزيرة وأرمينية والموصل وأذربيجان فبايع له مروان وأعطاه يزيد ولاية ما ذكر له، وكان محمد بن مروان بن الحكم، هو أمير الجزيرة الفراتية وهو أخو الخليفة عبد الملك بن مروان، وقد عرف عنه الحنكة والدهاء وهو الذي اقنع زفر بن الحارث حليف عبد الله بن الزبير بالمبايعة لعبد الملك بن مروان، وكان محمد بن مروان هو رسول عبد الملك إلى قياصرة الروم وإلى اعداءه، وقد شارك محمد بن مروان في قتال مصعب بن الزبير مع أخيه الخليفة عبد الملك بن مروان وكان يقود ميسرة الجيش والتي حطم فيها جيش مصعب بن الزبير وقبيل مقتل مصعب بن الزبير ذهب محمد بن مروان لإقناع مصعب بالاستسلام واعطاءة الامان له ولولده عيسى بن مصعب.
ولكن مصعب فضل الموت على الإستسلام للأمويين، وقد ظل محمد بن مروان واليا لاخيه على الجزيرة وأرمينيا وكذالك لابن اخيه الخليفة الوليد بن عبد الملك ولكن في أخر الامر فسدت العلاقة بين الوليد بن عبد الملك وعمه محمد بن مروان بسبب الخراج والمال الذي لايرسله إلى خزانة الخلافة مما تسبب بعزل محمد بن مروان، وقد ظل محمد بن مروان على خلاف مع ابن أخيه الوليد بن عبد الملك حتى مات محمد بن مروان في خلافة الوليد وهو غاضب عليه بسبب عزله من ولاية الجزيرة وأرمينيا، وكان مروان بن محمد، قبل توليه الخلافة، كان والياً على إقليم أرمينيا وأذربيجان، وأذربيجان، وهى جمهورية أذربيجان وهي واحدة من ست دول تركية مستقلة في منطقة القوقاز في أوراسيا.
حيث تقع في مفترق الطرق بين أوروبا الشرقية وآسيا الغربية، ويحدها بحر قزوين إلى الشرق وروسيا من الشمال وجورجيا إلى الشمال الغربي وأرمينيا إلى الغرب وإيران في الجنوب، وكان مروان بن محمد قد أظهر كفاءة وقدرة في إدارة شؤون ولايته، فرد غارات الترك والخزر على حدود ولايته بعد معارك كبيرة، وكذلك يعد له الفضل في اخماد ثورات الأتراك والخزر والكرج في منطقة القوقاز وأرمينيا، والخزر هم من الشعوب التركية القديمة التي ظهرت بين سواحل اتيل وشبه جزيرة القرم في شمال القوقاز واستقرت في منطقة الفولغا السفلى، وأما عن الأتراك فهم مجموعة عرقية تركية وأمة تعيش بشكل رئيسي في تركيا وتتحدث باللغة التركية، وهي اللغة الأتراكية الأكثر انتشارًا.
وهم أكبر مجموعة عرقية في تركيا، وكذلك أكبر مجموعة عرقية بين المتحدثين اللغات الأتراكية، والأقليات التركية العرقية موجودة في الأراضي السابقة للدولة العثمانية خصوصاً في بلغاريا، بالإضافة إلى ذلك، أصبح للشتات التركي حضور بارز مع الهجرة الحديثة، لا سيما إلى أوروبا الغربية، وقد وصل الأتراك من آسيا الوسطى واستقروا في حوض الأناضول في حوالي القرن الحادي عشر من خلال غزو السلاجقة الأتراك، حيث اختلطوا مع شعوب الأناضول، ثم بدأت المنطقة في التبدّل من منطقة مسيحية ذات الغالبية اليونانية إلى مجتمع مسلم تركي، وبعد ذلك، حكمت الدولة العثمانية الكثير من مناطق البلقان والقوقاز والشرق الأوسط بإستثناء إيران وشمال إفريقيا على مدار عدة قرون.
وكان ذلك من خلال جيش متقدم وبحرية، وقد استمرت الدولة حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، عندما هزمها الحلفاء وقاموا بتقسيم أراضيها، وفي أعقاب حرب الاستقلال التركية الناجحة التي انتهت باستعادة الحركة الوطنية التركية معظم الأراضي التي خسرها الحلفاء، ألغت الحركة السلطنة العثمانية، وأعلنت جمهورية تركيا، ولم يكن جميع العثمانيين مُسلمين ولم يكن جميع المُسلمين العثمانيين من الأتراك، ولكن كانت غالبية الأشخاص الذين يعيشون داخل حدود الجمهورية التركية الجديدة تم تعريفهم على أنهم أتراك، وأما عن الكرج فهو اسم كان يطلقة العرب والمسلمون في العصور السابقة على الأراضي الواقعة في جمهورية جورجيا الحالية وعاصمتها الحالية تبليسي كانت تشتهر بلقب تفليس.
وأما عن القوقاز، فهى منطقة جغرافية سياسية تقع عند حدود أوروبا وآسيا، وهي موطن جبال القوقاز، بما فيها أعلى جبل في أوروبا، وأيضا جبل ألبروز، وغالباً ما يقسم القوقاز إلى القوقاز الجنوبي والقوقاز الشمالي، وكان مرون بن محمد له الفضل في ترسيخ الإسلام في تلك المناطق، وعندما تولى مروان الخلافة كان يميل إلى القبائل القيسية على اليمانية في الشام، والقبائل القيسية هي مجموعة كبيرة جداً من القبائل العربية ويقال لهم مضر السوداء، وينتسبون لقيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقيس هو شقيق إلياس بن مضر الذي تنحدر منه قبائل خندف، وقد اشتهرت قبائل قيس عيلان القيسية بنزاعها مع القبائل القحطانية طيلة التاريخ الإسلامي.
وهى تضم عدة أفرع أبرزها هوازن وغطفان وبنو سليم التي انحدرت منها شعوب وقبائل كثيرة بالإضافة إلى فروع أصغر هي عدوان وفهم وباهلة ومحارب ومازن وغني، وكان ذلك مما سبب الانشقاق في جيشة ودولتة وخاض حروبا ضد أبناء عمومته من البيت الاموي المتحالفين مع القبائل اليمانية، حيث نقل مروان عاصمة الخلافة من دمشق إلى حران، وكانت اليمانية لا تميل لمروان بسبب قتله لزعماء منهم وميله لخصومهم القيسية، مما أضعف دولته كثيرًا في مجابهة دولة بني العباس الصاعدة، وعندما كان مروان والياً على أرمينيا وأذربيجان نقم على يزيد بن الوليد في قتله الوليد بن يزيد، وأقبل مروان بجيوشه يطلب دم الوليد، فلما انتهى إلى حران تصالح مع رسل يزيد بن الوليد وبايعه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق