إعداد / محمـــد الدكـــرورى
عزيزى القارئ قبل أن تقرأ المقال عليك أن تعرف أننا سوف نتحدث عن شخصيه تاريخيه حقيقيه ولكنها من العصور الوسطى ما قبل الميلاد بمئات السنين ولكن ما سوف تقرأه هو كان معتقداتهم حيث أن الملك عندهم كان هو إله لهم، وكانوا يأخذوا لهم آله للماء وللارض وللزراعه وهكذا كان لديهم كثير من الألهه، ولكن نجن جميعا نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى هو إله واحد لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير، هو الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذى لم يلد، ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وسوف نتحدث عن الملك نبوخذ نصر الثانى، وهو أعظم ملوك بابل وقد اشتهر بلقب مقيم المدن، ويعتبر الملك نبوخذ نصر قائدا عالميا عبر التاريخ، حيث كان يستخدم عبقريته وذكاءه للاستفادة من الشعوب التي يحتلها، إذ كان يستنفد معظم الإمكانيات البشرية والمادية للشعوب التي يستولي عليها إلى حد التحكم بحياتهم.
إلا أنه امتاز بتسامحه الديني وحرية الفكر وسمح للشعوب المحتلة أن تعبد آلهتها، وكان يشارك الشعوب طقوسهم الدينية ويحترم آلهتهم، فيعتبر هو أعظم ملوك بابل وقد اشتهر بلقب مقيم المدن، فقد كان فاتحا للمدن لا غازيا، وإمتاز بذلك لأنه كان يعتمد على مشورة مستشاريه وقد أعترف بهذا في مقولته المشهورة " الكبرياء الزائدة مدمرة للنفس" وقد ولد نبوخذنصر في عقد ستمائه وثلاثون قبل الميلاد، في بلاد بابل وقد كان الابن الأكبر لنبوبولاسر، وهو مؤسس السلالة البابلية الحادية عشر، وألتي يعتقد أنها من قبيلة بيث ياقين، إلا أن أمه لم تعرف، بينما زوجته المعروفة كانت أميديا، وهى التي عرفت باسم سميراميس عند المؤرخ اليوناني هيرودوت، وكانت ابنة الملك سياخريس ملك ميديا وشقيقة خليفته أستياجيس وقد كان زواجه منها لتعزيز تحالف الدولتين البابلية والميدية بعد أن هزموا دولة آشور، وقد عرفت بالمرأة التي بنى نبوخذنصر الجنائن المعلقة لها.
لأنها كانت تشتاق لبلادها ذات الجبال الخضراء، أما أولاده فقد عرف عن أميل مردوخ، بأنه أول أبنائه ولكن هناك من شك بأنه لم يكن إبنه الشرعي كما ذكر بيروسوس ويوسيفوس فلافيوس، فأطيح به من قبل نرغل شراصر والذي شك المؤرخين به أيضا فيما إذا كان الابن الآخر لنبوخذنصر أو صهره، ونيكتوريس البابلية أيضا والتي تمت تسمية إحدى قنوات بابل المائية بإسمها فهناك شكوك بانها ابنة نبوخذنصر أو إحدى قريناته، لكن على الأرجح هي إبنته، إذ يرجح الأكاديميين أن نبو نيد تمكن من أن يصبح ملكا على بابل بعد زواجه منها، حيث إمتلك تلك الشرعية بعد إنجابه منها بلشاصر ونبوخذ نصر الثالث حفيدي نبوخذنصر، والاسم الأكدي لنبوخذ نصر، هو نبو كودورو أوصور، ومعناه نابو حامي الحدود، ونابو هو إله التجارة عند البابليين وهو ابن الاله مردوخ، ولقد أطلق عليه الفرس اسم بختنصر ومعناه، السعيد الحظ.
أما الأكاديميون والمؤرخون الحاليون يفضلون تسميته بـإسم نبوخذ نصر الكبير، أو نبوخذ نصر الثاني، وذلك لوجود ملك آخر استخدم هذا الاسم قبله وهو نبوخذ نصر الأول الذي حكم بابل في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، ونبوخذ نصر الأول هو الملك الرابع من سلالة ايسن الثانية والسلالة الرابعة لبابل، وقد تولى الحكم لمدة ثلاثه وعشرين سنة حسب قائمة الملوك البابليين، وقد قام هذا الملك بطرد العيلاميين من بلاده الذين أسقطوا سلالة أور الثالثة، واشتهر بعبادته للاله مردوخ، ونبوخذ نصر الأول ليس نبوخذ نصر الثاني الملك الكلداني الذي حكم حوالي سنة ستمائه قبل الميلاد، وألذي ذُكر في العهد القديم في الكتاب المقدس، وقد تولى الحكم بعد وفاة والده نينورتا اوكين شومي، ثم خلفه في الحكم ابنه إنليل نادين أبلي، وأما عن نابو فهو أحد المعبودات العراقية القديمة إذ عد إلها للكتابة والحكمة، وعده البابليون ابنا للإله مردوخ وهو حفيد لإله آيا.
وقد اختلفت الآراء الخاصة بأصول عبادة نابو، في حين أصبح مردوخ رأس بابل الرئيس، رمز له بالقلم، وحيوان الموشخوشو، وقد أقيمت عدة معابد لنابو في العراق وأشهرها معبد الايزيدا الذي وجدوا قرص الشمس منقوش على جدرانه ويقع في مدينة بورسيبا التي عدت مركز عبادة هذا الرجل، وكان في البداية هو وزير مردوخ، وكاتبه، ثم اصبح ابنا له، ومن أهم الفترات التي قوي فيها مركزه كانت فترة العصر الاشوري الحديث والعصر البابلي الحديث، وكان نابو دور المنقذ لابيه مردوخ من الاسر في عيد الاكيتو، وهو رأس السنة البابلية، وذلك في اليوم السادس من ايام الاحتفال، وكان للإله نابو ثلاث زوجات هن تاشميتوم، نانايا، نيسابا، ولم يكن له أبناء، وعد نابو من أهم آلهة بلاد الرافدين وقد كان وهو أبن الإله مردوخ حسب الأفكار والعقائد العراقية القديمة وإلها للكتابة والحكمة وكان في بداية عبادته إلها خاصا بالزراعة.
وكاتب ورسول للآلهة إله القلم والعلم والرقيم وحامي الأدباء والمنسوخات، وقد كتب اسم الإله نابو بشكل مقطعي بنابيوم، وقد وردت هذه التسمية في معظم العصور التي ظهرت بها عبادته، ونادرا ما كتب بشكل نابوم، أما في قائمة الآلهة فقد كتب اسمه بشكل نابو، إذ يعتقد إن تسمية نابيوم، وقد عرف بها منذ العصر الأكدي، وقد ظهرت هذه التسمية في وثائق عصر أور الثالثة والعصر البابلي القديم ويعتقد أنها تحولت إلى نابو، في عصور أحدث، كما ظهر اسم نابوم، وهو اسم جاء متأخرا في نصوص الأدعية والصلوات ونصوص المزامير وقد عرف الإله نابو بالتوراة وهو العهد القديم، باسم نيبو، وهو الاسم العبري للإله نابو أما في الآرامية فقد ظهر بشكل نابو وكذلك في التدمرية والسريانية والمندائية وظهر في اللاتينية بشكل نابوس، واسم الإله نابو مشتق من الأصل السامي، أو الجذر السامي نابى، أي بمعنى ينادي، ويرجح أصله إلى الديانة الإيزيدية.
ويمكن أن يفسر بالمعاني الآتية الرسول، المذيع، المنادي، المعلن، المبلغ، طالما أنها تتوافق مع إحدى الوظائف التي يؤديها الإله، كونه وزير الإله مردوخ، أو بكونه صفة مشبهة مع الاسم العام، وهو المنادي، وفي حال دعم التفسير الثاني فهو صفة للإله نابو أما معنى الاسم باللغة الآشورية فهو يعني نادى، وهنالك معاني أخرى لأسم الإله نابو ومنها اللامع، وقيل بإن تسمية الإله نابو تعني المظهر أو التكلم، ومن المحتمل أن كلمة نبي، جاءت من كلمة نبو، باعتبارها درجة دينية عظيمة لكهنته، وأما عن مردوخ، أو مردوك، أو نمرود باللغة العربية، فكان كبير آلهة قدماء البابليين، وكان فى الأساس هو إله لمدينة بابل، ولما كانت بابل أهم وأقوى مدينة في العصور القديمة، فقد أصبح مردوك أهم إله في هذه الحقبة، وقد سمَّاه أصحاب السيادة المولى الأعظم، مولى السماء والأرض، وزعموا أن قوته كانت تكمن في حكمته التي كان يستخدمها لمساعدة الناس الأخيار على معاقبة الناس الأشرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق